العاصمة

الاعدامات في غزة: من يريد إعادة انتاج العنف هو الكاذب والديمقراطي الزائف

0
علاء حمدي
كتبت د ليلي الهمامي
أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن

 

 

الاعدامات في غزة: من يريد إعادة انتاج العنف هو الكاذب والديمقراطي الزائف الذي لا علاقة له بالمطلب الديمقراطي…
ذهلت البارحة من هول ما طالعت وما رأيت من خلال فيديوهات الاعدامات الميدانية، التي أقدمت عليها حركة حماس في غزة المدمَّرة…
ما صدمني بالفعل، وما سبّب في نفسي الشّعور بالحسرة، أن أجد نخباً من اليمين الديني ومن اليسار، يمجّدون هكذا فعل؛ يمجّدون هذه البشاعة… الكل يحتج ما اصطُلح على تسميته بالحاله الثورية، ان الحالة الثورية تجيز تصفية العملاء والمتعاونين بطريقة اعتباطية، دون محاكمة ودون بيانات ودون منح المشتبه فيه، او المتهم، حق الدفاع عن نفسه.
اعدمات كما عاشتها الشيلي، في انقلاب بينوشي اعدمات على شاكلة ما عاشته الانقلابات العسكرية في الشرق العربي، خاصة سوريا والعراق… الحجة أن رموزا ثورية مارست هذا الشكل من العنف البشع، ولأن لينين أمر بتصفية عائلة رومانوف، عائلة القيصر رومانوف، ولأن روبيسبير أرسى حكومة الرعب خلال الثورة الفرنسية، فعلينا أن نصفق علينا أن نمجد هذا العنف…
تهافت هذا المنطق على الأقل في امرين؛ أولا أن هذا المنطق ماضوي، يمجّد الماضي، ويقدّس مرجعيات، كأن هذه المرجعية فوق انسانية، كأن لينين الها او ربسبير… على الاقل في حالة روبيسبيير، انتهى هذا الاخير الى المقصلة التي دفع إليها الاف الفرنسيين، حتى من معارضيه، بما أنه دفع بدوننتون مؤسس المحكمة الثورية الى المقصلة وانتهى اليها مع سان جوست… روبسبير انتهى الى المقصلة مع سن جوست… دوّامة العنف لا تتوقف.
المستوى الثاني أننا في القرن الحادي والعشرين، المفروض أننا تجاوزنا حالة التوحّش، اننا تجاوزنا العنف الغريزي، وأنه ليس في باب المشروعية، ليس من المشروع أن تمجّد العنف وأن تنادي بالديمقراطية… أن تمارس البكائيات واللطميات على وضع الديمقراطية وانتهاك حقوق الانسان في المنطقة العربية، وانت تمجّد غريزيا تلك التصفيات الوحشية البشعة…
ليس أن موضوع الخيانة غير وارد،،، الخيانه واردة، لكن عندما نمنح المظلوم حق الدفاع عن نفسه وعندما نفسح المجال لمحاكمة عادلة، نتبيّن طبيعة ما حصل ونتبيّن بالفعل من الخائن ومن هو الوطني والمقاوم.
هنالك من يبادر الى هذه التصفيات، الى مثل هذه التصفيات، خوفا من خروج وتحرر الحقيقة من دهاليز عالم الليل، وعالم الظلام، الى النور…
أقول بأنني أدين كل عمل وحشي، كل عمل لا أخلاقي، لا يستجيب للمقاييس الكونية للمحاكمات العادلة…
ننتبه الى مسالة تضعنا بين أمرين لا ثالث لهما : اما أن نكون مع الديمقراطية وحقوق الانسان أو أن نكون مع العنف والتوحش.
أذكر وأُذكّر العديد، من أن البعض، تبنّى مقولة العنف الثوري ومجّدها وأعلى صوته في تمجيدها، وانتهى قتيلا، بنفس منطق العنف الثوري الذي مهّد له…
حذار !!! حذار من الاندفاع وراء غريزة العنف، وراء إله الموت… نحن ندعو الى الحياة، والى كل ما من شأنه أن يجعل حياة الشعوب العربية أفضل مما كانت عليه.
من يريد إعادة انتاج العنف هو الكاذب، والديمقراطي الزائف، الذي لا علاقة له حقيقة بالمطلب الديمقراطي… وانما يطالبون بالديمقراطية لذواتهم، لاشخاصهم، لمنافعهم فقط،،، وهم أكثر عنفا وأكثر اقصائيةً وىكثر استبدادًا من أكثر الانظمة العربية عنفا واستبدادًا…
د. ليلى الهمامي.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار