العاصمة

سيد محمود : رواية «عسل السنيورة» تدافع عن الحداثة وتضيء مناطق معتمة في تاريخنا

1

طارق الدسوقي

فازت رواية «عسل السنيورة» للكاتب والروائي شريف سعيد، الصادرة عن دار الشروق، بجائزة نجيب محفوظ لأفضل رواية مصرية، التي يمنحها المجلس الأعلى للثقافة لعام 2025.

 

وقال الكاتب الصحفي والناقد سيد محمود، في تصريحاته، إن الرواية متميزة في توظيفها للتاريخ، إذ تأسست على نصَّي الجبرتي: «مظهر التقديس بذهاب دولة الفرنسيس»، و«عجائب الآثار في التراجم والأخبار». وأضاف أن الكاتب شريف سعيد نسج بذكاء قصة حب داخل نسيج تشويقي لا تغيب عنه الفانتازيا.

 

وأوضح أن الرواية تتضمن إدانة للمجتمع التقليدي، ودفاعًا عن الحداثة وفق رؤية نقدية للتاريخ، مشددًا على أنها لا تعمل على تسطيحه، ولا تتبنى نزعات شوفينية، بل ترى الواقع ضمن منظومة من الجدل والاستقطاب بين رؤى مختلفة.

 

واختتم سيد محمود حديثه بالتأكيد على أن رواية «عسل السنيورة» تضيء مناطق معتمة في تاريخنا، وتعيد تقييم الوقائع، إضافة إلى أن لغة السرد جاذبة، حافظت على تدفقها، وابتكرت إيقاعًا متفردًا.

 

ومن أجواء الرواية نقرأ:

 

لا أحد يعلم ما الذي تخبئه له الأقدار، وربما في حياة كلٍّ منا قصة مثيرة لم تبدأ بعد. هذا ما دار في ذهن الزوجة العذراء «جوليا»، التي جاءت إلى الإسكندرية على متن مراكب الحملة الفرنسية عام 1798، ولم تعد إلى بلادها إلى الأبد.

 

من باريس إلى ريف المنصورة، مرورًا بالقاهرة وحواف مكة، تدور أحداث قصتها التي حُيكت بين ثلاث قارات، خلال سنوات فارقت فيها الزوج إلى حضن الصديق، وأنقذت «حُسنة» عارية وسط الخلاء، ومنحت عذريتها لـ«فاطمة» بنت الغورية سترًا لها، ووقع في حبها شيخ العرب وهي معذبة صلعاء، ليُراق من جسدها العسل في الطرقات، بمباركة من «أفروديت» إلهة الحب عند الإغريق.

 

هكذا، في رواية مستوحاة من قصة حقيقية، يسافر بنا الكاتب شريف سعيد أكثر من قرنين إلى الوراء، عبر أجواء مصرية–فرنسية غرائبية وساحرة، راصدًا لحظات الصدام بين عالمين، وبأسلوب أدبي عذب يجعلنا نطل من عيني «السنيورة جوليا» على باحات خلفية من تاريخنا، ما يدفعنا إلى إعادة النظر في كثير من الأحكام المتعلقة بالماضي وحكاياته.


اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

تعليق 1
  1. Trinity3402 يقول

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار