العاصمة

بين دعم ودعوات للاستبدال بـ رجُل.. آية عبدالرحمن مقدمة برنامج دولة التلاوة في قلب عاصفة إلكترونية

0

ايمان العادلى

• وزيرة التضامن: ليست مجرد مذيعة.. واستبدال كفاءة مؤكدة بناء على جنسها ذكر أو أنثى خطوة إلى الوراء

عقب إذاعة آخر حلقتين من برنامج “دولة التلاوة” خلال اليومين الماضيين، تصاعدت حدة الأصوات المتعالية عبر منصات التواصل الاجتماعي وخصوصا “فيسبوك”، مطالبين بضرورة استبدال المذيعة آية عبدالرحمن مقدمة البرنامج، بآخر زميل لها رجل، بسبب طبيعة البرنامج الدينية الروحانية، مستندين إلى أن اختيار مذيع رجل قد يكون “أكثر ملاءمة” لفكرة وطبيعة البرنامج، وهو ما أثار جدلا كبيرا عبر منصات التواصل الاجتماعي حول “جنس المقدم” ودور المرأة في الإعلام الديني.

 

• طبيعة البرنامج وتركيبته وهيكله التحكيمي

بدأ عرض البرنامج قبل أسبوعين تقريبا على القنوات الفضائية المصرية، وهو عبارة عن برنامج تليفزيوني ديني في شكل مسابقة قرآنية تهدف لاكتشاف المواهب الشابة في تلاوة وتجويد القرآن الكريم، وقد أكد عدد من المسئولين عن البرنامج أنه لا يركز فقط على المنافسة، لكنه يحمل دورا في صناعة الوعي الإسلامي المعتجل والهوية الدينية الثقافية.

 

يقوم بالإشراف على هذا البرنامج وزارة الأوقاف المصرية بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، ويضم في لجنة تحكيمه عدد من العلماء والخبراء الدينيين البارزين في المجال القرآني، ومنهم الشيخ حسن عبدالنبي، والدكتور طه عبدالوهاب، والداعية مصطفى حسني، والقارئ طه النعماني، كما شارك فيه بعض ضيوف الشرف ومنهم وزير الأوقاف دكتور أسامة الأزهري، والدكتور علي جمعة، وآخرون.

 

• آلية المنافسة وقيمة الجوائز

يشارك في البرنامج 32 متنافسا بواقع 8 كل حلقة يخرج منها اثنان من المتسابقين بحسب تصويت لجنة التحكيم التي أعلنتها وزارة الأوقاف، ويصل إجمالي الجوائز إلى 3.5 مليون جنيه مصري، والفائزان بالمركز الأول في فرعي الترتيل والتجويد يحصلان على مليون جنيه عن كل فرع منهما، بالإضافة الى تسجيل المصحف الشريف بصوتهما كاملا، وسيتم إذاعة هذا التسجيل على قناة “مصر قرآن كريم”، وسيكون لديهما فرصة إمامة صلاة التراويح في شهر رمضان المقبل في مسجد الحسين.

 

• خروج انتقادات حول جنس المذيع

وعقب إذاعة الحلقتين السابقتين، انتشرت عدة أقاويل عبر منصات التواصل الاجتماعي منتقدين وجود آية عبدالرحمن كمقدمة للبرنامج كونها امرأة، مقترحين استبدالها برجل مستندين إلى أن “ذلك قد يؤثر على هيبة البرنامج الديني الموقر”.

 

• وزيرة التضامن تساند آية عبدالرحمن وتدخل على خط الأزمة

لكن الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، كتبت اليوم منشورا مطولا عبر صفحتها الشخصية على “فيسبوك”، دافعت فيه بشدة عن آية عبدالرحمن، ووصفت الانتقادات الموجهة للمذيعة المذكورة بأنها “تغفل جوهر دورها المهني ورسالة البرنامج الذي لا يعتبر برنامج وعظ تقليدي، بل هو مسابقة تلفزيونية ذات طابع فني وفورمات عالمي يعتمد على التحكيم الدقيق والإدارة الاحترافية للمراحل”.

 

وفي دفاعها عن آية عبدالرحمن، قالت مرسي: “ليست مجرد مذيعة، بل هي واجهة ثقافية للبرنامج، وقد أثبتت كفاءة استثنائية تجعلها الخيار الأمثل، فالبرنامج يعتبر منصة لعرض فن التلاوة والمنافسة المهنية، والتقييم يجب أن يستند إلى الكفاءة المهنية في التقديم، وليس إلى جنسها، وقد نجحت آية في تقديم محتوى ديني وشرعي ثقيل بأسلوب رصين وهادئ ومريح للمشاهدين، وهو ما أشادت به تقييمات عديدة”.

