
حكاية ماتش في الدوري بين غزل المحلة والطيران يوم ٦ اكتوبر ١٩٧٣م الساعة ٢ ونص الضهر!!!
بمناسبة حرب اكتوبر تعالى احكيلك عن ماتش في الدوري بين غزل المحلة والطيران يوم ٦ اكتوبر ١٩٧٣م الساعة ٢ ونص الضهر!!!
قبل حرب العبور بفترة كبيرة بدأ السادات خطة سماها “الخداع الاستراتيجي” بمعنى اخفاء اي علامات للاستعداد للحرب بحيث يغفلوهم بعنصر المفاجأة مقابل حتة التفوق التكنولوجي اللي عندهم ويقدروا يستعدوا كويس من غير ما قياداتهم تترجم ده انه تصعيد او استعداد.
الخطة دي اشتغلت على محاور كتير.
مثلا ازاي هيفضوا المستشفيات استعدادا للطواريء؟ كانت الفكرة هي انهم يعينوا ظابط طبيب في مستشفى الدمرداش وبالصدفة يكتشف ان فيه ميكروب في المستشفى فيؤمر بإخلائها، وتنشر الاهرام فالناس تخاف يكون باقي المستشفيات كدة فيصدر قرار تفتيش وتفضى المستشفيات.
مثلا هيخزنوا قمح ازاي عشان الحرب؟ خبر يقول ان صوامع القمح في مصر غرقت من مياة المطر، تحصل فضيحة والناس تشتم في الحكومة، طب هناكل منين؟ مصر تستورد قمح عشان تسد الفجوة دي ومحدش يربط بينها وبين الاستعداد للعبور.
هنعلن عن تكليف وزير الخارجية المصري محمد حسن الزيات بعقد لقاء مع هنري كيسنجر لابلاغه برغبة مصر في التفاوض السلمي ويوم ٤ اكتوبر السادات هيوقع عقد مع موبيل وايسو انهم ينقبوا عن البترول في مصر، يعني هيحصل عبور واحنا جايين ننقب؟
وخد من ده كتير، الدبابات هتتنقل لورش التصليح بحجة العطل والصيانة بس الورش في الخطوط الامامية، القوارب المطاطية هنطلب ضعف الكمية المطلوبة وهنسيبها في الميناء وننقل نصها لصحراء حلوان والباقي هننقله للجبهة، التعبئة هنسرح ٣٠ الف مجند، هنطلع الظباط عمرة، هنودي وزير الحربية زيارة لليبيا، هنجيب وزير دفاع رومانيا زيارة رسمية يوم ٨ اكتوبر في الاخبار، هنعمل تقرير عن فيلم خلي بالك من زوزو انه مكتسح السينمات، هنعمل مليون مناورة لحد ما يزهقوا، هنرحل المستشارين الروس، هنصدر للعالم ضعف مصر الاقتصادي، هنوحي للعالم رضوخنا للحل السلمي.
الخداع وصل لان موشيه ديان كان في زيارة للجبهة يوم ٦ اكتوبر الصبح وشاف العساكر المصريين مش لابسين الخوذ بتاعتهم فإطمن، لانه كان ليه تصريح بيقول انه بيعرف انهم هيحاربوا لما يلبسوا خوذاتهم، وكان الامر المصري انهم ميلبسوش الخوذ لحد قبل ساعة الصفر بخمس دقايق بس.
لكن واحدة من ضمن تفاصيل الخداع الاستراتيجي المفضلة بالنسبالي كان رجوع الدوري المصري للعب من تاني بعد النكسة.
رجع الدوري موسم ١٩٧٢م رجوع قوي جدا وصعد فريق لمنافسة الاهلي والزمالك والاسماعيلي بقوة وهو غزل المحلة، والمفاجأة انه تصدر ترتيب الدوري والاخبار روجت لفكرة ان ماتش المحلة والزمالك من اقوى ماتشات الدوري والمدرجات مكتملة والتذاكر وصلت ل١٢٥ قرش.
المهم ان في المباراة الفاصلة بين غزل المحلة والبلاستيك كان لازم المحلة تكسب عشان تاخد الدوري لان الزمالك كان فاضله نقطة واحدة بس وياخده، فالمحلة كسب، والناس نزلت الشوارع تحتفل، والاخبار غطت، وحققت المراد.
الموسم التاني بقا بتاع ١٩٧٣م كان متحدد ماتش لبطل الدوري “غزل المحلة” اللي في الموسم ده كان ترتيبه التاني، للعب مع فريق الطيران سابع الدوري المصري الممتاز، يوم ٦ اكتوبر الساعة ٢ ونص الضهر، والماتش مشي طبيعي جون للطيران وتعادل للمحلة بعد خمس دقايق.
الجماهير مالية الاستاد والناس مستنية غزل المحلة يكسب عشان يقرب فارق نقاطه من اول الدوري!!
لحد ما فجأة بيان العبور اتذاع في مكروفونات الملعب واللاعيبة سابت الماتش ورقصت والجمهور قعد يهتف، والحكم اعلن الغاء المباراة وبعدها الاتحاد اعلن الغاء الدوري كله، اللي كان كله جزء من تجهيز خطة الخداع الاستراتيجي دي، كله عشان يخدم اللحظة دي بالذات.
اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
of course like your website but you have to check the spelling on several of your posts A number of them are rife with spelling issues and I in finding it very troublesome to inform the reality on the other hand I will certainly come back again