
مقاهٍ مخالفة على ضفاف الإبراهيمية تهدد الصحة العامة بالفشن بنى سويف
بني سويف احمد ورشان
تشهد مدينة الفشن، جنوب محافظة بني سويف، كارثة صحية وبيئية متفاقمة تنذر بعواقب وخيمة، نتيجة تفشي ظاهرة المقاهي العشوائية وغير المرخصة المقامة على ضفاف ترعة الإبراهيمية، في انتهاك صارخ لأملاك الدولة المملوكة لوزارة الموارد المائية والري وهيئة السكك الحديدية.
تُدار هذه المقاهي دون أي سند قانوني، حيث أقام أصحابها منشآت مخالفة على أراضٍ عامة، وأنشأوا دورات مياه بدائية تُفرغ مخلفاتها مباشرة في مياه الترعة، ما أدى إلى تلوث خطير لمياه الإبراهيمية، التي تُعد شريان الحياة لأهالي المنطقة، إذ يعتمدون عليها في الشرب وري الأراضي الزراعية. هذا التلوث ينذر بانتشار أمراض خطيرة ومزمنة، كالفشل الكلوي والتهاب الكبد الوبائي، ويُهدد الصحة العامة لمئات الأسر.
ولم تتوقف التجاوزات عند هذا الحد، بل امتدت إلى إشغال الطريق العام ورصيف المشاة، حيث يجلس الأطفال في بيئة غير آمنة، وسط أجواء تعج بالضوضاء، والمعاكسات اللفظية، وتبادل الألفاظ النابية، في مشهد يفتقر لأدنى مقومات الأمن المجتمعي، ويثير استياء السكان.
وتكشف التحقيقات أن هذه المقاهي تُدار دون تراخيص رسمية، ويتهرب أصحابها من سداد الضرائب، كما يشغّلون عمالة غير مؤمّن عليها، في مخالفة صريحة لقوانين العمل والتأمينات الاجتماعية. ورغم صدور قرارات إزالة بحق هذه المنشآت المخالفة، فإنها لا تزال حبيسة الأدراج، دون تنفيذ يُذكر، ما يطرح علامات استفهام كبرى حول غياب الرقابة وتخاذل الجهات التنفيذية، وعلى رأسها مسؤولو وزارة الري الذين يلتزمون الصمت إزاء هذه الكارثة البيئية.
مطالبات عاجلة
تدخل فوري من الجهات المعنية لتنفيذ قرارات الإزالة المتراكمة.
فتح تحقيق شفاف حول أسباب تعطيل تنفيذ القرارات السابقة.
اتخاذ إجراءات رادعة ضد المخالفين، حمايةً للصحة العامة وصونًا لأملاك الدولة.
إن استمرار هذا الوضع يُعد جريمة بيئية وصحية واجتماعية مكتملة الأركان، تستوجب تحركًا عاجلًا من كافة الجهات المختصة، حفاظًا على أرواح المواطنين، وصونًا للمال العام، واستعادة هيبة
القانون الغائبة.
اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.