اسحق فرنسيس يفجر مفاجاة فى الوضع الراهن عن سيناريوهات مستقبل حزب الله اللبناني
جاء إدراج وزارة الخزانة الأمريكيَّة، ودول الخليج (الإمارات والسعودية والبحرين)، قيادات حزب الله الكبرى، وعلى رأسها الأمين العام حسن نصرالله، ونائب الأمين العام نعيم قاسم، على قوائم الجماعات الإرهابية؛ ليظل نقطةً فاصلةً في مواجهة نفوذ إيران داخل الدول العربية، ويفتح المجال حول مستقبل الحزب، وارتباطه الوثيق بنظام «الملالي» في إيران، في ظل إلغاء الولايات المتحدة الأمريكيَّة الاتفاق النووي مع ايران، ما يشير إلى وجود إستراتيجيَّة أمريكيَّة لمواجهة طهران وحلفائها في المنطقة، وبات «حزب الله» أول هذه الأهداف الأمريكيَّة.
ونضع السيناريوهات المتوقعة تجاه الحزب عقب القرارات الأمريكية:
استهداف صانع القرار
جاء استهداف الولايات المتحدة، قيادات حزب الله؛ حيث قالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان على موقعها الإلكتروني إن العقوبات شملت أيضًا أربعة أفراد، فقد حل حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله وصاحب النفوذ الأكبر داخل الحزب وعلى مستوى الجماعات المسلحة المدعومة من إيران ونائبه نعيم قاسم، في رأس القائمة المُستهدفة بالعقوبات التي تبنتها أيضا السعوديَّة والبحرين وعمان والكويت والإمارات وقطر، وإلى جانب حسن نصرالله ونعيم قاسم، هناك محمد يزبك، حسين خليل، وإبراهيم أمين السيد، ومن بين المستهدفين أيضًا رئيس منظمة الأمن الخارجي بالحزب طلال حمية، وهاشم صفي الدين، القيادي البارز بالحزب.
ويرى مراقبون، أن وضع حسن نصرالله وقيادات الحزب على قوائم الأرهاب وتجميد الأموال والصكوك المملوكة لهم، تشكل تصعيدًا قويًّا ضد إيران وحلفائها في المنطقة، فالعقوبات ضد نصرالله ورجاله، هي الثالثة التي تستهدف المحور الإيراني، منذ انسحبت الولايات المتحدة من اتفاق إيران النووي
ووفقًا لبيان وزارة الخزانة الأمريكيَّة، فإن قرار العقوبات استهدف أعضاء الهيئة الرئيسية لصنع القرار في حزب الله، أي أنه يستهدف صانع القرار داخل الحزب، وهو ما يؤثر على قواعد الحزب داخليًّا وخارجيًّا.
دور الحزب في تشيكل الحكومة اللبنانيَّة
وعلى جانب تأثير القرار على تشكيل الحكومة اللبنانية، فيرى المراقبون أن القرار جاء أيضًا بعد أيامٍ من نتائج الانتخابات البرلمانيَّة اللبنانيَّة، التي حقق فيها الحزب، وحلفاؤه انتصاراتٍ قويةً ضد تيارِ المستقبل -الحليف الأول للمملكة العربية السعودية-.
ورأى أمجد طه، الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط، أن وضع قادة حزب الله على قوائم الإرهاب الأمريكيَّة والخليجيَّة، يُفشِل مخطط حزب الله نحو الحكومة اللبنانيَّة.
، إن وضع حزب الله لإرهابيين في حكومة لبنان خطوة استباقية ذكيَّة؛ فالحزب بهذا قد يكون خارج الحكومة اللبنانية، أو أعضائه ليسوا من الصف الأول في الحزب.
من جانبه اعتبر محمود جابر، المحلل السياسي والخبير بالشؤون الإيرانية، أن وضع قيادات حزب الله على قوائم الإرهاب، ضد المجتمع اللبناني بشكل عام، وأزمة لحزب الله، على مستوى القيادة والقطاع وهو ما يُشعل الأوضاع داخل لبنان، ويفجر الأوضاع مع حلفاء الحزب.
أن ذلك يؤثر على الدفع بأعضاء للحزب مرتبطة بالقيادات اجتماعيًّا «مُصاهرةً»، كوزارء في الحكومة اللبنانية المرتقبة.
كما أكد المحلل السياسي اللبناني، نضال سعيد السبع، أن العقوبات تشكل عرقلةً كبيرةً في تشكيل الحكومة اللبنانيَّة، وهو مايعني أن تسير لبنان والمنطقة إلى التصعيد والانفجار.
إن العقوبات ضد قادة حزب الله رسالة كبيرة، عقب نتائج الانتخابات اللبنانيَّة، وهو ما يعني وضع عراقيل أمام سعد الحريري لتشكيل الحكومة، فالحريري لن يُشَكِّل الحكومة بمعزل عن حزب الله، وهو ما يعني عمليًّا عرقلة لسعد الحريري وعدم تشكيل الحكومة ودخول البلد في حالة الفراغ.
وتابع: «السيناريو الآخر هو دخول حزب الله في الحكومة، ما يعني أن الحكومة تضم جماعاتٍ إرهابيةً فيتم استهدافها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، ويبدو أن المنطقة دخلت مرحلة التصعيد والانفجار، بعد الأوضاع في قطاع غزة وسوريا.
التمويل:
ويأتى إدراج قادة الحزب على قوائم الإرهاب؛ ليشكل ضربة لقياداته في وسائل التمويل؛ إلا أن الحزب لديه ورقة العمليات غير المشروعة للتمويل، عبر تجارة المخدرات وتهريب الأموال، وهو ما يعرف بالأعمال القذرة، وله باعٌ طويلٌ في هذه الأمور.
وبموجب تصنيف قادة حزب الله كـ«إرهابيين»، يتم تجميد جميع ممتلكات المُصنفين والعوائد المرتبطة بها أو تقع تحت حيازة أو سلطة الأشخاص في البلاد، كما ينبغي الإبلاغ عنها للسلطات المختصة.
ويقول محمد حامد، الباحث في العلاقات الدوليَّة، إن العقوبات لن تؤثر على الحزب من ناحية التمويل، ولكن ستؤثر من ناحية الوقت في وصول الأموال منه وإليه؛ حيث يعيش على أموال إيران، والمخدرات والتهريب، ويستطيع التكيف مع العقوبات؛ لأنه ليس لديه أموال كثيرة في البنوك والمصارف، فأغلب أمواله تتم بطرق غير مشروعة.
ويرى السياسي اللبناني، نضال سعيد السبع، أن تمويل الحزب لن يتأثر بسبب القرار؛ لأن حزب الله وقادته ليس لديهم حسابات بنكية؛ ليتم مصادرتها أو تجميدها، متابعًا أن: آلية التمويل داخل حزب الله تختلف عن آلية التمويلات، داخل الجماعات والمؤسسات الأخرى.
ويُجْمِع المُراقبون على أن عقوبات الولايات المتحدة الأمريكيَّة ودول الخليج، تشير إلى مقدمة تصعيد ضد حزب الله في لبنان، خاصة دروه في الصراع السوري، كما لم يستبعد المراقبون أن يكون هناك ضربة عسكريَّة محدودة ضد أهداف تابعة للحزب، أو حرب أمريكية بدعم خليجي ضد إيران وأذرعها في المنطقة.