العاصمة

أنا وماكينة الصرف الآلى بين الفرحة والحسرة

0
طارق سالم
إلى كل رؤساء ومديري البنوك بمدينة دكرنس (
يحدث بالفعل )
بعد إنتظار طويل لقدوم نهاية الشهر أفرح ويفرح
معى كل موظف لصرف مرتبه حتى يفرح الجيب بصحبته وتسر العين برؤيته ويطمئن القلب لسد
احتياجاته المادية والمعنوية والأسرية
عندما جاءت فكرة تطبيق نظام الصرف الآلى
بمدينة دكرنس من خلال البنوك التى توجد بها وهي أفرع رئيسية فرحت أنا وفرحت كل الجماهير
وكل منا ينظر إليها بعين التطور والراحة وهوفرح مسرور بأنه سوف يتم الصرف من خلال هذه
الماكينات في أى وقت من اليوم .
وبالفعل تم تطبيق هذه المنظومة بمدينتى دكرنس
وتركيب هذه الماكينات والكل اصبح يحمد ربه على هذه التكنولوجيا التى كنا نراها بالتلفاز
والصور وفقط ولكن الأن أصبحت بين ايدينا وأمام أعيننا وهنا كان الكل يتعامل معها بكل
حرص وهيبة حتى يتعود عليها وتكون صديقته التى تعيد له الحياة بعد طول هذا الإنتظار الطويل
من جفاف الجيب من النقود وجفاف العين من الدمع وقسوة القلب من قلة الذات وتقصير اليد
عن سد مطالب الحياة وتأنى الأرجل بالخطوات تجاه تلك هذه الماكينة بنهاية كل شهر .
ولكن عندما يأتى أخر الشهر سواء كان مسرعا أو بطيئا ولكنه أتى وعزمت الأمر على الخروج
والذهاب لمكينتى صديقتى ولم أتمهل بخطواتى ولكن أفضل أن أركب توكتوك حتى لا يطول
الإنتظار أكثر من ذلك وتيأس هى من الحفاظ على راتبي أو مستحقاتى .
وبعد معاناة الطريق داخل المدينة حتى وأنا راكب التوكتوك فبصرت لها عن قرب وتبسمت وتنهدت
أنا وهى كأنها تبتسم لى ونزلت من مركبي وأخرجت الكارت من جيبى وبعد سلام حسي بينى
وبينها قالت ضع الكارت قولت حاضر واكتب الرقم قولت حاضر واختار اللغة قولت حاضر ثم قالت
أكتب المبلغ الذي تريد صرفه قولت حاضر وسبقنى اصبعى إلى كتابة المبلغ وقالت أتريد وصل قولت لا
مش مهم البيت أمان قالت إنتظر وهنا أبصرت خلفى لم أري غير زحام شديد وصفوف من
الجنسين فقلت الحمد لله أننى سبقت وجيت الأول والكل ينظر إليا وأنا على منصة الماكينة وضوءها
يلمع ببريق عيني وطال الإنتظار والكل خلفى يتمتم بكلمات لم افهم منها غير التعب والألم
النفسي والحسى كل هذا وأنا أنتظر رد صديقتى هل توافق على الصرف أم لا وفجأة سمعت صوتا
بداخلها وكأنه عداد الفلوس ثم سكت ثم عمل مرة أخرى ثم سكت وكل هذا والكارت بداخلها ولا أعلم
ما مصيره هل يعود لى أم لا وبعد الكر والفر من العداد الداخلى والكل وأنا على أمل أن تخرج
المبلغ وجاءت لحظة خروج الكارت ففرحت والكل من ورائى قال أهو الحمد لله هتشتغل أهي ممدت
يدي وأخذت الكارت وانتظرت خروج المبلغ والكل ملتف حولى يريد أن يرى هذا المولود الجديد بعد
هذه الولادة المتعثرة ولكنه أبى أن يخرج إلى الحياة وتمسك بحبله السرى بأمه وبعد كل هذا قالت لى لم يتم أجرء هذه العملية
وتعالى صوت من ورائى ومن حولى كل يتحدث لنفسه تارة ولمن يقف بجانبه تارة أخرى ويقول
والله كلام فارغ علشان نقف ساعة وبالأخر تكون النتيجة لم ينجح أحد مع أن الكل ذاكر واجتهد في
عمله طوال الشهر وينتظر النتيجة والله حاجة تقرف تعالى ياعم نروح بنك تانى وماكينة أخرى
وتحرك الفوج بالفعل إلى ماكينة أخرى ومن بعيد قال لنا أحد الوقوف بجانبها ارجعوا مفيش فيها
فلوس ومشينا في طريق مزدحم وممل السير فيه ونحن في غلظة من أمرنا وأمر هذه البنوك
والماكينات ثم توجهنا إلى ماكينة ثالثة وهي تقف بجوار أختها ورافعين راية ويافطة الماكينة غير
جاهزة لإجراء أى عملية لأنها لم يتم الكشف عليها وتجهيزها للعملية اليوم ولا الليلة . ثم ترجلنا
بأرجل أصبحت ثقلية بالسير وكأنها ـحمل أكياس من الرمل وخطة ورا خطة وصلنا وبرغم أ، هناك
صف من الماكينات صعدنا السلم وتوجه كل منا إلى اقرب واحدة له ولكن سمعنا صوت بالأفق
ينادى تعالوا المكن عاطلان ومفيش فيه فلوس نظرنا إليه ولم نصدقه فمنا من تحقق بنفسه ومنا
من افترش الأرض من الحسرة ومنا من ذهب إلى بيته ولم يحصل غير التعب النفسي والبدنى وهو
يحدث نفسه ويقول خسارة عليكي يا بلدى دكرنس ليس بها فلوس ومش عارفين نقبض مرتبنا و ليس
بها ماكينة للصرف تعمل للاسف مع أن البنوك بتكسب بالهبل ومش عارفين حتى ناخد فوسنا
منهم والله كلام فراغ وهم مش حاسين بحد أصلا بالبلد دي .
ولكن بنهاية قصة يوم للصرف المغطى لانه لم
يكشف عن وجه أتمنى أن تتحرك البنوك فورا في العمل على راحة الجماهير بالمدينة وأن تحدث
معداتها وتعمل على توفير أكبر عدد من هذه الماكينات بأماكن متفرقة حتى يتجنب المواطن
وكبار السن والموظفين هذا الزحام الغير أدمى وهو يتعامل مع بنك مش فرن عيش لابد أن
يحصل المواطن على خدمته وهو في عزة وكرامة ودون إهانة يا سادة ما مديري هذه البنوك وأنتم
من أهل هذه الجماهير . رفقا بأهالى ومواطنين مدينة دكرنس وللعلم أن هذه الماكينات تخدم كل
المركز وليس المدينة فقط .
ولا تكونوا السبب في لعن هذه الماكينات
والتكنولوجيا والتطور الذي ينال المواطن ولا يقول ليتها ما حلت علينا كنا بنقبض المرتب في
ايدينا ومرتاحين ومن هنا تتسببوا في تغيب عقل المواطن في التطور والتعامل مع أدوات العصر
.

اترك رد

آخر الأخبار