
الكمرا الخفية تتسبب في حبس أبطالها
كتب لزهر دخان
قصة قصيرة بعنوان – سجناء الكمرا الخفية ، بقلم لزهردخان من مجموعة فتاة أحلام طرزان
أدخلَ لسانهُ وأطبقَ فمهُ ونطقَ بالكلمةِ السيئة في سره ، وتذمر منها وحدهُ. حرصاً منهُ على عدم قراءة الغضب من عُبوسِ وجهه .إستمر مبتسماً حتى نزلت العصي إلى الأرض . وإنفض من حوله ثلاثتهم .هو ورغم أنه لا يفهم سبب سقوطهِ في يد شباب لم يفهم من تصرفاتهم إلا كونهم على حق ، ويبحثون عن مذنب ما. إستغفر الله في سره مجدداً وصمد مرة أخرى أمام نظراتهم فعله ينجو منها مثلما نجى من العصي الثلاث التي ألقيت على الأرض عندما أبدى حسن النية. وقرر التعاون معهم لغاية إخلاء سبيله . والله أعلم ما هي الكفالة التي قد يطلبونها . إذا لم يطالبونه بإعادة المصروقات ، أو الإعتذار على إخلاله بالأداب أثناء مشيته الملعونة في شارع أهله متغطرسون مثلهم.
واصل الثلاثة الصياح بالمناوبة في وجه الموقوف الخائف من الوقوع في الخطإ الذي قد يكلفه الكثير . فقد يضربونه فسيل دمه أو تسقط أسنانه أو تكسر له بعض العظام أو يتمزق جلده الناعم. الدكتور عبد القادر أوقف أثناء خروجه من شارع عاد فيه مريض له . وخرج منه مسرعاً لأنه أراد الإلتحاق بالمستشفى التي أرسل
لها مريضه محملاً في سيارة إسعاف مستعجلة وسيعتمد على سيارته السريعة لتوصله إلى المستشفى . حيث سيعاين ويفحص جارهم شوقي . فلم يصدقوا روايته ونهروه مجدداً وطلبوا منه السكوت عن الكذب . فشوقي بطل مثلهم وسيكون إلى جوارهم خلال دقائق ليحقق معه بنفسه ، وفعلاً ما هي إلا دقائق حتى حظر شوقي وبدأ يحقق مع عبدو قائلا : أيها اللص الإرهابي كنا ننتظر موعد دخولك لهذا الشارع الذي سرقت منه سابقا أشياء ثمينة . وها أنت تفشل اليوم في السطو على المزيد من المنازل . وحملوا عصيهم مجدداً ، إستخدم شوقي بوقه المكبر للصوت . وبدأ يصيح يا أهالي الحي ، قد نجحت خطتنا وقبضنا على المدعو عبدو. شاركونا في عقابه وتسليمه للعدالة . ومن شدة خوفه وإضطرابه وإستغرابه من شفاء مريضه بهذه الطريقة المكروهة ،
خيل له أنه يكره الطب ويكره مساعدة الناس على الشفاء لوجه الله ومقابل القليل من المال . وغضب كثيراً وزاد غضبه وأخرج الكلمة السيئة من حلقه. وراح يصيح بلسان فصيح ” كلاب ، كلاب ، كلاب ، وبدأ يرتعد من شدة فزعه يرتعش ويرتعش وسقط على الأرض مغشياً عليه . ولم يستيقض إلا في مشفى الحي الذي أوقف فيه .
حضرت الشرطة بناء على طلب أمن المستشفى وإدارته. وحررت محضرها الذي
أدلى به الجميع بأقوالهم كأبطال لفلم كمرا خفية . كان يُصوَرُ الإضحاك الناس والترويح عنهم لا أكثر. وفي أقواله ألح عبدو الطبيب على ضرورة عقاب الممثلين
الثلاثة ، ومعهم مريضه شوقي . وحرص حرصاً شديداً على جعلهم يفهمون ما معنى إخفاء الكمرا ومعنى إظهارها . وكذلك الشرطة لم تغفر لهم . وتقبضت عليهم وأودعتهم السجن . وبعد المُحاكمة قبعوا ف
يه لمدة سنة كاملة.
اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.