العاصمة

نماذج مشرفة من الجامعات المصرية. الطبيب محمد محمود شَكَل: يطلق شرارة التحول الأخضر. داخل عيادات الأسنان

1

حوار :إبراهيم عمران

“مستقبل طب الأسنان يجب أن يكون أخضر… لأن صحة الإنسان تبدأ من صحة البيئة”

 

. “الزئبق تحت المجهر… مشروع بحثي يضع حلولًا واقعية لحماية صحة المصريين”

“من جامعة مصر الدولية إلى منتدى بنها البيئي… قصة مشروع يقود ثورة في طب الأسنان”

“الأسنان الخضراء”… رؤية مبتكرة تقرب مصر من أهداف التنمية المستدامة

مشروع بحثي مصري يثير إعجاب الخبراء والمسؤولين في المنتدى البيئي الأول بجامعة بنها الأهلية

ابتكار جديد في إدارة نفايات الزئبق يفتح الباب أمام تحول بيئي في القطاع الطبي

رؤية وطنية تتماشى مع استراتيجية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة

 

 

في إطار دعم الابتكار وتشجيع المشروعات البحثية الواعدة، شهد المنتدى البيئي الأول بجامعة بنها الأهلية عرض مشروع بحثي متميز بعنوان “طب الأسنان الأخضر وإدارة نفايات الزئبق”، قدمه الطبيب محمد محمود شَكَل، خريج كلية طب الأسنان بجامعة مصر الدولية – دفعة 2025 – بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف.

ركز المشروع على واحد من أخطر أنواع الملوثات الطبية، وهو الزئبق المستخدم في حشوات الأمالغم، مستعرضًا مخاطره الصحية والبيئية، وقدم حلولًا عملية مبتكرة تتماشى مع رؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة. وقد حظي المشروع باهتمام كبير من المسؤولين والخبراء، لما يحمله من قيمة علمية ورؤية تطبيقية قابلة للتنفيذ. والي نص الحوار

 

كيف بدأت فكرة مشروعك حول إدارة نفايات الزئبق؟

الإجابة: نشأت الفكرة خلال تدريبي الإكلينيكي عندما أدركت حجم استخدام الأمالغم في العيادات بدون وجود نظام واضح لإدارة مخلفاته. حينها شعرت أن هناك فجوة يجب سدّها، وأن الموضوع يستحق دراسة معمقة من منظور طبي وبيئي.

السؤال الثاني: لماذا اخترت تحديدًا الزئبق كموضوع لمشروعك البحثي؟

لأن الزئبق مادة سامة للغاية، والجهل بكيفية التعامل معه يؤدي لأضرار صحية وبيئية جسيمة. كما أنه من أكثر المواد استخدامًا في طب الأسنان، وبالتالي التركيز عليه يعالج مشكلة يومية تواجه معظم العيادات.

: ما أبرز المخاطر الصحية التي يسببها التعرض للزئبق؟

: يمكن للزئبق التسبب في اضطرابات بالجهاز العصبي، ومشكلات بالكلى، وتلف في الرئتين عند التعرض الحاد. كما أن التعرض المزمن قد يسبب مشكلات سلوكية ومعرفية، وهذا ما أكدته دراسات عالمية عديدة.

: كيف صنّفت المخاطر البيئية لنفايات الأمالغم؟

ركزت على ثلاثة أخطار:

تلوث المياه وتحول الزئبق إلى “ميثيل الزئبق” شديد السمية. تراكمه في الأسماك والكائنات البحرية.

انتقاله للإنسان عبر السلسلة الغذائية مسبّبًا أمراضًا خطيرة.

ما الدور الذي لعبته حادثة ميناماتا في صياغة مشروعك؟

احادثة ميناماتا كانت محورًا أساسيًا في المشروع، فهي مثال واضح على خطورة التلوث بالزئبق. درست تفاصيلها وتأثيراتها الممتدة على مدار سنوات، وكانت بالنسبة لي دافعًا قويًا لتقديم حلول تمنع حدوث أي سيناريو مشابه.

اما الأنظمة التي تقترحها لإدارة نفايات الزئبق داخل عيادات الأسنان؟

: اقترحت نظامًا يعتمد على:

تركيب فلاتر أمالغم داخل وحدات الأسنان.

