العاصمة

د امال ابراهيم تلقي كلمة في مؤتمر صورة العرب وحوار الثقافات .. رؤية مستقبلية

0
علاء حمدي
قامت الدكتورة امال ابراهيم رئيس مجلس الأسرة العربية للتنمية أحدي مجالس الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بإلقاء كلمة في مؤتمر: صورة العرب وحوار الثقافات – رؤية مستقبلية هذا المؤتمر المهم، الذي يفتح نافذة صادقة لإعادة النظر في صورة العرب، ليس كما تُقدَّم أحيانًا في بعض المنصات، بل كما نعرفها نحن ونعيشها، ونسعى لتقديمها للعالم برؤية واعية ومسؤولة.
إن صورة العرب لم تكن يومًا صورة أحادية أو جامدة، بل هي نتاج حضارة ممتدة، وثقافات متداخلة، وأسرة عربية كانت وما زالت نواة القيم، وحاضنة الهوية، وجسر التواصل الحقيقي مع الآخر. ومن هنا، فإن الحديث عن حوار الثقافات لا ينفصل عن الحديث عن الأسرة، والتعليم، والإعلام، ودورهم المشترك في تشكيل الوعي الجمعي.
لقد واجهت صورة العرب خلال السنوات الماضية تحديات حقيقية، من تنميط إعلامي، وسوء فهم ثقافي، وتصاعد خطابات الكراهية والإسلاموفوبيا. وهذه التحديات لا تُواجَه بالإنكار أو الغضب، بل بالعمل المنهجي، وبخطاب عقلاني يعكس قيمنا الإنسانية، ويقدّم نموذجًا حضاريًا قائمًا على الاحترام المتبادل، والاعتراف بالاختلاف، والشراكة الإنسانية.
من موقعنا في مجلس الأسرة العربية للتنمية، نؤمن بأن بناء صورة عربية إيجابية يبدأ من الداخل:
من أسرة واعية،
وإعلام مسؤول،
وتربية رقمية تحمي أبناءنا،
وشباب يمتلك أدوات الحوار لا الصدام،
ويحمل هويته بثقة دون تعصب، وينفتح على العالم دون ذوبان.
إن رؤيتنا المستقبلية لحوار الثقافات تقوم على الانتقال من الدفاع عن الصورة إلى صناعة الصورة، ومن ردود الأفعال إلى المبادرات، ومن الخطاب الموسمي إلى السياسات المستدامة. حوار يقوم على المعرفة لا الأحكام المسبقة، وعلى القيم المشتركة لا نقاط الخلاف فقط.
وأؤكد هنا أن التنمية المستدامة ليست أرقامًا ومشروعات فقط، بل هي أيضًا تنمية للوعي، وبناء للإنسان، وصون للهوية الثقافية، وترسيخ لقيم العدل والكرامة والعيش المشترك.
في الختام، أدعو إلى شراكة حقيقية بين المؤسسات الثقافية، والإعلامية، والتعليمية، والمجتمع المدني، لنقدّم للعالم صورة العرب كما يجب أن تُرى:
صورة حضارة، لا صراع
صورة حوار، لا إقصاء
صورة مستقبل، لا اجترار للماضي والعمل علي إطلاق إستراتيجية عربية مشتركة تُعنى بتحسين صورة العرب عالميًا، تعتمد على خطاب ثقافي إنساني يعكس القيم الحضارية، ويواجه الصور النمطية وخطابات الكراهية والإسلاموفوبيا بأساليب علمية وإعلامية مدروسة.
تعزيز دور الأسرة العربية باعتبارها خط الدفاع الأول في بناء الهوية والانتماء، من خلال دعم برامج التوعية الأسرية والتربوية التي تُرسّخ ثقافة الحوار وقبول الآخر لدى النشء والشباب.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار