العاصمة

اجتياح العقول

0

 

 

كتب : على امبابى

 

لاشك أننا فى حالة حرب حقيقيه ، حرب من نوع خاص ،اختلفت أسلحتها عن الأسلحة المعروفة فى الحروب التقليديه .

حربا عالميه استخدمت فيها أسلحة نفسيه وبيلوجيه ، كانت الذخيره فيها عباره عن فيروسات خبيثه .

 

واذا كان لكل حرب يوجد قائد لمواجهة العدو، فمن هو قائدنا، ومن هو الجندي المقاتل؟ ومن هو العدو في هذه الحرب وكيف نستطيع أن ننتصر عليه؟

 

إن عرفنا القائد والجندي والعدو كل بحسب امكانياته وقدرته الحربية فسوف نخوض الحرب بانتصار، بغير ذلك فنحن نساعد وندعم اهل الشر على اجتياحنا بعقولنا ذاتها .

مشكلة اغلب شعوب العالم الثالث، ليس فقط في تفشي عدم الوعي، ولكن وجود وعي مضاد، نجح في زرعه بوعينا من قرون الاستعمار الاجنبي، لدرجة ربطنا بين الوطنية والشجاعة والتمرد الايجابي وبين الانقلاب على المستعمر الاجنبي، الذي كان يحكم فعليا بمصاحبة اهل حكم من الشعب ذاته .

 

رحل الاستعمار الاجنبي وتغير شكله وصور تواجده، وبقي مدفونا في لا وعي الشعوب الربط بين الشجاعة والتمرد والحرية وبين مخالفة الحاكم والقانون والقواعد .. ولو في مصلحة الشعب .

 

وفي تفنيد تركيبة الحرب، نلاحظ اجتياز وعي ومعلومات وأراء الشعوب لواقعها المحلي الي العالمية، بفضل بوق الاعلام ومرايا السوشيال ميديا ، وبالتالي من سيكون قائدنا في حرب الوعي ضد “الشائعة الحقيقية” بنهاية العالم الان كأحد تداعيات كورونا؟

 

هل سيكون القائد في تساقط الاخبار من فيسبوك وتويتر وسي ان ان والصحف آلإلكترونية والمواقع الممولة والمُسيسة وغيرهم حول اكتشاف الامصال والعلاج والشريحة وانهيار الاقتصاد ..الخ

ام يكون قائدنا هو وعينا بالالتزام باجراءات الحيطة والحذر والحظر الاختياري واستيعاب ان غدا ليس كاليوم، وحتما لن يعود كأمس، لان الماضي .. مضى؟

 

ام أن يكون قائدنا ثقتنا في الحكومة وقراراتها وتدابيرها لمنع انتشار الوباء وضبط ايقاع الحياة الجديدة؟ هل سنكتفي بابتلاع طعم الاستعمار القديم المتجدد في ربط الشجاعة والتمرد، برفض اي سياسات للحكومة تضحك علينا او تهول الموقف؟

 

من هو العدو في هذه الحرب؟ هل يهمك ان تحددهم في منظومة بيل جيتس او الماسونية او الصين او امريكا ذاتها؟ ليسوا هؤلاء بأعدائك المباشرين، فنحن اصغر جدا من عداوتهم المباشرة للبشرية، لاننا جُدد في فلك الاستقلال ، ولكن عدونا ـ الحالي المعلوم المحسوم ـ هو جهلنا وعنادنا واصرارنا علي تحدي حياتنا.

أما وصول الاعداء الحقيقيين لنا او للمنطقة، فلن يكون قبل ٣ او ٤ سنوات، عندما تشرع تأثيرات النظم الجديدة في الوصول لنا وتسّمع في اقتصادنا وقراراتنا السياسية بعمق.

 

وبذات المنطق، من هو الجندي المقاتل؟ هل هو نحن بسطاء الشعب واثريائه ومثقفيه وموظفيه ومهنييه وريفييه ، فلم يعد الفلاح المصري كالسابق لا اعتقد.

 

لان الجندي المقاتل المصري الحقيقي هو الادارة المصرية، التي تحمل على كتفها عناد شعب جاهل بمصلحته، وتربص طامعين، وفساد قديم ومجدد، وتغيير جديد في استراتيجيات السياسة الدولية، وتصميم على حلم قديم من اولاد العم، وأمن لا يتوقف الاختراق عن مغازلته بأسنة الحراب .. هذا هو الجندي الحقيقي، الذي علينا جميعا ان نفهم خطورة وضعه وما يدافع عنه وما يستهدفه فعليا كجزء مميز في “الشائعة الحقيقية” لنهاية العالم الان ، وان نحاول لاول مرة كسر سحر الاستعمار في التمرد على قائدنا لاثبات شجاعتنا ومناعتنا وبطولتنا المميتة.

 

دعوا الجندي المقاتل يرصد العدو، يحاربه بوعي، يفند خططه، يبذل ارواح اولادنا واخوتنا كي نعيش نحن، ولكن لا تجعلونا شوكة في ظهره، غلا في يده، صرخة في اذنه .

التأثير الخرافي للاختراق التشعبي العنقودي من الاعداء للعالم الثالث ومصر تحديدا، يثمر بصورة سريعة، والحديث عن نهاية العالم ـ بمختلف معانيه ـ بدأ يجد له صدى في منشورات السوشيال ميديا، لتهيئة الناس للتراخي والتسليم والتمرد والمخاطرة وتدريجيا استعادة الفوضى والثورة لعدم كفاءة القائد.

 

ولكن، اذا كان ذلك كله من ابداع أولياء الشيطان آيا كانوا، إلا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وأولياء الله ساعون في ادوارهم بصمت ويقين وايمان. والساعة علمها عند ربي، ونجاح نبؤات نهاية العالم ستهدم اسس كل ما تربي عليه البشر بانه يكاد يخفيها ،

فدعونا نفهم ادوات الحرب ونثق بقائدنا، ليظهر العدو الحقيقي..

 

فنهاية العالم ليست الان!

اترك رد

آخر الأخبار