فصل نفايات الزئبق في حاويات آمنة.

التعاون مع شركات معتمدة لإعادة تدويرها.

تدريب العاملين على التعامل الآمن مع أي انسكاب.

ما أبرز التقنيات الحديثة التي يمكنها الحد من استخدام الزئبق؟

: أبرزها استخدام حشوات الكمبوزيت والمواد اللا معدنية، وتطوير أجهزة فصل ميكانيكية وميكروبولوجية قادرة على التقاط جزيئات الزئبق قبل وصولها للبيئة.

: كيف يمكن لطب الأسنان الأخضر أن يغير مستقبل المهنة؟

: لأنه يربط صحة الإنسان بصحة البيئة. طب الأسنان الأخضر يقدم نموذجًا جديدًا للعيادة، يعتمد على تقليل المخاطر، والحفاظ على الموارد، وتحسين جودة الخدمة الطبية، مما يرفع معايير المهنة ككل.

ما دور الجامعات المصرية في دعم هذا النوع من المشروعات؟

: الجامعات تلعب دورًا جوهريًا، فهي البيئة التي تُصنع فيها الأفكار وتتحول إلى مشاريع قابلة للتطبيق. وجامعة بنها الأهلية قدمت نموذجًا رائعًا بدعمها لهذا المشروع وفتحها المجال للطلاب لعرض أفكارهم أمام الخبراء.

كيف ترى علاقة مشروعك بأهداف التنمية المستدامة؟

: المشروع يخدم أربعة أهداف رئيسية:

الصحة الجيدة (SDG 3)

المياه النظيفة (SDG 6)

الاستهلاك والإنتاج المسؤول (SDG 12)

الحياة تحت الماء (SDG 14)

وهي أهداف محورية تسعى الدولة لتحقيقها.

: هل وجدت تحديات أثناء جمع المعلومات أو التنفيذ؟

نعم، أهم التحديات كانت قلة البيانات المحلية حول حجم نفايات الأمالغم، وصعوبة الوصول لبعض المصادر. لكن التواصل مع عدد من الأساتذة والمختصين ساعدني كثيرًا على تجاوز هذه العقبات.

: كيف استقبل الحضور مشروعك في المنتدى البيئي الأول؟

: الاستقبال كان مشجعًا للغاية. عدد من الخبراء أكدوا أن المشروع يمكن تطبيقه بسهولة، وأنه يسد فجوة مهمة في قطاع الرعاية الصحية. كما تلقيت دعوات لإعادة عرضه في ندوات أخرى.

اهل ترى أن المجتمع الطبي يدرك خطورة الزئبق بالشكل الكافي؟

االوعي يتحسن، لكنه ما زال بحاجة إلى تعزيز. بعض الأطباء يعتقدون أن المشكلة مبالغ فيها، بينما الحقائق العلمية تؤكد عكس ذلك. لذلك، التوعية المستمرة ضرورة.

السؤال الرابع عشر: ما رؤيتك لمستقبل إدارة نفايات طب الأسنان في مصر؟

أرى مستقبلًا واعدًا، خاصة مع توجه الدولة نحو التحول الأخضر. أتوقع أن يتم إلزام العيادات بفلاتر الأمالغم خلال سنوات قليلة، وأن تتوسع الحكومة في الاعتماد على شركات إعادة التدوير المتخصصة.

ماذا تطمح أن تحقق بعد هذا المشروع؟

أطمح إلى إعداد دليل وطني لإدارة نفايات الزئبق داخل عيادات الأسنان، والمشاركة في تطوير سياسات الحد من استخدام الزئبق، وأن أصبح جزءًا من الجيل الذي يحوّل طب الأسنان إلى منظومة صديقة للبيئة بالكامل.

ما. أمنيتك وطموحك

أتمنى أن أرى كل عيادة أسنان في مصر خالية تمامًا من الزئبق، وأن يتحول وعي الأطباء والطلاب إلى سلوك يومي يحمي صحة المجتمع ويحافظ على بيئتنا للأجيال القادمة


اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

تعليق 1
  1. Marcus3880 يقول

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار