
الوريث الجاهل …
بقلم …. سحر شوقي
منذ أيام قليلة وثقت مصر إحتفالية إفتتاح المتحف المصري الكبير ، وتابع ملايين البشر هذا الحدث الهام عبر وسائل الإعلام والسوشيال ميديا، لقد شعر كل مصري في هذا اليوم بزهو وإنبهار بعظمة أجداده الفراعنة، وشهدت السوشيال ميديا صورا للمصريين بالملابس الفرعونية الجميلة ،وكل شخص إختار لنفسه زي فرعوني يناسب ملامحه، لكن هل فكر أحد في عمق الرسالة التي أرادت تلك التماثيل إرسالها إلينا بالطبع لا، إن عظمة الفراعنة وتقدمهم المذهل في شتي العلوم جعل المفكرون يبحثون وراء اية خيوط أو إشارات تفك لغز هذه الحضارة الغامضة ،التي تجعلك تفكر كيف تمكن هؤلاء القدماء عهدا الحديثون فكرا أن يصنعوا حضارة وتاريخ أشبه ببصمة اليد ، لكن المؤسف حالنا نحن الأحفاد فلم نستطيع أن نضيف إلي تلك الحضارة غير قشور مجرد إنجازات ضعيفة لا ترتقي لحجم الإرث الحضاري الذي ورثناه ولم نبذل جهد ٱ،كي نتعلم لغة أجدادنا ونبحث في العلم الذي تركوه ،لقد اكتفينا بتمجيد تلك الحضارة وكأننا غرباء عنها، لكن اللافت لتلك الرسوم والتماثيل حين تنظر إليها تشعر بأنها تضج بالحياة كأنها تحدثك لكننا لا نعير هذه الرسائل إية إهتمام ونكتفي بأخذ صورا تذكارية معها ونعود بعدها كأن شيئا لم يكن ، ويستمر الوريث الجاهل في إغراق ما تبقي من حضارته وهويته لمن يدفع أكثر وهذا ما حدث في انتخابات مجلس النواب ، حيث أغرق المال السياسي الدوائر الإنتخابية وطغي أصحاب النفوذ علي أصحاب المبادئ وفاز بالتزوير والتضليل اصحاب الأرصده المشبوهة ، ولكن هل فكر العقلاء في مغبة وصول هؤلاء اللصوص إلي قبة البرلمان بتحايل بالطبع لا ، لأنهم لو أدركوا الكارثة المنتظرة من وراء هؤلاء ،لما أعطوهم أصواتهم مهما كلفهم الأمر ، هذا لأننا ببساطة سوف ندفع ثمنا باهظا ،فمن غير المعقول أن يستطيع هؤلاء الفاقدين للعلم والفقراء في فهم الدستور والقانون أن يشرعوا قوانين تنظم للناس حياتهم ،وسوف نفجع بقوانين ما انزل الله بها من سلطان ، كل هذا لأنهم ليسوا مؤهلين لهذا المنصب الهام الذي يعتبره البعض مجرد وجاهة اجتماعية وحصانة ونفوذ ،وهو في حقيقة الأمر تشريع ومراقبة لاداء الحكومة ،لقد أضاع الوريث الجاهل حقه في الحياة النظيفة ليعيش يبكي دائما علي اللبن المسكوب وعن حظه العاثر ونسي أنه من وضع نفسه ووطنه في هذا الوحل …
اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.