العاصمة

الجن كان بيحمينى

0

إيمى عمرو

 

قصة حقيقية مرسلة من متابعة من مصر

 

لما كنت فى شبابى، وفى فترة كنت مش منتظمة فى الصلاة… كانت حياتى كلها شبه باب مفتوح… واللى جه من الباب ده كان مُرعِب.

أول حاجة، غرفتى اللى جنب الحمّام ، الباب ماكانش بيقفَل كويس، وفى ستارة خفيفة قدّامه ،ستارة شكلها عادى، بس بالليل كانت بتبقى مرعبة… كأنها بتتنفس.

 

ليلة من ليالى امتحانات آخر السنة… البيت كله نايم، وأنا بذاكر وسهرانة.

الهدوء كان خانق ، ساعتها حسّيت إن الجو اتقل فجأة ، كأن حد دخل الأوضة من غير ما أشوفه.

ولقيت ريحة غريبة… ريحة شبه خشب محروق… بس أقوى… كأن حد مولع فى حاجة من جوه الأوضة.

وفجأة الستارة اتحركت مش مجرد هزة هوا ، كأن فى صوابع بتزقّها… زقّة… وراها نفس حد بيطلع وينزل.

 

وسمعت صوت خربشة خفيفة… زى تقطيع قماش ، وبعدين ، إيد طلعت… إيد لونها نار، وماسكه السِتارة بأطراف صوابع طويلة ، … والجلد فيها بيغلى وبيفرقع.

.

وبعدين ظهر رجل جسمه حواليه نار ، وشه مش ثابت ،كان بيتغيّر… مرة وش راجل… مرة حاجة مش بشر!

 

وعنيه—يا ساتر—عنيه كانت محفورة فى الضلمة… حمرا… ثابتة عليّا.

دخل خطوتين ، والنور الضعيف فى الأوضة بدأ يرمش…

وكل ما يقرّب… الهواء يسخن… والسجادة تحت رجلى تبقى حرّانة.

صرخت صرخة هزت الدنيا اختفى ، ولا رماد… ولا أثر… ولا حتى ريحة… كإنه اتسحب من الهوى!

 

جرى أهلى عليّا، وأنا أصابعى بتترعش لدرجة إنى مش عارفة أمسك نفسى.

ولماحكيت محدش صدقنى لانى محدش فيهم شاف ولا حس بلللى شوفته وحسيته ومن ساعتها وأنا الخوف متربى فى قلبى

 

________________________________________

 

بعد وفاة أمى، وكنت متعلقة بيها جدًا… البيت كله كان بارد وناقص روح، غيرت شكل المطبخ… ونقلت المطبقيّة.

تانى يوم ،دخلت لقيت المطبقيّة معلّقة بمسمار واحد…

بس الأغرب؟

الحاجات اللى فيها كانت ثابتة،والصينى التقيل بيتهز بس ما بيقعش ، وكأن حاجة ماسكاه من تحت!

 

أنا حتى سمعت صوت “طَقّ” كأن فى صباع بيعدل الطبق.

ومسكت المطبقيّة ،وكانت خفيفة… خفيفة لدرجة مستحيلة…

كأنها مش خشب… كأنها فاضية من الروح

فى اليوم ده… وأنا واقفة فى المطبخ ، سمعت شهقة… أنين خفيف… جى من عند البوتاجاز ، النار عليت فجأة ،شعلة طويلة كأنها لسان ، وهبت فى وشى مرك واحدة والحرارة كانت هتاكل عينى ،وفى ثانية إيد حد خفى زقّانى… زقّة قوية لزقتنى فى التلاجة !

حسيت بوجود حد…مش شر… بس حاجة قوية ،وحواليا الهوا برد فجأة بعد ما كان نار !

________________________________________

 

أيام ما كنت لسه مخطوبة…

 

شقتى كانت هادية بطريقة مش مريحة، خصوصًا وقت الليل.

طلعت على السلم أنضّف الشباك ،والشباك مقفول كويس

وفجأة ، سمعت نَفَس حد ورايا ،لفّيت ولكن مفيش حد.

وأنا فوق السلم ، الشباك اتفتح بخبطة واحدة زى حد اتشال من جنبه.

السلم اتهزّ ، وكنت هقع ، لكن فى لحظة ،حسّيت بإيد بتتلف حوالين كعب رجلى… ماسكانى جامد… بس بتنزلنى بروقان.

وكنت حاسة بإيد تانية بتحرك السلم شوية،كأن حد بيظبطه.

لما نزلت ، كان فى ظل واقف فى الركن شكله ما كانش واضح…

لكن حسّيت إن فيه عينين بتتبعنى👀

________________________________________

 

بعد الجواز…

كنت بطّلع السلم للارنبة اللى ولدت.

الهوى فوق كان تقيل ، كأنك طالع لمكان مش بتاع بشر.

وفى يوم…وأنا نازلة السلم اتزق…كنت هقع ،لكن رجلى ثبتت لوحدها…

وكأن حد قاعد ماسك ضهر السلم من ورا ،ولما بصيت تحت…

اتجمدت.

السلم واقف فى الهوا… على رجل واحدة ، من غير ما يميل،

من غير ما يتحرك ،كأنه متسمر ،بس مفيش مسمار ،حتى الهوا كان واقف ،ولا حتى الاتربة بتتحرك ،جوزى لما شافه وشه اتبدل وشاله من يومها.

بعدها بكام يوم ،الأرنبة ماتت هى وصغيرها…

وكان فى ريحة غريبة فى الحمام ،ريحة تراب محروق… زى أول ليلة!

________________________________________

 

الليلة اللى اتشديت فيها من شعرى👁️

كنت نايمة ، والدنيا ظلمة ،سمعت صوت شبشب الحمام يجرجر على الأرض ،الصوت بطيء… زى حد عمال يتمشى بحدة…

وبعدين صوت ضحك ستات ،ضحك غريب… مش طبيعى…ضحك كأنه فى الهوا… مش فى الأرض.

وبعدين ، إيد خشنه شدتنى من شعري جرة واحدة ، عنيّا فتحت ، ومقدرتش أتحرك .

كنت سامعة نفس حد بيقرب من ودنى ،لكن مفيش كلام!

واتنقلت بعدها بسنين ،ومن يوم ما انتظمت فى الصلاة…

كل ده وقف تماماً

اللى فهمته إن البُعد عن ربنا بيفتح بال لو اتفتح ،مش دايمًا تقدر تقفله لوحدك.

 

 


اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار