العاصمة

تقارير عن المسجد الأقصى تشير إلى عودة تدريجية لوتيرة صلاة هادئة ومحترمة

0
علاء حمدي
على الرغم من سلسلة الأحداث السلبية والطارئة التي شهدها محيط المسجد الأقصى في الأسابيع الماضية، تشير تقارير الوَقْف والمتعبّدين إلى عودة تدريجية وواضحة لحالة من الهدوء والاستقرار داخل الحرم القدسي. ويؤكد المصلّون المحليون أن الصلوات تُقام هذه الأيام بانتظام، وفي جو يسوده الوقار والسكينة، بعيدًا عن أي توترات تُذكر.
وقد برز في الأيام الأخيرة حدث أثار اهتمامًا واسعًا، حينما أقدم شابّان من الزوار اليهود على السجود داخل ساحات الحرم خلال جولة ميدانية، في خطوة تُعدّ مخالفة للأنظمة المتّبعة وتُعتبر عملاً استفزازيًا يمسّ بحساسية المكان الدينية. وقد تدخّلت قوات الشرطة المتواجدة في الموقع على الفور، وأبعدت الشابين سريعًا، مما حال دون تفاقم الموقف أو توسّع دائرة التوتر.
ورغم خطورة الحادث، يشير المصلّون إلى أنّ المعالجة السريعة أسهمت في منع تدهور الوضع، وأنّ ما جرى يبقى حالة استثنائية لا تعكس واقع الحياة اليومية في المسجد. فمعظم أيام الأسبوع اتسمت بانسيابية كاملة للصلوات، حيث أضفى الطقس الشتوي الهادئ شعورًا بالسكينة في أروقة الحرم. كما شهدت أيام الجمعة توافد آلاف المصلّين الذين أكدوا أنّ الأجواء تسودها الطمأنينة، وأنّ مراسم العبادة تُقام في إطار من الاحترام والتنظيم، تمامًا كما اعتاد الناس في مثل هذا الفصل من العام.
ويؤكد كثير من المصلّين أنّ الحوادث الفردية التي تتصدر التغطية الإعلامية لا تمثّل السلوك العام للزوار، سواء كانوا مسلمين أو يهودًا، إذ يلتزم معظمهم بقواعد المكان وقدسيته. أما تلك التصرّفات الشاذّة فهي – وفق قولهم – نتاج فئة صغيرة تسعى لزعزعة الوضع القائم.
وبالتوازي مع ذلك، دعا مسؤولون في الوَقْف إلى مزيد من اليقظة في هذه الفترة من السنة، التي تشهد عادة ازديادًا في أعداد المصلّين بفضل اعتدال الطقس. وأشاروا إلى أنّ تعزيز التعاون بين الوَقْف وقوات الأمن يسهم في الحدّ من الحوادث الطارئة، ويحافظ على النسيج الدقيق للحياة الدينية في هذا الموقع الحساس.
وعلى ضوء ذلك، يعكس الأسبوع المنصرم في المسجد الأقصى بوضوح حالة التوازن بين أحداث فردية تهدد الهدوء العام، وبين الرغبة العميقة لدى المصلّين والقائمين على المكان في صون السكينة اليومية. إنّ سرعة التعامل مع تلك الأحداث، مقرونة بإصرار الناس على الحفاظ على قدسية الحرم ونظامه العام، قد أسهمتا في إعادة الحياة إلى هدوئها الطبيعي، بحيث تبقى الصلاة والاحترام المتبادل والنظام العام ركائز أساسية للمشهد الديني في المسجد الأقصى.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار