العاصمة

الراهن السياسي على الساحة العربية يدعونا الى التفكير

0
علاء حمدي
كتبت د. ليلى الهمامي
الراهن السياسي العربي يدعونا الى التفكير المستعجل. والتفكير المطروح والمطلوب حاليا هو التفكير المستعجل، لان جملة من المسائل الدقيقة والخطيرة في معنى الهامة، طُرحت على الساحة… حراك شبابي قوي في المغرب يطالب بإصلاحات هيكلية في علاقه بالمرفق العام… لكنه أيضا يَطرح اشكالية دقيقة في علاقه بالنظام العربي عامة، اشكالية الفساد، واشكالية جودة الخدمات، واشكالية الكفاءة واشكالية التمثيلية السياسية.
في المستوى الثاني، نجد القضية الفلسطينية ومسألة غزة في الواجهة، وحراك شبابي لافت من خلال شبكات التواصل الاجتماعي. وفوق هذا ايضا ميدانيا، كانت “القافلة” ثم “الاسطول” … وما تم من عمليات ترحيل… كل هذا يدل على ان هنالك في مستوى -على الاقل التسويق الاعلامي الذي تم-، ان هنالك اعدادا لشيء ما…
أعود لأقول بان الحراك الشبابي على واجهة غزة وعلى واجهة الاستحقاق التنموي والديمقراطي الداخلي، يكشف البروز وبقوه لما يسمى بالجيل “زد” جيل الشباب، الجيل الجديد، جيل الربيع العربي2، والذي يوحي ان هنالك اعداد لنسخة جديدة من الربيع الربيع 2…
هنالك من يعترض على قولي بالتالي “انك تلتجئين الى نظريه المؤامرة”. وردي هنا سريع وهو أن التاريخ السياسي مؤامرة، والتاريخ تآمري في جوهره وفي ماهيته محكوم بالدسائس، محكوم بالمغالطة، محكوم بترويج الوهم، بتزييف الوعي…
ليس هناك سياسة بعيدة عن التآمر، في معنى الصنعة… هنا أتحدث عن الحكم كصنعة، كمهنة… الحكم كحرفة لا يخلو من التآمر. والتآمر فيه بالطبع ما هو ايجابي وفيه ما هو سلبي… التآمر السلبي اذا ما اعتمدنا فكرة دفع الناس الى الحرية دفعا، حتى ولو وظفنا الوهم… هذا امر جائز، لكن اعود لاقول بان هنالك شيء يعد له… في علاقه بتوظيف الشباب…
شبكات التواصل الاجتماعي التي تشتغل بقوة في هذه الفترة، استعادت تلك الحركية التي عرفتها خلال سنه 2010 – 2011 فترة الاعداد للربيع العربي وحتى ما قبل 2010… تستعيد الشبكات تلك الوظيفة التاطيرية والتوجيهية.
بكل تاكيد، الذين قامت اسرائيل بترحيلهم الى بلدانهم وخاصة البلدان العربية، يبدو انهم سيكونون في قيادة شبكات التواصل الاجتماعي في الفترة القادمة، وسيكونون في قيادة الربيع الشبابي، الربيع الثاني او الربيع في نسخته الثانيه…
لا افهم الاشياء خارج الشبكات التي تشتغل، والتي تمول، والتي تدعم اعلاميا، التي تنتقي ايضا، وتجند اشخاصا بعينهم… على الاقل، علينا ان لا نفهم المسائل خارج السياق العملي والتطبيقي او السياق العملياتي لها… الشعارات البراقه القضايا النبيله قد تخفي اشياء خطيرة، قد تخفي اشياء لا علاقه لها بذلك النبل التي تدعيه تلك الحركات لنفسها…
وانا اقف موقف المحترز والمتابع بعنايه لما يحصل، واؤكد على مساله، لكي تكون الصوره واضحه لدى الجميع : أنتصرُ للحرية والديمقراطية، انتصرُ للتعدد وحق الاختلاف، لكنني أرفض العمالة، أرفض ان نكون مجرد مخبر. لسنا فئران تجارب، ولسنا ايضا ادوات توظف وتلحق بسياسات ومصالح ليست من مصالحنا، وليست مصالحنا.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار
ختام البرنامج التدريبي للمجموعة الأولى من أعضاء النيابة الإدارية حول المبادرة الوطنية للاستخدام الأم... التحرش يبدأ بصمت وينتهي بوعي شهد رئيس هيئة النيابة الإدارية فعاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السنوي الخامس والعشرين حول الأبعاد ... نموذج مشرف في جامعه حلوان في يوم هام لقطاع النقل البحري المصري وزير الصناعة والنقل يشهد بدء التشغيل التجريبي لمحطة البحر الأحم... في إنجاز عالمي للموانئ المصرية نائب وزير الصناعة والنقل يتسلم شهادة موسوعة جينيس للأرقام القياسية ... اتحقق قبل ما تصدق لقاء مجمع إعلام الجيزة بمدرسة الثانوى الصناعى العسكرى بامبابة انطلاق النسخة التاسعة من مؤتمر الأهرام للطاقة» السنوى تحت عنوان مزيج الطاقة فرص الاستثمار ومستقبل ال... بدء أعمال تداول الحاويات بمحطة البحر الأحمر لتداول الحاويات القادمة من سنغافورة محمد شيمي: «نصر ستار» محطة مهمة في عودة النصر للسيارات وتعميق التصنيع المحلي بنسبة مكون 70%