العاصمة

أشد عتاب ل نبى

0

تقرير : ايمان العادلى

النبي يونس عندما أراد ربنا أن يعاتبه كان عتاب ربنا له أشد من عتابه لأي نبي أخر بأستثناء آدم

ليس فقط لأن ربنا عاقبه بانه أبتلعه الحوت لمدة 3 أيام .

لكن ربنا وصفه بأشد الأوصاف التي قلما يتصف بها نبي

أول وصف

(فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ) أى مستحق اللوم
أى يستحق أن يلام بعد الذى عمله

ماذا أيضآ وصف قاسي ؟

عن إنقاذه ربنا قال (فَنَبَذْنَاهُ ) ولم يقل فأخرجناه ونفس القول (فَنَبَذْنَاهُ ) (وَهُوَ مُلِيمٌ ) قيل عن فرعون وقومه أثناء غرقهم (فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ ) .

ربنا وصفه وقال انه كان سيبقى مذموم قال ( لَوْلَا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاء وَهُوَ مَذْمُومٌ )

ماذا أيضآ وصف أشد قسوة ؟

عندما يونس يأس من قومه إن فيهم من يؤمن غضب منهم وتركهم و حاول مع غيرهم من الناس

عندما ركب سفينة في البحر لأجل أن يذهب إلى مكان أخر ربنا أمر الرياح أن تشتد والأمواج تشتد
فعندما قاموا بعمل قرعة أكثر من مرة لأجل أن يختاروا من بينهم واحد ليلقوه في البحر ليخففوا حمولة المركب وكان أسم يونس يظهر في كل مرة وفي الآخر قاموا بألقائه في البحر.

ربنا وصف يونس بإنه ” أبق ” (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ )

( إِذْ أَبَقَ ) وربنا لم يقل ( إذ هرب ) والإباق للعبد فى لسان العرب و لا يوصف به الأحرار

ماذا أيضآ وصف أشد قسوة على يونس ؟

تكملة الآية ربنا يقول ( فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ )
ربنا قال عن خسارته فى قرعة النجاة و الغرق (فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ ) أى المغلوبين المنهزمين قليلي الحظ

الأوصاف التي ربنا وصف بها يونس عليه السلام قاسية

السؤال الأن

لماذا عتاب ربنا ليونس أشد من أي نبي أخر ؟

ما الذى فعله النبي يونس لأجل أن يحدث له ذلك ؟

هيا بنا نستمع إلى الحكاية منذ بدايتها

كانت توجد مدينة في شمال العراق أسمها ( نينوي ) عاصمة الدولة الأشورية
كانت من أغنى وأعظم المدن في التاريخ وليست في الحقبة الزمنية للنبى يونس

ربنا أراد لهم سعة كبيرة في الرزق بشكل كبير جدا لكن برغم نعم ربنا لهم هذه كلها كانوا يعبدوا الأصنام

ونكمل ؟

وبعد ذلك ربنا أرسل لهم يونس يدعوهم يعبدوا الله الواحد الأحد دون أن يشركوا به

سنين وسنين يونس يحاول معهم بكل الطرق

ولم يؤمن منهم ولا واحد

ولا طفل ولا كبير لا غني ولا فقير لا راجل ولا أمرأة

جمعيهم كانوا يسخروا منه ولا يتعاملوا معه

إلى أن أتى يوم ربنا أخبر فيه يونس أن يقول لقومه ان ربنا أمهلهم 3 أيام يتوبوا فيها لربنا وإن لم يتوبوا سوف يحل عليهم عقاب ربنا كما حل بالأقوام التى سبقتهم
قالوله قول لربك أن يفعل ما يريد

هنا غضب عليهم يونس غضب شديد وتركهم وغادر ويأس منهم
دون أن يفكر للحظة إن ربنا يستطيع أن يرحمهم
وإنه بالأمكان قبل أنقضاء مهلة ال3 أيام أن يستغفر أحد منهم ربنا وأن يستجيب الله له

والذى حدث بعد ذلك أنه قبل أنقضاء مهلة الثلاث أيام كانت القرية بأكملها قد آمنت بالله
لأنهم شعروا بالفزع والخوف عندما وجدوا الحيوانات تجري ومضطربة كأنها تتوقع حدوث كارثة قريبا
وهذه تعتبر أعظم توبة في التاريخ القرية بأكملها آمنت بربنا في أقل من ثلاث أيام

{ فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ }

ربنا قبل توبتهم أجمعين ورفع البلاء عنهم

في هذه اللحظات يونس إستعجل قومه وذهب للبحر وركب سفينة تمتلئ بالناس والبضائع
وعندما ركب معهم الرياح أشتدت والسفينة ظلت تهتز و
الركاب أنتابهم ذعر وخوف

ألقوا البضائع كلها لأجل ألا تغرق السفينة ولكن بدون فائدة فأقترح واحد منهم أن يضحوا ببعضهم لأجل أن ينجوا الأخرين فقاموا بعمل قرعة
والقرعة وقعت على يونس فنظروا له وقالوله لأ أنت رجل صالح وطيب لذلك سنجرى القرعة مرة أخرى وفي كل مرة تقع القرعة عليه

في الآخر ألقوه في البحرو هدأت الأمواج
وربنا أوحى للحوت انه يلتقم يونس بدون ما يخدش له لحم أو يكسر ليه عضم

يونس أنتابه رعب شديد لأنه مر ب3 ظلمات
ظلمة الليل
ظلمة قاع البحر
وظلمة بطن الحوت

وفي هذه اللحظة تذكر يونس أعظم كلمة أتت لكل الرسل فدعا بها وأعترف بذنبه وقرر أن يتوب وقال (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)

أعترف يونس بخطأه و تقصيره لأنه إستعجل على قومه و ندم يونس

{وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ} .

{ فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ }

( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ )

( لولا أنه كان من المسبحين )

يونس كان أصلاً من المسبحين طوال حياته (المسبحين : المُصلين ، الذاكرين )

أى ليس لأن حدث له موقف شِّدة وذكر ربنا فى وقتها ربنا نجاه لأ لكن كان هو طبعه الخيرات وفي باب صلة بينه وبين ربنا موجود دائمآ وهو التسبيح

وهذا إن دل يدل على وجوب ترك باب للطاعة بينك وبين ربك لأجل أن ينجيك به ربك في وقت الشدة

بعد ذلك ربنا قال { فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ } سقط يونس على شاطئ البحر بين الحياة والموت سقيم ومريض

ربنا قال بعدها بعد خروج يونس من بطن الحوت :
{ وأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ }
رحمة ربنا به ان أنبت له شجرة له لم تكن موجودة لأجل أن تحميه من الشمس ولأجل أن يتقوى منها

لماذا اليقطين ؟

لأن اليقطين هو القرع بأنواعه المختلفة ومنه قرع العسل وهذه شجرة فيها أكبر حجم لورقة نبات ممكن أم تظلل انسان فربنا أنعم عليه بظل اليقطين وبطعام الشجرة حتى تعود له قوته

عندما عاد يونس لقومه ماذا وجد بعد أن تعرض لكل هذا العذاب ؟

وجد أن أكثر من مائة ألف انسان كلهم آمنوا بالله

كل المدينة

(و أرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون )

ترك الرجال مراعيهم ومواشيهم وأعمالهم
وتركت النساء البيوت وخرجن لأستقبال نبى الله يونس عليه السلام حتى الأطفال أقبلوا لتحيته وأستقباله وتقبيله رجوع يونس لهم كان عيد كبير للمدينة وفرحة كبيرة لهم
وغدآ موعدنا مع قصة أخرى من قصص القرأن

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading