متابعه اسلام محمد
((آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)). وقال النبي صلى الله عليه وسلم أن أداءها والقيامَ بها علامةُ الإيمان؛ فقال: (( لا
إيمان لمن لا أمانة له )) فالخيانة في الأمانة صفة من صفاتِ المنافقين، وهي دليلٌ على سوء البطانة، ودليلٌ على ضعف الإيمان بالله جل وعلا.
فالأمانة من الأخلاق الفاضلة التي يتخلق بها المؤمن وهي أصل من أصول الديانات ، وعملة نادرة في هذه الأزمنة ، وهي ضرورة للمجتمع الإنساني ،
لا فرق فيها بين حاكم ومحكوم ، وصانع وتاجر ، وعامل وزارع ، ولا بين غني وفقير ، ولا كبير وصغير ، ولا معلم وتلميذ ، فالامانة لا تقتصر على أحد معين
بل إن جميع الناس مسؤولون عن الامانه ، وليست أيضا مقصورة على أداء الودائع التي تؤمن عند الناس ، بل هي أشمل من ذلك بكثير ، فالصلاة
والصيام والزكاة والحج وغيرها من شعائر الدين أمانة ، من فرط في شيء منها أو أخل به فهو مفرط فيما ائتمنه عليه ربه تبارك وتعالى ، وتشمل
الأمانة كذلك كل عضو من جسد الإنسان ، فاليد والرجل والفرج والبطن وغير ذلك أمانة عندك ، فلا تأتي الحرام من قبل ذلك ، وإلا أصبحت مفرطاً فيما
ائتمنت عليه ، واحذر أن تكون هذه الجوارح شاهدة عليك يوم القيامة إن فرطت فيها ، يقول الحق تبارك وتعالى : ” يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم
وأرجلهم بما كانوا يعملون ” ، فمن معاني الأمانة وضع كل شيء في مكانه اللائق به ، قال أبو ذر رضي الله عنه : رسول الله : ألا تستعملني ـ يعني ألا
تجعلني والياً أو أميراً أو ريئساً لك على إحدى المدن ـ قال : فضرب بيده على منكبي ثم قال : ” يا أبا ذر إنك ضعيف ، وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي
وندامة ، إلا من أخذها بحقها ، وأدى الذي عليه فيها ” [ أخرجه مسلم ] .
والمتآمل في هذا الزمان وواقع الأمة الإسلامية المرير يرى أن المناصب أصبحت من يتولاها الآن يجد انه ليس كفاء لها ولا يخاف الله في عمله فكيف
تسير سفينت النجاه مع لهؤلاء من الناس روى الحاكم من حديث أبي بكر الصديق قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من ولي من أمر
المسلمين شيئاً فأمّر عليهم أحداً محاباة ، فعليه لعنة الله ، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً ، حتى يدخله جهنم ” فتفكروا رحمكم الله في حال المسلمين
اليوم ، والواقع الأليم الذي تعيشه الأمة في هذا الزمن ، في اسناد الأمور إلى غير أهلها والى من يعمل ليلة نهار من أجل مصلحته ورغباته الشخصية
أهل الخير والصلاح ، أهل القرآن والسنة ، أهل الله وخاصته ، لا يقام لهم وزن ، ولا يُقدر لهم قدر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، لقد انقلبت الأمور وانتكست
المفاهيم ، وتغيرت الأوضاع ، ونكست الطباع ، فأين العزة والفلاح ، وأين الرفعة والصلاح ، التي ينشدها المسلمون في كل مكان مع هذا التفريط في الأمانة .
وعقاب تضيع الإمانة عذاب شديد
يوم يُضرب الصراط على متن جهنم، وينادي الله جل جلاله بأن يسيرَ العبادُ عليه، وعندها تكون دعوةُ الأنبياء: اللهم سلّم سلم. فإذا ضُرب الصراط على
متن جهنم ((قامت الأمانة والرحم على جَنبتَي الصراط)) كما روى ذلك الخبر الإمام مسلم عن النب-ي صلى الله عليه وسلم، وهذا يعني أنهما يكونان
من أسباب السقوط في نار جهنم لمن لم يقم بحقها. وبينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلسه يحدِّث القوم جاءه أعرابي فقال: يا
رسول الله متى الساعة؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث، فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع،
حتى إذا قضى حديثه، قال: ((أين السائلُ عن الساعة؟)) قال: ها أنا يا رسول الله، قال: ((فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة))، قال: كيف إضاعتها؟
قال: ((إذا وُسَّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة)) رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه.
فالخائن للامانه فله عذاب جنهم وبئس المصير وهو مطرود من رحمة الله تعالى ما احوج الأمة المحمدية إلى رجوع للمنهج الإسلامي الصحيح وخلع
رداء النفاق من على اكتافها لتحسن وضع المسلمين الاخلاقي فتعود للامة مجدها وقوتها وعزتها