
مصانع الأسمنت في بني سويف قنابل بيئية تنفجر في صدور المواطنين والمسؤولون خارج نطاق الخدمة
بني سويف احمدورشان
يعيش أهالي محافظة بني سويف تحت وطأة خطر بيئي وصحي متفاقم، بسبب الانبعاثات الكثيفة والغبار المتطاير من مصانع الأسمنت المنتشرة في نطاق المحافظة، والتي باتت تمثل تهديدًا مباشرًا لحياة المواطنين، في ظل غياب الرقابة وتجاهل صارخ من الجهات المعنية.
هذه المصانع، التي لا تلتزم بالمعايير البيئية المعتمدة، تعمل دون تركيب فلاتر أو أنظمة تنقية، ما يؤدي إلى انتشار جسيمات دقيقة في الهواء تتسلل إلى صدور الأطفال وكبار السن مسببة أمراضًا مزمنة وفاتكة أبرزها الفشل التنفسي الحساسية الصدرية وأمراض السرطان التي باتت تتفشى بشكل مقلق في القرى والمدن المجاورة
الدخان الكثيف والغبار المتصاعد من مداخن هذه المصانع لا يهدأ يغطي سماء المناطق السكنية ويحول الهواء إلى خليط سام من الملوثات وسط صمت مريب من مسؤولي البيئة والصحة والمحليات الذين اكتفوا بالمشاهدة دون اتخاذ أي إجراءات رادعة
تختنق يوميًا، الأطفال لا يستطيعون التنفس، والمستشفيات ممتلئة بالمرضى، لكن لا أحد يتحرك
التقارير الطبية تشير إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض التنفسية والجلدية، وتزايد حالات السرطان في المناطق المحيطة بالمصانع، ما يؤكد أن هذه المنشآت الصناعية تحولت إلى بؤر موت جماعي، لا تقل خطرًا عن الأوبئة.
أين وزارة البيئة أين مسؤولو الصحةوأين دور المحافظة في وقف هذا العبث؟ هل أصبحت حياة المواطنين مجرد أرقام في سجلات الموت
إن استمرار هذه الكارثة البيئية دون تدخل حاسم يمثل جريمة مكتملة الأركان، ويستوجب تحركًا عاجلًا من الدولة لإلزام المصانع بتطبيق المعايير البيئية، وتركيب الفلاتر، وتوفير رقابة صارمة، حفاظًا على ما تبقى من ص
حة المواطنين.
اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.