
قصة قتل طفل مروعة
إيمى عمرو
الطفل اللي قدامك ده عمه قتله وحطه في كيس زبالة ورماه في الترعة..
جريمة هزت مصر كلها، وفتحت باب أسئلة محدش لحد النهارده لاقيلها إجابة، لأن مهما العقل يحاول يستوعب، مفيش منطق يبرر إن راجل ياخد طفل عنده ٣ سنين وهو بيلعب، ويخنقه بإيده، ويرميه في المية، وكل ده وهو عمه، اللي المفروض يكون أمانه مش نهايته.
العيلة كانت ساكنة في بيوت جنب بعض زي بيوت الريف اللي اتربينا فيها كلنا، البيوت قريبة والقلوب المفروض قريبة، الأطفال بيجروا بين البيوت، والناس داخلة خارجة على بعضها طول اليوم، مفيش باب بيت بيتقفل في وش حد، لكن كان في بيت واحد هو اللي فيه حواليه غمامة سودة، بيت محمد الإمام اللي الناس بتصلي وراه وهما مطمنين، واللي أهله نفسهم مكنوش متخيلين إن جواه كمية الحقد اللي قادرة تهد بيت وتكسر ضهر أخوه.
محمد كان خريج أزهر وشيخ معروف، لكن من جواه كان شايل غل لسنين، غل بدأ يوم ما اتجوز ومخلفش، وكل ما يسمع كلمة ربنا يرزقك يبص لمرات أخوه ويحس إن عينه بتولع، والعيلة تقول إن مرات أخوه بتعمل أعمال وسحر، تحديداً ليه هو، لأنها أكتر واحدة بيكرهها وبيتصور إنها السبب في كل تعبه، لدرجة إنهم منعوها تدخل بيتهم من الأساس، وكل ده رغم إنه اتعالج وخلف توأم، وبرضه فضل مقتنع إن الشر جاي من ناحيتها، وإنها بتبوظ حياته.
ومالك أصغر ولد عند أخوه العيل اللي وشه منور وضحكته مسبتش بيت إلا أما دخلته، طفل ملهوش علاقة بخلافات الكبار ولا يعرف يعني إيه حقد ولا سحر ولا عين، مالك كان بيلعب قدام البيت زي كل يوم والأب والأم في شغلهم، وكل حاجة كانت ماشية طبيعي لحد الساعة ٢ الظهر لما البنت الكبيرة كلمت أمها وقالتلها إن مالك مش لاقيينه، ووقتها الدنيا اتشقلبت.
الأب والأم جريوا على البيت ملقوش مالك، والناس كلها خرجت تدور، والغريب إن محمد القاتل كان واقف وسطهم يدور معاهم، بيسأل ويمسك نفسه من القلق، ويفضل يكرر على أخوه إنه ما يبلغش الشرطة عشان مايتهموش أخوه ومراته بالإهمال وياخدوا سجن، وكأنه كان بيحاول يكتم صوته قبل ما الحقيقة تطلع.
لكن الجيران قالوا إنهم شافوا مالك داخل بيت عمه قبل ما يختفي، ومحمد أنكر وقال إنه بقاله تلات أيام مشافهوش وإنه حتى كان محضرله حاجات حلوة يدهاله، لكن الحقيقة كانت غير كده.
لما النيابة فتحت كاميرات المراقبة، ظهر محمد داخل البيت ومعاه مالك الساعة ١:٣٠، وبعد نص ساعة خارج بطبق جواه كيس بلاستيك، ومعاه شوال مربوط، ورايح يركب الموتوسيكل بهدوء غريب، كأنه شايل حاجة عادية مش روح طفل.
واحد من أهل البلد قال إنه شافه في السكة والشوال كان هيقع، ولما مسكه يحاول يرجعه حس إن اللي جواه حاجة صغيرة شبه راس طفل، بس مصدقش نفسه، لأن العقل ساعات بيرفض يشوف أكبر حقيقة قدامه.
النيابة لما واجهته بالدليل انهار واعترف، واعترف باعتراف مفيش قلب يقدر يسمعه من غير ما يتوجع، قال إنه خنق مالك بإيده لمدة ٦ دقايق، ست دقايق كاملة طفل بيعيط وبيحاول يتنفس، وعمه ماسك رقبته ومكمل لحد أما مقدرش يتنفس، وقال إنه عمل كده عشان وقتله عشان يحرق قلب أخوه ومراته عليه.
بعد ما قتله، حطه في كيس زبالة أسود، وحطه في شوال وربطه كويس، وطلع على موتوسيكل ورماه في مصرف مية وربط الشوال في شجرة وحط فوقه طوبة تقيلة عشان الجثة ماتطلعش وفضل ماشي كأنه عامل عمل خير مش جريمة.
وبعد ساعات من التحقيق والأعترافات، وبعد محاكمة طويلة اتنفذ حكم الإعدام فيه، وانتهت حياة الإمام اللي كان واقف على المنبر، وفضلت جريمة مالك علامة سودة في التاريخ، محد قادر ينسي اليوم اللي خرج فيه طفل عنده ٣ سنين يلعب قدام البيت ومرجعش.
والسؤال اللي لسه محدش لاقيله إجابة
إزاي إنسان لسه فيه نبض يوصل بيه الحال إنه يقتل طفل بريء من دمه لمجرد إنه عايز يوجع قلب حد عليه؟
—النهاية
قصة حقيقية
اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.