
نتنياهو… يطالب « بتصفير العداد»
بقلم/ ياسر الفرح
في خضم المعارك الجنونية التي اثقلت كاهل اسرائيل وحليفتها اميركا بهدف خلط الاوراق واشغال الداخل الاسرائيلي عن المحاكم المقامة له، ولتقديم تنازلات في لحظة أربكت الداخل الإسرائيلي سياسيًا وقانونيًا، خرج بنيامين نتنياهو بخطوة تعكس حجم المأزق الذي وصل إليه، حين لمح لطلب عفوٍ يُغلق ملفاته القضائية، قائلاً بعبارة مثقلة بالهزيمة وقله الحيلة: «أتنازل عن إثبات براءتي حفاظًا على وحدة الشعب الإسرائيلي».
هذه الجملة التي حاول من خلالها انقاذ ما يمكن انقاذه ، جاءت أقرب إلى اعتراف مغموس بالعجز أمام سلسلة القضايا التي تلاحقه، وباتت الأدلة فيها أثقل من أن يتجاهلها حتى أقرب أنصاره. فداخل حزب الليكود، تبدو حالة الصمت وكأنها انتظار لوقوع السقف، بينما تتراجع مكانة الرجل الذي كان قبل سنوات اللاعب الأبرز في المعادلة السياسية الإسرائيلية.
مع اشتداد قبضة المحكمة عليه، وجد نتنياهو نفسه أمام واقع لا يمكن الالتفاف حوله. اليمين الذي كان داعمه الأول أصبح منقسمًا، وواشنطن التي طالما احتمى بها تضيق ذرعًا بسياساته المتخبطة، وترى أن استمرار الفوضى في إسرائيل يُثقل حساباتها الإقليمية.
اليوم، يقف المشهد أمام سؤال حاسم: هل تقبل المؤسسة القضائية بهذا «الاعتراف المقنّع» وتمنح نتنياهو مخرجًا مشرّفًا؟ أم ترفض وتدفعه إلى مواجهة كاملة؟ أم تتجه إلى صيغة وسط، مشروطة، تُنهي حياته السياسية دون أن تمنحه براءة لا يملكها؟
أياً يكن القرار، فمن الواضح أن النهاية باتت قريبة، وهو سيستمر بالهروب الى الامام . فالرجل الذي هندس السياسة الإسرائيلية لعقود، يبدو الآن قد فقد معظم اوراق المناورة والضغط ويتهيأ الى مغادرة المشهد السياسي بملفات قانونية ضدة كانت في المحاكم المحلية او على الصعيد الدولي… من بوابة حاول إغلاقها طوال سنوات: باب العدالة.
اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.