
تأهُّل “البرازي” و”ابن فیاح” في الحلقة الرابعة من “شاعر المليون” بموسمه الـ 12
كتب:إبراهيم عمران
شهد مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي مساء أمس “الثلاثاء”، منافسات الحلقة المباشرة الرابعة من برنامج “شاعر المليون” في موسمه الثاني عشر، الذي تنتجه هيئة أبوظبي للتراث تحت شعار “قصيدنا واحد”، في إطار إستراتيجيتها الهادفة إلى صون التراث الأدبي والشعري، ويُعد البرنامج التلفزيوني الأبرز في العالم العربي الذي يُجسّد الموروث الشعري النبطي ويُبرز جمالياته.
حضر الحلقة التي بُثَّت مباشرة عبر قناتي “أبوظبي” و”بينونة”، معالي فارس خلف المزروعي رئيس هيئة أبوظبي للتراث، وسعادة عبدالله مبارك المهيري مدير عام هيئة أبوظبي للتراث بالإنابة، وسعادة الدكتور مروان الكعبي الرئيس التنفيذي لمستشفى شخبوط، وسيف بن حاذه الكتبي مستشار في ديوان ولي العهد، والمديرون التنفيذيون للقطاعات في الهيئة، إلى جانب عضو اللجنة الاستشارية للبرنامج تركي المريخي، وجمهور من الشعراء والإعلاميين ومحبي الشعر النبطي.
وأعلنت لجنة التحكيم المكونة من الدكتور سلطان العميمي، والدكتور غسان الحسن، وحمد السعيد، تأهُّل الشاعرين صالح البرازي من الكویت بنتيجة 49 درجة من 50، وحسام بن فیاح من السعودیة بنتيجة 48 درجة من 50، إلى المرحلة التالية. وفي بقية النتائج حصل كل من عمر رشید العازمي من الكویت، وعید فھید الشمري من السعودیة على 47 درجة، فيما حصل عید سلیمان العمارین من الأردن على 45 درجة، وحصل عوض العود من الیمن على 44 درجة. ويُنتظر أن يتأهل أحدهم إلى المرحلة التالية بتصويت الجمهور خلال هذا الأسبوع عبر الموقع الإلكتروني والتطبيق الخاص ببرنامج “شاعر المليون”.
وأُعلن في بداية الحلقة التي قدمها الإعلاميان فيصل الجاسم وسلامة المهيري، تأهُّل شاعرين إلى المرحلة التالية بتصويت الجمهور في الحلقة السابقة، وهما مبارك حميد من المملكة المتحدة وحصل على 80 درجة من 100، وفارس العامري السبيعي من الكويت وحصل على 54 درجة من 100، وتمثل النتيجة مجموع درجات لجنة التحكيم ودرجات تصويت الجمهور.
وبدأت منافسات الحلقة مع الشاعر حسام بن فیاح من السعودیة بقصيدة وصفها الدكتور غسان الحسن بالمتفردة بموضوع إنساني وذاتي في الوقت نفسه، وامتدح تنقُّل الشاعر بين جزئيات الموضوع بشكل انتقائي يشمل مختلف جوانبه لتتكامل في رسم المشهد العام، مبرزاً جمالية التورية وبعض العبارات التي ضمَّنها بعض أبيات القصيدة.
فيما وصف الدكتور سلطان العميمي القصيدة بالمؤثرة والمكتوبة بحرفية عالية وأنها تشع بالشعر والحياة، ممتدحاً حديث الشاعر عن الفقْد بربطه بين تجربة شخصية ومعاناة بشرية. فيما امتدح حمد السعيد حضور الشاعر وإلقاءه وتفاعله مع أبيات قصيدته، ووصفه بالمبدع الذي تميز بالربط بين أبيات القصيدة.
وألقى المتسابق الثاني صالح البرازي من الكویت قصيدة بعنوان “نصفي الآخر” وصفها الدكتور سلطان العميمي بأنها لوحة شعرية مدهشة، وأن كل بيت من أبياتها مُحمَّل بالإبداع الشعري المختلف، ممتدحاً التجليات الشعرية فيها وصدق الإحساس والعمق وجمال التصوير وقوة العبارة الشعرية.
ووصف حمد السعيد أبيات القصيدة بأنها تشع بالجمال والطموح والشموخ، مبدياً إعجابه بتفاصيل القصيدة وبتمكُّن الشاعر من التأثير في نفوس الجمهور بما في القصيدة من إحساس.
فيما وصف الدكتور غسان الحسن القصيدة بالعبقرية والجميلة، معتبراً أن كل كلمة من كلماتها تستحق الوقوف عندها، ممتدحاً أسلوب الشاعر باستخدام كلمتين من اشتقاق جذر لغوي واحد في جلّ أبيات القصيدة وباتجاهين مختلفين في المقصود.
وحملت قصيدة المتسابق الثالث عمر رشید العازمي من الكویت اسم “وحيد”، وصفها حمد السعيد بأنها نص شعري جميل، وفيها صيغ بإحساس راقٍ، مشيداً بشاعرية العازمي الذي وصفه بالمتمكن من نصه، ممتدحاً الصور الشعرية التي زخرت بها أبيات القصيدة.
ورأى الدكتور غسان الحسن أن جماليات القصيدة تُدخِل المتلقي في نسيج العائلة الخاصة بالشاعر، وتُطلعه على العواطف التي تنساب بين أفرادها، مشيداً بالاحتراس في العبارة الشعرية الذي استخدمه الشاعر، ما يدل على حرفة عالية.
