أزهو ليقتلنى الذبولْ
شعر/ شيرين العدوى
هى رفَّةٌ للهدبِ
تقتلنى المسافة
فرَّغتُ آخرَ بقعةٍ للضوءِ آخرَ رشْفَةٍ للنّورِ مر
ها أنْتَ أمرٌ أم رسولٌ أم طلولْ
لا وقتَ عندىَ للمعانى أو لفلسفةِ الحياةْ
الريشةُ انطلقتْ وطار العشبُ أطبقتِ الشفاهْ
لا حُلَّةً لى غيرَ بسمتِكَ الأخيرة
تصطفينى تصطفيك وتحْرسُكْ
لا حيلةً لى غير نظرتىَ الأخيرةِ لانصهارى واحتلالك
كفَّنتُ هذا الضوءَ بالضوءِ انتبهتُ
لَبِسْتُ خِرْقتَنا وغشَّانى الذهولْ
لا وقتَ عندى كى أعدَّ أصابعى العشرين فيكَ
كألفِ أغنيةٍ تمرُّ
ومرَّ عابرك الحزينُ
أزهو ليقتلنى الذبولْ
إذ كيفَ أعْتقْتَ السِوارَ منَ الحياةْ؟
قيدتُ روحكَ فى دمى
ورميْتُ بالمِفتاحِ …
لا أحدٌ يجيبْ
كيفَ استباحَ الموتُ رِعشتَكَ البتولْ
تمْشى على مهلٍ كأنَّ الروحَ قصتُنا
كأنَّا فى حكايتها بلا وقعٍ رحولْ
تمشى الهوينا وتطلُّ من شُباكِ خيمتهِ علىْ
والقلبُ يصْرخُ أيْنَ وىْ
وأُسلِّمُ المِفتاحَ للفتَّاح حىْ
تمشى الهوينا فى المدى الأخضر
تمشى الهوينا والندى أحمر
تمشى الهوينا والرضا يقمر
تمشى وأمشى وامتلأتُ وفاضت الرؤيا خيولْ
ودَقَقْتُ حتَّى مرَّ منْ رأسى الجبلْ
فكأنما مرَّ الجملْ من سمِّ مِخْيطنا وجاوبنى النحيبُ
ها كنتُ أَصْهَلُ
وأمدُّ حبلًا علّه لا يُفلتُك
أخطأتُ من أجلِ الحياةِ لمرتينِ
فمرةً عنْدَ الحسن
ومرةً عِنْدَ الحسين
ها عدتُ وحدى علَّنى لا أُخطئك
وأراك متكئًا على هذا السرير
كم مرةٍ ظهرتْ نبوءاتُ المسير
كم مرةٍ ولدَ الحنينُ
فعطَّل القانونَ فيك
منْ جفنِ هدبِك شعْرةٌ نزلتْ
لعينِ الأرضِ أبصرتُ الطريق
من عمقِ ريقك قطرةً أُنْستها
فى كم وقتكِ فتَّح النواَرُ والفلُ الدفين
عطْرًا فرنْسيًا وأُقسمُ لم يمسَّ يديكَ عطرٌ
لكنَّ ألفَ حديقةٍ صنعتْ يديك
لتصطفينى تحرسَكْ
وجعٌ صعود
وجعٌ طلول
وجعٌ صعود
فرحٌ صعود