
لا تدخين .. لا مخدرات ..
الكاتبة تهاني عناني
نظم اليوم مجمع إعلام القليوبية ندوة توعوية موسعة تحت عنوان ” لا تدخين .. لا مخدرات .. نشء قوي لمستقبل أقوى ” بقاعة المدرسة الثانوية الزراعية ببنها ، وبالتعاون مع مديرية التربية والتعليم متمثلا في العلاقات العامة بإدارة بنها التعليمية و مديريات الأوقاف والصحة بالقليوبية ، وذلك في إطار الحملة الإعلامية التي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي التابع للهيئة العامة للاستعلامات لتنمية الأسرة المصرية تحت شعار ” أسرتك ثروتك ” بهدف بناء وعي مجتمعي كامل يدعم استقرار الأسرة ويمكن أفرادها من المعرفة والسلوكيات الإيجابية التي تعزز جودة الحياة وتوعية المواطنين بأهمية التخطيط للمستقبل وتسليط الضوء على الدور المحوري للأسرة في ترسيخ القيم وحماية النشئ ، تحت إشراف الدكتور / أحمد يحيي مجلي – رئيس قطاع الإعلام الداخلي
شارك في الندوة كل من :
أ / أحمد زكي البنهاوي – مدير عام إدارة بنها التعليمية
أ / طارق عزب – وكيل إدارة بنها التعليمية
د / سعيد نجيب – كبير مخرجين بالتلفزيون المصري ومدير عام الهيئة الوطنية للإعلام
د / مفيدة أحمد رجاء – رئيس قسم الأمراض الصدرية ومنسق القوافل الطبية بمديرية الصحة بالقليوبية
فضيلة الشيخ / محمد يوسف فهمي – إمام وخطيب ومدرس أول بمديرية أوقاف القليوبية
أ / محمد عفت – مدير العلاقات العامة بإدارة بنها التعليمية
أ / دعاء عثمان السحيمي – مدير إدارة التعليم الفني بإدارة بنها التعليمية
بدأ اللقاء بكلمة ، ريم حسين عبد الخالق – مدير مجمع إعلام القليوبية ، مؤكدة أن حماية النشء من مخاطر التدخين والإدمان لم تعد مسؤولية مؤسسات بعينها ، بل باتت واجبًا وطنيًا تتشارك فيه الأسرة والمدرسة والإعلام والمجتمع بأسره، خاصة مع تزايد أساليب استهداف الشباب وجرّهم إلى سلوكيات مدمرة تهدد صحتهم ومستقبلهم.
وشدّدت على أن التوعية المبكرة هي خط الدفاع الأول التي تحصّن عقول الأجيال الجديدة ، وتزرع فيهم القدرة على الاختيار الواعي ومواجهة الضغوط والاغراءات .
بينما أكد أحمد زكي ، أن مواجهة ظاهرة المخدرات والتدخين أصبحت ضرورة ملحّة لحماية أبنائنا وبناتنا ، مشددًا على أن المدرسة تتحمل دورًا أساسيًا في التوعية المبكرة بخطورة هذه الآفات التي تهدد صحة الطلاب ومستقبلهم. وأضاف أن الإدارة التعليمية دائما تسعى لتنفيذ حملات وبرامج وقائية داخل المدارس، وتقوم على التثقيف الصحيح وبناء الوعي، وترسيخ قيم الانتماء والمسؤولية، بما يضمن خلق جيل واعٍ قادر على اتخاذ قرارات إيجابية بعيدًا عن كل ما يضر صحته أو يؤثر على قدراته العقلية والسلوكية .
ومن جانبها أشارت ، د / مفيدة رجاء ، إلى الآثار الصحية المدمرة للتدخين وللمخدرات ، وهي آثار تتسلل بصمت إلى جسد الإنسان ، ثم لا تلبث أن تُحدث سلسلة من الانهيارات المتتابعة في وظائفه الحيوية.
وأوضحت أن التدخين ، بما يحمله من مركّبات سامة ، يمثل عاملًا رئيسيًا للإصابة بأمراض القلب والشرايين وسرطانات الرئة والفم، ويضعف القدرة التنفسية بشكل ملحوظ.
وأضافت أن خطر المخدرات لا يقل فتكًا ، حيث تعمل على تدمير الخلايا العصبية ، وإضعاف القدرات الإدراكية ، وتشويه منظومة التفكير واتخاذ القرار ، فضلًا عن تسببها في اضطرابات نفسية حادة قد تصل إلى الاكتئاب والميول العدوانية والانفصال عن الواقع.
