العاصمة

اتفاق غزة يفتح الباب أمام تحرير الرهائن وفوز ترامب بنوبل ويترك القضايا المفخخة رهنا للتفاوض

0

إيمى عمرو

في تطور دراماتيكي مفاجئ وصفه بـ”الحدث التاريخي وغير المسبوق”، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توقيع إسرائيل وحركة حماس على اتفاق بشأن تنفيذ المرحلة الأولى من خطته بشأن غزة، مع الإعلان عن قدومه إلى منطقة الشرق الأوسط وزيارة مصر لحضور مراسم التوقيع على الاتفاق، ما يعزز فرص إنهاء الحرب التي استمرت عامين كاملين، وتتزايد معها احتمالات فوز الرئيس الأمريكي بجائرة نوبل للسلام.

 

فالإعلان، الذي نشره ترامب عبر حسابه بمنصة تروث سوشيال ليل الأربعاء/الخميس، جاء قبل 24 ساعة من الإعلان عن اسم الفائز بتلك الجائزة التي تحدث الرئيس الأمريكي في أكثر من مناسبة عن أحقيته بها، مشيرا إلى دوره في “إنهاء 7 حروب” منذ عودته إلى البيت الأبيض مطلع هذا العام.

 

وعلى الرغم مما جاء في منشور ترامب عن أن هذا التطور يعني إطلاق سراح جميع الرهائن قريبا وسحب إسرائيل قواتها إلى خط متفق عليه “كخطوة أولى نحو سلام قوي ودائم”، سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حديثه عقب الإعلان إلى تعظيم خطوة الإفراج عن الرهائن التي وصفها بـ”المهمة المقدسة”، دون التطرق إلى أي استحقاق سيتوجب على إسرائيل القيام به في المقابل.

 

وفي هذا السياق، أشار موقع أكسيوس الإخباري إلى أن بيان ترامب كان حذرا إلى حد ما، “حيث أشار فقط إلى هذا الاتفاق على أنه المرحلة الأولى”.

 

وفي ظل عدم الكشف عن بنود الاتفاق رسميا، كانت حركة حماس على الجانب الآخر تؤكد أن الاتفاق “يقضي بإنهاء الحرب على غزة وانسحاب الاحتلال منها ودخول المساعدات وتبادل الأسرى”.

 

واعتبرت الحركة أن الشعب الفلسطيني في غزة والقدس والضفة الغربية “واجه مشاريع الاحتلال الفاشي التي استهدفته وحقوقه الوطنية، تلك التضحيات والمواقف العظيمة التي أفشلت مخططات الاحتلال الإسرائيلي في الإخضاع والتهجير”.

 

وفي ظل تساؤلات بشأن ضمانات تنفيذ المراحل المقبلة من الاتفاق، لاسيما بعد أن تفقد حماس الورقة الوحيدة التي كانت تناور بها وهي الرهائن، شددت الحركة في بيانها على عدم التخلي “عن حقوق شعبنا الوطنية حتى الحرية والاستقلال وتقرير المصير”، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات عدة بشأن تعارض هذه التصريحات مع بعض البنود الرئيسية في خطة ترامب التي تنص على خروج الحركة من المشهد.

 

وفي الوقت الذي التزم فيه شريكا نتنياهو المتشددان في الحكومة، بتسلئيل سموتريتش وزير المالية وإيتمار بن غفير وزير الأمن القومي، الصمت حيال هذا التطور، ومع تشكيك البعض في نوايا إسرائيل وأنها قد تتعنت بعد أن تتسلم الرهائن، يرى مراقبون أن حضور الرئيس الأمريكي التوقيع على الاتفاق ربما يعد بمثابة ضمانة لإتمام باقي مراحله، لاسيما وأن قطاعا عريضا من الإسرائيليين يرون أنه لا يوجد ما يبرر الاستمرار في الحرب بعد تحرير الرهائن.

 

وفي غمرة الترحيب وتبادل التهاني بالاتفاق على الانخراط في تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، لفت موقع أكسيوس إلى أنه “لا تزال هناك قضايا شائكة مثل عملية نزع سلاح حماس وهيكل الحكم المستقبلي في غزة بحاجة إلى التفاوض”، ونقل الموقع تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي لشبكة فوكس نيوز تحدث فيها عن عودة جميع الرهائن الإسرائيليين العشرين الأحياء والـ 28 المتوفين “على الأرجح يوم الاثنين”.

 

وأشار إلى أنه بموجب الاتفاق، وافقت إسرائيل على الإفراج عن 250 فلسطينيا يقضون عقوبات بالسجن مدى الحياة في السجون الإسرائيلية و1700 فلسطيني اعتقلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة منذ 7 أكتوبر 2023 .

 

كما نقلت شبكة إيه بي سي عن مسؤولين وصفتهم بالمطلعين أن المحادثات تركزت على ما سيحدث في الأيام والأسابيع الأولى من الاتفاق والانسحاب الإسرائيلي الجزئي من غزة وتبادل الأسرى والرهائن، مشيرة إلى أن “بعض النقاط الأكثر صعوبة مثل نزع سلاح حماس ومسألة الحكم بغزة بحاجة إلى التفاوض عليها لاحقا”.

 

وكانت المفاوضات التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ المصرية قد اكتسبت زخما في يومها الثالث مع وصول وفود أمريكية وتركية وقطرية، لتتمخض في نهاية هذا اليوم عن هذا الاختراق.

 

وفي ظل هذه المعطيات، يترقب الكثيرون سير آلية تطبيق الاتفاق، معتبرين أن وجود رغبة أمريكية دولية جادة لنزع فتيل هذا الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 67 ألف فلسطيني على مدار عامين، ربما تفرض تطبيق باقي مراحل الاتفاق لتضع الحرب في غزة أوزارها بعدما كانت هناك مخاوف من توسعها وتحولها لصراع إقليمي أوسع نطاقا.


اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار