العاصمة

أسطول الصمود يمتطي القضية الفلسطينية لتنفيذ اجندات دوائر استعمارية

0
علاء حمدي
كتبت د ليلي الهمامي
أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن
يمتطي أسطول الصمود القضية الفلسطينية لتنفيذ اجندات دوائر استعمارية جديدة بدءً بإحداث الشغب داخليا ونشر الفوضى:
لا يزال الكيان الغاصب إلى اليوم يقتِّل على مساحة غزة، ولا يزال ينتهك القانون الدولي في الضفة الغربية ويلاحق المناضلين والوطنيين الفلسطينيين…
أعود على القضية الفلسطينية، لانها لم تحل بعد، ولأننا لم ننتهِ الى نتيجة سعيدة … الى حد الآن، لا تزال آلام الشعب الفلسطيني تتراكم يوما بعد يوم ولم تتوقف عذابات الشعب الفلسطيني.
اعود أيضا على القضيه الفلسطينيه من زاوية اخرى، من زاوية النظر في الأشكال النضالية التي يمكن أن تقدم شيئا الى الشعب الفلسطيني.
هنالك اشكال نضالية اقل ما يقال فيها، انها هجينة، ولا يمكن أن تكون خارج دائرة المشبوهية وخارج دائرة الاحتراز وخارج دائرة الشك…
الاشكال النضاليه في الصف الاول والخط الاول، هي أشكال الكفاح المسلح منذ ان تأسست منظمة التحرير الفلسطينية، ومنذ أن كانت البندقية الفلسطينية على الساحةزفي مواجهة العدو الصهيوني… كان واضحا ان السلاح يرد على السلاح والعنف الثوري يرد على العنف الاستعماري الغاصب.
اسرائيل كانت دائما ترفض التفاوض. اسرائيل لا تنفكّ تتنكر للقانون الدولي… لذلك كان السلاح في الخط الاول.
الخط الثاني للدفاع والنضال، للدفاع عن الحق الفلسطيني والنضال من اجل الدولة الفلسطينية، هي الدبلوماسية والسياسات العربية بكل ما فيها من وهن، بكل ما فيها من تناقض، بكل ما فيها من اضطراب، بكل ما فيها من خطوط انانية قطرية، تمثل لا محالة منصة وقاعدة لحراك دبلوماسي شهد خلال سبتمبر الماضي ذروته من خلال كسب ثمين للقضية الفلسطينية؛ دول بعدد كبير دعمت خيار الدولتين واعترفت بالدولة فلسطينة… وهذا امر هام وهام جدا خاصه في علاقة بالبلدان الاوروبيه وهنا المسالة جد حيوية.
الشكل الثالث للنضال من اجل القضية الفلسطينية هو الشكل الثقافي والاعلامي. هام جدا ان ننتبه، وأن نتابع التحولات العميقه التي تشهدها المجتمعات الغربية في دعمها للقضية الفلسطينية، مجتمعات غربية لم نكن نشك في مرحلة من المراحل انها ستهُبُّ بذلك الحجم وبذلك العدد الاستثنائي تاريخيا لدعم القضية الفلسطينية والمطالبة باقامة الدولة الوطنية الفلسطينية المستقله. هام جدا ان ننبه الى هذا.
لكن هنا أصل الى بيت القصيد… بيت القصيد يكمن في أشكال “النضال” الهجينة.. الأشكال التي من حقنا ومن واجبنا ان نحترز منها… تلك الاشكال الهجينة التي ليست هي بالحمل للسلاح وليست هي بالنضال الدبلوماسي او النضال الثقافي او الاعلامي، وانما هي أشكال توحي وتوهم ببطولات كرتونية، في الواقع غير موجوده… شكل من الاشكال التلاعب بالعقول لغايات محلية وقطرية… اقول لغايات محلية وقطرية وأعني بذلك ان القضية الفلسطينية تحولها مجموعات الى مطية لتحقيق اهداف ذاتية خاصة داخل الاوطان، لتحقيق اهداف هي في الواقع استهداف للانظمة القائمة، لتصفية حسابات سياسية منطلقها وواجهتها القضية الفلسطينية، لكن الغايه الحقيقية منها زعزعة الاستقرار بوجه غير مكشوف.
طبيعي أن توجد المعارضة طبيعي ان يوجد الاختلاف، طبيعي ان يكون هنالك حراك سياسي قائم على التعدد والاختلاف والتناقض. لكن، ما هو غير طبيعي، ان نحمل قناعا… ان نجعل من القضية الفلسطينية قناع نتخفى من ورائه ونخفي وراءه الغايات السياسوية الخاصة التي نسعى لنيلها…
وبالطبع تشتغل آلة التسويق، وبالطبع تشتغل “شبكات اعلامية” من اجل انتاج “قيادات” لمرحلة ستكون، وفق ما يبدو لي في المخطط، مرحلة حراك شبابي سوق له من خلال “القافلة” ثم “الاسطول” ويسوّق له اليوم من خلال العذابات المفتعلة والمصطنعة لمن شاركوا في اسطول الصمود…
كل هذا يجعلني احترز مما يحصل… أتابع باهتمام وأعلم جيدا كيف تُصنع تلك القيادات الوهمية كما صنعت قيادات في ظرف زمني قياسي…
رأينا الدرس السوري… وشاهدنا كيف تحوّل الجولاني الى شرع… وانتقل من تصنيفات وكالة المخابرات المركزية الامريكية الى رئيس يُـستقبَل في واشتطن …
كل هذا نعلمه… ونعلم جيدا أن هنالك من يحاول أن يوظف القضية الفلسطينية ومن اجل تنفيذ وانجاز اجندات مرتبطة ارتباطا عضويا بدوائر استعمارية جديدة، أقل ما يمكنني قوله في هذا وبصدد هذا …
لنا متابعه ولن اكفّ عن المتابعة.
د. ليلى الهمامي

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار