العاصمة

البحث عن الذات

0

 متابعة عادل شلبى

إلى كل الذين يحكمون على الأخرين دون أن يبحثوا عن دقائق

الأمور فى كل حياتهم وخاصة الذين ذهبوا إلى باريهم وخالقهم وهو الذى سوف يحاسبهم على كل

واردة وشاردة نعم نحن بشر نخطىء ونصيب ولكن الذى يعلم الغيب هو الله فلا حكم لنا على الأخر

أيا من كان هذا الكلام موجه للذين يحكمون دون سند قوى وحتى لو وجد هذا السند فحكمهم على

الذين فنوا ظلمآ كبيرآ ليس للذين فنوا فهم عند ربهم وسيحاسبهم الله. هذا الظلم الذى إقترفوه من

جراء أحكامهم المتسرعة هو ظلم لأنفسهم عظيم يجب ألا نحكم على الأخر أيا ما كان كى ننجوا من

العقاب الربانى الأشد علينا جميعا . يقول الرئيس السادات في كتاب البحث عن الذات

إتضح لى أن القمر الصناعى الأمريكى الذى كان يوصل المعلومات لإسرائيل ساعة بعد ساعة ،

أخطرهم بنقل الفرقة المدرعة ٢١ من الضفة الغربية للقناة إلى الضفة الشرقية لمحاولة تخفيف

الضغط على سوريا كما طلب وألح الرئيس الأسد ٠ وأقر هنا للتاريخ أن روسيا التى تدعى وقوفها

مع الحق العربى لم تبلغنا بشىء بواسطة أقمارها الصناعية التى تتابع المعركة
ثم حدث تطور خطير بدأت أشعر به ، وأنا أتابع الحرب من غرفة العمليات .. لقد أستخدم الجسر

الجوى الأمريكى لنجدة إسرائيل مطار العريش لنزول الطائرات الأمريكية الجبارة التى تحمل

الدبابات وكل الأسلحة الحديثة .. والعريش تقع خلف الجبهه
وبدأت ألاحظ تطورآ خطيرآ فى معارك الدبابات التى إعترف الإسرائيليون أنفسهم بشراستها

وكفاءة المصريين فى إدارتها . كنت كلما أصبت لإسرائيل ١٠ دبابات أرى مزيدا من الدبابات .

لقد دخلت أمريكا الحرب لإنقاذ إسرائيل بعد النداء المشهور ـ إنقذوا إسرائيل ـ فى اليوم الرابع ،

وهى تستخدم بكل صراحة مطار العريش المصرى الذى يقع خلف الجبهة بكل وضوح لكى تحول

الهزيمة الإسرائيلية إلى إنتصار .. وتذكرت فى تلك اللحظات ما فعلته أمريكا على جبهة ألمانيا فى

الحرب العالمية الثانية ثم على الجبهة اليابانية

أما التطور الثالث والخطير ، فهو أن أطلق صاروخان على بطاريتين مصريتين للصواريخ فعطلا

البطاريتين تعطيلآ كاملآ . وعرفت بعد ذلك أنه صاروخ أمريكى جديد يسمى القنبلة التلفزيونية

وأنه كان لا يزال تحت الإختبار فى أمريكا ، فأرسلته لنجدة إسرائيل
لقد دخلت أمريكا الحرب لإنقاذ إسرائيل حتى بالأسلحة تحت الإختبار .. وقنبلة المافريك

وأسلحة أخرى . وأنا أعرف إمكانياتى وأعرف حدودى . . لن أحارب أمريكا
ولذلك بعد عودتى من غرفة القيادة .. كتبت للرئيس الأسد شريكى فى القرار برقية أخطره فيها

أنى قررت الموافقة على وقف إطلاق النار . وسجلت فى هذه البرقية موقفى وهو أنى لا أخاف من

مواجهة إسرائيل ، ولكنى أرفض مواجهة أمريكا . وإنى لن أسمح أن تدمر القوات المصرية مرة أخرى .

وإننى مستعد أن أحاسب أمام شعبى فى مصر وأمام الأمة العربية عن هذا القرار

وفى هذه الليلة إتخذت القرار بوقف إطلاق النار فقد كان لى عشرة أيام أحارب فيها أمريكا وحدى

بأسلحتها الحديثة التى لم يستخدم أغلبها من قبل

وكان الموقف على غير ما يتصوره العالم كله . . فقد كان إعتقاد الجميع فى العالم أن الإتحاد

السوفيتى يقف إلى جانبنا ، وأنه قد أرسل الجسر الجوى لنجدتنا ولكن الموقف كان غير ذلك فى

الواقع . . فأمريكا وإسرائيل فى مواجهتى والاتحاد السوفيتى فى يده الخنجر ويقع وراء ظهرى

 

ليطعننى فى أية لحظة عندما أفقد ٨٥ % أو ٩٠ % من سلاحى كما حدث فى سنة ١٩٦٧..

أكاديمية ناصر العسكرية تحيا مصر يحيا الوطن

اترك رد

آخر الأخبار