
القناع الناعم للإخوان
علاء حمدي
كتبت : د ليلي الهمامي
أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن
المسالة الديمقراطية مسألة محسومة في ذهني وفي تصوراتي. بمعنى أنني لا اعتقد أنه في الامكان أن تتقدم المجتمعات العربية دون، أو خارج إطار الديمقراطية. لكن الديمقراطية لها شروط. الديمقراطية تحتاج الى حد أدنى من العدالة الاجتماعية، تحتاج الى حد أدنى من المعرفة، تحتاج الى حد أدنى من الوعي، والى الحد الادنى من الالتزام بمفهوم الحق والعدالة.
الاشكال الذي يحرجني فكريا ويدفعني الى ممارسة النقد بكل حرية؛ حرية أمنحها لذاتي ولشخصي في علاقه بالمعارضات؛ -انظمة الحكم مسالة لا تعنيني بصفه مباشرة لأن الإشكال الحقيقي يكمن في البدائل:
البدائل مأزومة… البدائل تريد انتاج نفس الإشكال وبصورة أبشع، تريد إنتاج نفس التحالفات بنفس التنازلات وأكثر.
البدائل تُمسك بها قوى أجنبية. وأقولها بأعلى صوتي وبصريح العبارة وبصفة مباشرة وبعيدا عن كل أشكال التجني: القوى الأجنبية واللوبيات الاجنبية هي من تصنّـع هؤلاء، هي من تسوّق لما يقدَّم إلينا على أنه بديل…
ما يقدَّم على أنه معارَضة وضحية، هو في اخر التحليل، نتاج لقرارات ولعملية تصنيع أجنبي.
مجرد متابعة تحرّك الدبلوماسيين الاجانب في العواصم العربية، مجرد متابعة البهرج العظيم الذي تحيط به المنظومات الاعلامية الاجنبية بعض الشخصيات غير المعروفة، التي تقدّمها على انها رموز في المعارضات العربية، تؤكد ان هنالك مخططات أجنبية حقيقية وملموسة، لاعادة انتاج الهيمنة والسيطرة والالحاق, من خلال هذه الجماعات, ومن خلال هؤلاء الأشخاص:
ديمقراطية على مقاسهم… ديمقراطية تستثني وتقصي… ديمقراطية تقمع… ديمقراطية تُرهِـب….. هذا هو الاطار العام للبدائل المصنَّعة في المخابر الامريكية؛ البدائل المدعومة من دوائر الحكم الفرنسي… هذا هو ما تسوق له قطر. هذا هو ما تسوق له تركيا. هذا هو ما تسوق له الامارات……
كل هذه الدوائر هي التي تصنع اليوم المعارضات في منطقتنا العربية. وكل المعارضات الكرتونية تدين لها بالولاء -او الجزء الاعظم- لكي لا اكون من الظالمين.
في هذا السياق، مؤخرا، تبرز فجأة أسماء، هي في الواقع تصدر من العدم؛ من الفراغ؛؛؛ شخصيات تظهر في سماء النجومية بصفة مباغتة… أذكر على سبيل العثرة، شيماء عيسى ولست هنا اخصص ولا اضع المسالة في اطار شخصنة، وانما أطرح سؤالا : هذه السيدة التي تقدَّم لنا على أنها ديمقراطية، يبدو انها في علاقة ما مع التنظيمات الاسلامية، تنظيمات مرتبطة بصفة عضوية بالربيع العربي… تنظيمات مرتبطة بصفة مباشرة بمخططات تمكين الاسلام السياسي من الحكم…
لن اذكر المسالة الشخصية والذاتية لهذه السيدة في علاقتها بوالدها… والتاريخ السياسي لوالدها، لكن أقول كيف تقدَّمُ هذه المرأة على أنها مناضلة؟ على أنها رمز؟؟؟ مع كل هذا الدعم المضخم من صفحات اخوانية معلومة.
من الواضح ان هنالك تصنيع لزعمات وهمية من أجل بسط الهيمنة وتجديد الشخوص السياسية.
المسالة ليست بريئة، ولن أتحدث فقط عن هذه السيدة غيرها كثيرات…
في نفس السياق يطرح موضوع الذين تم ايقافهم في قضية التآمر على أمن الدولة، وبقطع النظر عن خصوصية هذه القضية، ومثل هذه القضية، أطرح مسألة الذين يصنعون ويسوَّقُ لهم كرموز وقيادات وكزعامات وهم في الواقع لا علاقة لهم بالقيادة ولا بالزعامة ولا ببلدهم الأم، بل تربطهم فقط علاقات شخصية بقوى خارجية تعمل حسب تخطيط مدروس ومسطر.
ملاحظة : لست مناضلة. لست سياسية. ولا أدعي الوطنية لا الناعمة ولا الخشنة… ولا أستجيب لاستفزازات البعض الذي يصفني بالمتطفلة على السياسة والفن والأعمال والحياة عموما. أعترف أمام الجميع أني لا أرتقي لجمال عارضات الأزياء ولله الحمد… أطرح هنا مواضيع للنقاش وللنقد وآمل دائما أن يكون طرحي هادفا صريحا مباشرا جميلا وغير ثقيل دم. والأهم أني لست معنية أبداً بأي منصب في أي دولة عربية بعد تجربة ثرية ومريرة مضت وانتهت.
هذا فقط للتوضيح بين قوسين صغيرين.
د. ليلى الهمامي
اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.