العاصمة

الألياف.. موضة غذائية جديدة في طريقها لتحل محل البروتين في أمريكا

0

إيمان العادلى

يبدو أن المستهلكين الأمريكيين الذين سئموا من إضافة البروتين إلى كل الأغذية من الحبوب إلى الآيس كريم على موعد مع موضة غذائية جديدة، ألا وهي الألياف.

 

ويقوم الأمريكيون بتعزيز جرعتهم من البروتين منذ أعوام، حتى متجري بوب-تارتس-وستاربكس يبيعان منتجات معززة بالبروتين. ولكن عدد المنتجات الجديدة التي يروج لها على أنها غنية بالألياف المرتفعة أو المضافة شهد ارتفاعا ملحوظا في الولايات المتحدة هذا العام، حسبما قال فريق شركة مينتيل لأبحاث السوق. وتحتفي المئات من مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي بمنافع الألياف الغذائية، وتقوم بتداول وصفات طعام لمساعدة المشاهدين على الحصول على الكثير من الألياف.

 

وحتى أن هناك مصطلحا يتعلق بمحاولة الحصول على الجرعة اليومية من الألياف أو تجاوزها : وهو (فايبر ماكسينج) الحصول على جرعة كبيرة من الألياف .

 

وقال رامون لاجوارتا المدير التنفيذي لشركة بيبسي كو خلال اجتماع مستثمرين ” أعتقد أن الألياف ستحل محل البروتين مستقبلا “.

 

وأضاف ” المستهلكون بدأوا في إدراك أن الألياف هي الفائدة التي يحتاجونها”.

 

وعلى خلاف البروتين الذي يقوم ببناء العضلات، فإن الألياف ليست جذابة. فهي عبارة عن كربوهيدرات موجودة في النباتات لا يستطيع جسد المرء هضمها. كما أنها تساعد على تغذية بكتريا الأمعاء ونقل الطعام عبر الجهاز الهضمي.

 

وقالت ديبي بيتيتبان، خبيرة التغذية المسجلة والمتحدثة باسم أكاديمية التغذية و علوم التغذية” الناس لا يريدون التحدث عن هذا الأمر خلال العشاء”.

 

ويشار إلى أن هناك نوعين من الألياف، الأول الألياف القابلة للذوبان في المياه، وتشكل مادة شبيهة بالهلام وتغذي بكتريا الأمعاء. ويوجد هذا النوع من الألياف في أطعمة مثل الشوفان و البازلاء والتفاح والجزر. والنوع الثاني لا يذوب في المياه، ويحرك الطعام عبر الجهاز الهضمي. ويمكن العثور عليه في دقيق القمح والفشار ونخالة القمح والمكسرات والفاصوليا الخضراء والبطاطس.

 

وأظهرت الدراسات أن الألياف تخفض مستويات الكوليسترول وتنظم السكر في الدم وتعزز فقدان الوزن، بما أن الأغذية المليئة بالألياف تجعل المرء يشعر بالامتلاء والشبع. كما أنها ربما تحمي من أمراض القلب والسكري و التهاب الرتج وسرطان القولون، حسبما قالته جمعية القلب الأمريكية.

 

وقالت بيتيتبان إن تصاعد استخدام أدوية فقدان الوزن القائمة على هرمون الجهاز الهضمي جي ال بي-1 ربما يكون سبب تجدد التركيز على الألياف، بما أن هذا الهرمون يبطئ بصورة طبيعة الهضم، كما يمكن أن تمنع الألياف الإمساك.

 

وأضافت أن الألياف حظيت باهتمام متزايد مماثل عندما أراد الأشخاص تخفيف أعراض الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون مثل أتكينز أو كيتو.

 

وقال ساندير كيرستين، مدير قسم علوم التغذية في جامعة كورنيل إن معظم الأشخاص بالدول الغربية يمكن أن يتناولوا المزيد من الألياف لأن أنظمتهم الغذائية منخفضة من حيث الخضروات والفاكهة والحبوب الكاملة.

 

ووفقا لقواعد وزارة الزراعة الأمريكية، فإنه يجب أن يحصل البالغون على 14 جراما من الألياف لكل 1000 سعر يستهلكونه. وهذا يمثل 25 جراما من الألياف للنساء و 38 جراما للرجال يوميا. وأوضحت بيتيتبان أن الأمريكيين عادة ما يحصلون على نحو ثلثي هذه الكمية.

 

وعلى سبيل المثال، يحتوى كوب التوت على 8 جرامات من الألياف والموزة على 2ر3 جرام، بحسب بيانات وزارة الزراعة الأمريكية.

 

وقال كيرستين إن الدراسات طويلة المدى بشأن منافع الألياف فحصت استهلاك الأطعمة الكاملة وليس المنتجات المعبأة بالألياف المضافة.

 

وأضاف كيرستين ” ربما تختلف طريقة تناولها كمادة إضافية وجزء من نظام غذائي لا يحتوى على الكثير من الألياف عن النظام الغذائي الغني بالألياف الطبيعية”. وأوضح ” يمكن أن يتناول المرء نظاماغذائيا غربيا معالجا للغاية وأغذية غنية، ولكننا لا نعلم إذا كانت تحوى على نفس الفائدة”.

 

وأشارت بيتيتبان إلى أن الأغذية الكاملة ربما تساعد الجسم أيضا بسبل أخرى. فعلى سبيل المثال، تحتوى التفاحة على 8ر4 جرام من الألياف بالإضافة إلى المياه والفيتامينات والمعادن.

 

ويوصى مركز مايو كلينك الطبي بتناول حبوب خلال الإفطار تحتوى على 5 جرامات أو أكثر من الألياف، مع إضافة موز أو توت.

 

كما أوصى المركز بتناول خبز يحتوى على ما لا يقل عن جرامين من الألياف لكل حصة، كما يمكن تجربة تناول حبوب أخرى مثل الأرز البني و المعكرونة المصنوعة من القمح الكامل والكينوا.

 

كما حث المركز على استخدام الدقيق المصنوع من الحبوب الكاملة عند الخبز بدلا من القمح الأبيض.

 

وأشار كيرستين إلى أنه لا يوجد حد أقصى للحصة التي يجب أن يتناولها المرء من الألياف، ولكن تناولها بصورة مبالغ فيها يمكن أن يسبب غازات وانتفاخ، خاصة إذا كان يتم تناول الطعام بسرعة.

 

وأوضحت بيتيتبان أنه يتعين على الأشخاص زيادة حصتهم من الألياف تدريجيا وتناول الكثير من المياه.


اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار