العاصمة

أهلاً رمضان

0
كتبت / ريم ناصر
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين , اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا أنك أنت العليم الحكيم
اللهم علمنا ما ينفعنا وأنفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وأرنا الحق حق وارزقنا أتباعه وارنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه , وأجعلنا ممن
يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
الكثير منا يتمتع بنعمة البصر والبصيرة التي حباه الله بها, ولكن جهلاً منه وغباء أن يعيش ردحاً من الزمن مغبوناً دينياً يفتقد
ل(رؤى ) أشياء محسوسة ترى بالعين المجردة .
أياماً معدودات ويغشانا شهر (رمضان الكريم) برحماته ونفحاته وروحانياته وخيراته وعلاجاته .
ينبوع من الإيمان والهدي الإسلامي والطب النبوي الإعجازي الذي سبق زمانه ب(1000) زمان ينفجر من جميع الأركان
الإلهية ليغمرنا بفيض من الأحاسيس والمشاعر الجياشة بالخشوع والخضوع ثلاثون يوماً (شهراً) وحيداً في شجرة العام
والتي يقدر عدد أفرعها ب (12) شهراً .
فكم من (رمضان) يحياه البعض؟ ويمر عليهم مرور الكرام بدون جدوى من غير أن ينهل ويسعد وينصهر في بوتقة هذا الشهر
(المعظم ) بفيضان النعم التي يفيض بها الله على العالم أجمع .
أولاً:- صحياً:- قال رب العزة في محكم آياته(وأن تصوموا خيراً لكم أن كنتم تعلمون) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(صوموا تصحوا) صدقت يا حبيبي يا رسول الله .
فنعمة( الصيام) تطهر البدن من السموم الضارة التي تخلفها فضلات الشراب والطعام طول العام فتخلف فيه أوجاعاُ وأمراضاُ
عديدة تثقله وتقلل من نشاطه فتجعله كالمريض دائماً في حالة خمول وكسل بدني وذهني وفي بعض الأحيان ينصح
(بالحجامة) لاجتثاث الدم المحمل بالسموم .
فالصيام طبقاً لأحدث اكتشافات العلم الطبي الحديث القديم بقدم (النبوة والرسالة) ثبت أنه يساعد في تحسين
الأجهزة الحيوية بالجسم وتقوية جهاز (المناعة) كما يقوم بشفاء أمراض كثيرة ومريرة ومنها:- أمراض القلب والأوعية
الدموية, قرحة المعدة , أمراض السمنة وتوابعها , مثل تصلب الشرايين, ودوالي الأطراف, تخفيض نسبة السكر بالدم
,حصوات الكلى والجهاز البولي , تحسين وظائف الكبد , علاج الأمراض الجلدية , مثل الأكزيما والحساسية وحب الشباب ,
كما يساهم في أنقاص الوزن ورشاقة الجسد وزيادة الحيوية وتجدد الشباب.
ثانياُ:- دينياًوعقائدياً
خاب وخسر- خاب وخسر- خاب وخسر من لم يدرك أهم وأعظم ليلة في العمر (ليلة القدر) في هذا الشهر التي جعل
الله لها فضلاً عظيماً من كل عام عن سائر الليالي , ففيها نزل الوحي على رسولنا الكريم ويقول في حقها جل جلاله
في محكم آياته (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ . لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ
فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)
وسميت (ليلة القدر) بهذا الاسم لأن رب العزة سبحانه وتعالى يقُدر ويحكم ويقضي فيها كل أمر حكيم من المقادير التي
تكون خلال العام وتقُدر في هذه الليلة .
(ليله ) يمحو الله بها ذنوب وخطايا ألف شهر (83.4) عاماً .
و هل مقدر للإنسان أن يعيش هذا العمر ؟
تخيل بأنك في عمر ال(20 ) وأدركت ليلة القدر وأدركتك هبة من الله وفضله , فسيتنعم الله عليك بصك عباداته وإداء
فروضه وغفرانه (1000 شهر) أي أنك بحسبة بسيطة ستضيف لعمرك (83.4) عام أي سيكون عمرك الأ يماني (103.4) عام
من منا لا يتمنى ذلك !!
بأن يدخل الجنة بمنحه سماوية ربانيه ألا وهي (ليلة القدر) لمن وقع عليه الاختيار الإلهي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه)صدقت يا شفيعنا
يا أصدق القائلين.
عزيزي عزيزتي – أحبائي أصدقائي أرجوا أن تكونوا قد أنصتم لهمساتي عن (شهر رمضان ) ورؤيتي لخطوط عريضة لا
تدركها بعض الأبصار سهواً وغفلة , أو عمداً وتغافل وكله في الميزان(كل انسان ألزمناه طائره في عنقه)
وتذكروا أولئك الأحباء والخلان اللذين كانوا ذات رمضان يملئون عالمكم , ثم غيبتهم الأقدار عنكم ورحلوا كالأحلام تاركين
خلفهم جروحاً غائرة لا تندمل والبقايا الحزينة تملئكم كلما مررتم بها أو مرت ذات ذكرى يوماً بكم.
اللهم أرحم المسلمين والمسلمات وأغفر لهم ذنوبهم , واجعل نزلهم بديع الجنات – اللهم امين .
فهل لكم اعزاءي أن تتاجروا مع الله تجارة لن تبور ابداً(مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ
يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) وهي الصوم المنزه عن الرياء والغيبة والنميمة والرفث والفسوق والعصيان
بسم الله الرحمن الرحيم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
اللهم بلغنا رمضان وأعنا على الصيام والقيام وقراءة القرآن
وأدخلنا فسيح الجنان.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

آخر الأخبار