وامتدح الدكتور سلطان العميمي ما زخرت به القصيدة من مشاعر الشموخ والرفعة، ما انعكس على مفردات القصيدة التي جسَّدت هذه المشاعر، وأثنى على التدرج في معالجة الشاعر فكرته من مطلع القصيدة حتى خاتمتها، وبأحاسيس أحسن تصويرها بحرفية ودقة.
المتسابق الرابع عوض العود من الیمن قدم قصيدته “الشاطي العظيم”، التي وصفها الدكتور غسان الحسن بأنها تحمل دعوة إلى التفاؤل والطموح وعدم الركون إلى القنوط مهما كانت الأسباب. وأعرب الدكتور سلطان العميمي عن إعجابه بالحضور القوي للتصوير في أغلب أبيات القصيدة ممتدحاً سلاسة الشاعر في الانتقال من موضوع إلى آخر. فيما أشاد حمد السعيد بالنضوج الفكري والنضوج الشعري في القصيدة.
وفي قصيدته التي حملت عنوان “أعجوبة الصخر الوردي”، تناول المتسابق الخامس عید سلیمان العمارین من الأردن الحديث عن (البتراء)، المدينة الأثرية الأشهر في الأردن. وأشار الدكتور سلطان العميمي إلى أن الشاعر قد يقع، في الحديث عن المكان، في فخ فقدان هوية المكان وتغليب وصف إحساسه تجاه هذا المكان، إلا أن العمارين لم يقع في مثل ذلك، بل أبرز هوية المكان بوضوح. وامتدح العميمي الصور الشعرية في معظم أبيات القصيدة ورشاقة عباراتها.
وأعرب حمد السعيد عن إعجابه بالقصيدة واصفاً صاحبها بالمبدع، وامتدح الكثير من المفردات التي استخدمها الشاعر فيها، وكذلك جمال التصوير. فيما أشاد الدكتور غسان الحسن بالقصيدة، مثنياً على حسن صنيع الشاعر في وصف المكان، الذي يُعَد من عجائب الدنيا، وصفاً تفصيلياً، وانتقاء المفردات المحملة بالمعاني العميقة والدالة على حميمية علاقة الشاعر بالمكان.
وكان آخر المتسابقين في هذه الحلقة عید فھید الشمري من السعودیة، الذي وصف حمد السعيد نصه بالشامخ الجميل والمدهش، ممتدحاً التدرج الذي استخدمه الشاعر ليجعل المتلقي حاضر الذهن يبحث عن شخصية النص، وكذلك توظيفه للرمزية والصور الجميلة.
ورأى الدكتور غسان الحسن أن القصيدة حملت من الجمال الكثير وقال إن الشاعر جاء بتحفة فنية راقية وجميلة. فيما وصف الدكتور سلطان العميمي موضوع القصيدة بالبديع، إذ ابتعد الشاعر عن المباشرة، ووظف الرمزية والصورة الشعرية بما يجلي الغموض لدى المتأمل فيها.
وتحدث أعضاء لجنة التحكيم عن انطباعاتهم حيال هذه الحلقة من برنامج “شاعر المليون”، حيث أشار الدكتور غسان الحسن إلى تفوق الشعراء بصورة لافتة، ورأى حمد السعيد أن الحلقة شهدت تنوعاً في بحور الشعر وموضوعاته، وتفوقاً في الحضور والإلقاء، ما قلل بشكل كبير الفوارق بين المتسابقين، فيما امتدح الدكتور سلطان العميمي الموضوعات التي حملتها قصائد المتسابقين في حلقات هذا الموسم بشكل عام، ورأى أن تجارب هؤلاء الشعراء أتت بخصوصية في موضوعاتهم في غاية الجمال، ومنوهاً إلى أن كل ذلك انتقل بالشعر النبطي إلى آفاق جديدة لم تكن موجودة من قبل.
وضمن اهتمام برنامج “شاعر المليون” بتسليط الضوء على نجوم الشعر في الوطن العربي، حاور الشاعر فيصل العدواني خلال الأمسية حامل بيرق شاعر المليون في الموسم السادس، الشاعر سيف بن سالم المنصوري، الذي امتدح المستوى المتميز للشعراء الذين يحتضنهم البرنامج في منافسات حلقاته، مشيراً إلى التطور الواضح الذي غدا يصاحب مواسم البرنامج في السنوات الأخيرة، وقدَّم المنصوري، خلال استضافته، قصيدتين نالتَا تفاعلاً كبيراً من الجمهور الذي ملأ مدرجات المسرح.
يُذكر أن مرحلة الـ “48” من “شاعر المليون” تضم ثماني أمسيات يتنافس في كل أمسية ستة متسابقين، يتأهل منهم إلى المرحلة التالية شاعر أو اثنان بقرار لجنة التحكيم، ويصوت الجمهور لشاعره المفضل من بقية المتسابقين، ويتأهل في النهاية 24 شاعراً للمرحلة التي تليها، وتضم أربع أمسيات يتنافس ستة شعراء في كل أمسية، يتأهل منهم ثلاثة للمرحلة التالية، منهم شاعر أو اثنان بقرار لجنة التحكيم، والبقية بتصويت الجمهور، لينتقل 12 شاعراً إلى المرحلة التي بعدها، ويتنافس فيها الشعراء خلال أمسيتين بالآلية السابقة نفسها، ليتأهل ستة شعراء إلى المرحلة الرابعة التي يتنافس فيها الشعراء من دون استبعاد أي متسابق، وتكون فيها درجات الشعراء محسوبة من 60 درجة للجنة (30 منها في الأمسية الأولى ومثلها في الأمسية النهائية)، و40 درجة من الجمهور، أما في الأمسية الختامية فيتنافس الشعراء الستة للفوز باللقب، ويتم فيها حساب الدرجات لتحديد المراكز من السادس إلى الأول.
اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.