وأضافت أن المخدرات تتنوع بين طبيعية، وتخليقية أو صناعية ، مثل ا والمخدرات الاصطناعية الحديثة، وهي أكثر خطورة لكونها مركبات كيميائية قوية تعمل بسرعة علي تغيير وظائف المخ مسببة هلاوس وفقدان التوازن النفسي واضطرابات سلوكية وعنف ، بالإضافة إلى تأثيرها المباشر علي القلب والكبد والكلى وزيادة احتمالات الإصابة بالسكتات الدماغية وفشل أجهزة الجسم الحيوية.
كما أشارت إلى أن هناك أنواعا أخرى من المخدرات المخادعة التي تظهر على شكل مسكنات أو أدوية غير مشروعة، يظن البعض أنها آمنة، لكنها في الواقع تؤدي إلى الإدمان بسرعة كبيرة، وتؤثر على الذاكرة والقدرة على التفكير السليم، وتزيد من الميل إلى المخاطرة والسلوكيات غير الأخلاقية ، وهو ما يهدد الأمن الشخصي والعائلي والاجتماعي .
بينما أكد ، د/ سعيد نجيب ، في مستهل كلمته ، أن التدخين والمخدرات أصبحتا من أخطر الأسلحة الصامتة التي تفتك بالنشء وتضرب بنيان المجتمع في عمقه، محذرًا من أن انتشارها لم يعد مجرد سلوك فردي ، بل ظاهرة تتغذى على مجموعة من العوامل المعقدة والمتشابكة .
وأوضح أن تأثير أصدقاء السوء كثيرًا ما يشكل الشرارة الأولى لانزلاق الشباب ، خاصة في ظل غياب الرقابة الأسرية مما يدفع المراهقين إلي التجربة بدافع الفضول أو الرغبة في إثبات الذات أو للهروب من بعض المشكلات والضغوط الاجتماعية ، إلى جانب ضعف الوازع الديني الذي يحرم الشباب من البوصلة الأخلاقية التي تعينهم على التمييز بين الصواب والخطأ. وأضاف أن القدوة السلبية سواء من المحيط القريب أو من بعض المشاهير تزيد من سهولة تقبل هذه السلوكيات المدمرة. وشدد على أهمية تعزيز دور الأسرة، وتقديم نماذج إيجابية ملهمة ، وتكثيف وتكاتف جهود المؤسسات التعليمية والإعلامية والمجتمعية لنشر الوعي، بما يضمن حماية الأجيال وبناء شباب قادر على صون ذاته ومستقبله من هذه الآفات .
بينما تناول ، الشيخ / محمد يوسف ، القضية من منظور ديني وأخلاقي ، مؤكدًا أن الإسلام جاء ليحفظ النفس والعقل ، وأن كل ما يذهب العقل أو يفسده فهو محرّم شرعًا ، سواء كان تدخينًا أو مخدرات أو أي سلوك يضر بالإنسان. وبيّن أن المدخن لا يضر نفسه فقط، بل يؤذي من حوله، وهو ما يتعارض مع القيم الدينية التي تؤكد على عدم الإضرار بالآخرين.
وأكد الشيخ أن المخدرات باب من أبواب الخراب الأخلاقي والاجتماعي، إذ تقود صاحبها إلى التفكك الأسري وانهيار الروابط الإنسانية وفقدان القدرة على الإنتاج والعمل.
وأوضح أن القوة الحقيقية للشباب ليست قوة الجسد فقط ، بل قوة الإرادة والوعي ، وأن التمسك بالقيم الدينية ورفقة الصالحين هو الطريق الأمثل للحفاظ على الأبناء من هذه الآفات .
وفي الختام ، أوضح محمد عفت ، أن المخدرات والتدخين يمثلان خطرًا حقيقيًا على النشء ، ليس فقط من الناحية الصحية، بل أيضًا من حيث التأثير السلبي على التحصيل الدراسي والسلوك العام.
وأكد على ضرورة تكاتف المجتمع المدرسي بالكامل لخلق بيئة آمنة تحمي الطلاب وتدعمهم، وتدفعهم لاختيار أنماط حياة صحية وإيجابية.
أعد وأدار اللقاء / إيمان فاروق عبد الفتاح – أخصائي إعلام بمجمع إعلام القليوبية
اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.