 

• قوة ناعمة ورسالة للمرأة المصرية

وأضافت: “وجود آية عبدالرحمن، المتمكنة إعلاميًا، يضمن إدارة هذه الفورمات بدقة، ويحافظ على التوازن المطلوب بين هيبة القرآن الكريم وجاذبية التنافس التلفزيوني، فهي تدير اللحظات الصعبة ولحظات الترقب بمهنية عالية”.

 

وأكدت وزيرة التضامن، في منشورها، أن وجود آية عبدالرحمن هو رسالة بالقوة الناعمة: “وجود سيدة تتمتع بالكفاءة ومؤثرة في تقديم محتوى قرآني بمثل هذه الأهمية يمثل قوة ناعمة ورسالة هامة، تؤكد أن المرأة المصرية والعربية شريك أساسي في الحفاظ على التراث الديني والثقافي، وتكسر أي صورة نمطية قديمة”.

 

• نماذج نسائية رائدة في الإعلام الديني

وأشارت إلى أنه “قد برزت في مصر قمتان رائدتان في الإعلام الديني: الدكتورة هاجر سعد الدين، التي سطرت اسمها كأول سيدة تترأس إذاعة القرآن الكريم، معززة دورها القيادي بتقديم برامج فقهية متخصصة مثل (فقه المرأة) امتدت لسنوات طويلة؛ والإعلامية كاريمان حمزة، التي تُعد رائدة البرامج الدينية التلفزيونية، واشتهرت بتقديم برامج ذات تأثير جماهيري واسع مثل (الرضا والنور)، حيث قدمت ما يزيد على 1500 حلقة تلفزيونية، وتميزت بكونها المذيعة التي استضافت كبار علماء الأمة، وفي مقدمتهم الشيخ محمد متولي الشعراوي. وقد أسست كلتاهما نموذجاً للكفاءة المهنية والمصداقية العلمية للمرأة في الحقل الديني والإعلامي”.

 

• جذور تاريخية لتلاوة النساء في مصر

ولفتت إلى دور العديد من السيدات في الإعلام الديني وتأثيراتهن، قائلة: “التاريخ المصري يتميز بحضور بارز ومؤثر لتاليات القرآن الكريم، اللاتي عُرفن بـ(الشيخات)، خاصة في بدايات القرن العشرين، حيث نافسن القراء الرجال في عذوبة الصوت ومهارة التجويد. ومن أبرز الرائدات، الشيخة منيرة عبده والشيخة كريمة العدلية، فهن من أوائل من سجلت لهن تلاوات وأسماء في سجلات الإذاعات المحلية”.

 

واستطردت: “وفي هذا السياق التاريخي، يُذكر أيضا أن كوكب الشرق أم كلثوم كان لها نصيب من هذا الفن في بدايات حياتها الفنية، حيث كانت تستهل بعض سهراتها بتلاوات قرآنية وتجويد قبل أن تنتقل بشكل كامل إلى الغناء والإنشاد، مما يعكس الأهمية الثقافية والاجتماعية التي كان يوليها المجتمع المصري لصوت المرأة المُجيدة للتلاوة في تلك الفترة التاريخية”.

 

• دعوة لفتح مسار للسيدات داخل المسابقة

ولم تكتف مايا مرسي بالدفاع عن آية عبدالرحمن وإبراز دور النساء في الإعلام الديني، لكن اقترحت فتح باب المنافسة أمام السيدات والفتيات لإنشاء مسار خاص بهن ضمن فعاليات المسابقة، مبررة هذا الاقتراح بالقول: “ليس مجرد دعوة للمساواة وتكافؤ الفرص، بل هو استعادة لجزء أصيل من التراث المصري؛ إذ شهد تاريخنا أسماء رائدة لـ(الشيخات) أمثال منيرة عبده وكريمة العدلية، وإضافة فئة السيدات والبنات ستجعل المسابقة شاملة لكل المواهب القرآنية في الأمة، وتؤكد أن معيار التنافس الوحيد هو إتقان التلاوة وعذوبة الصوت، مما يمثل خطوة متقدمة تعزز القوة الناعمة لمصر في خدمة كتاب الله”.

 

• استبدال آية عبدالرحمن خطوة للوراء

وفي نهاية منشورها، هاجمت مرسي الدعوات باستبدال آية عبدالرحمن بمذيع ذكر ووصفتها بأنها “خطوة للوراء”، قائلة: “استبدال كفاءة مؤكدة بناءً على جنسها ذكر أو أنثى هو خطوة إلى الوراء”، موجهة رسالة شكر وتقدير لوزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري على هذا الاختيار الموفق والمستنير لمقدمة البرنامج، الذي يؤكد أن “الكفاءة هي المعيار الوحيد في صدارة البرام


اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار