العاصمة

ويظل الحنين لأمي يأسرني

0

 

بقلمي علي بدر سليمان

 

ويظل الحنين لأمي يأسرني

يشرب من رحيق زهوري

ليسقي ثراها المتيم

لرؤيتي.

في الرؤية الخالدة

تزورني تلك العيون

فتأخذني إلى عالمها

عالم الأخيلة والظلال

عالم الأرقام والمسافات

أتبعها فأجد النور يشع

من فستانها الأبيض

تمسكني من يدي

وتقول لي تعال لتشاهد

عالمي:

فأرى شريط طفولتها

تلك الطفولة الهادئة البريئة

تقول لي:

ظلي هناك يغفو خلف تلك الشجرة

هي شجرة الذكريات

والتي كنا نزورها باستمرار

لم أنساك ياغالية

فأنت مازلت تسكنين في قلبي

ووجداني

وترسم لي تلك الطرق

وتفرعاتها الحنين للذكريات

ويظل الليل يذكرني بها

وكأن النجمات فرحات باستمرار

في وجودك بينهن ياغالية

فأنت أمهن كلهن

لايستطيع سواد الليل

أن يبتلعهن فحبك مشرق

في قلوبهن جميعا.

كنت طفلة تلهو وتلعب وتعانق

المسافات .

على وجنتيها يأتلق رحيق الزهور

يملؤني الحنين إليك ياعزيزتي

في صباحاتي أنتي الفيروزة

وأنتي فنجان القهوة الذي

أنظر لسواده فأراه أبيض اللون

يمتزج بعفوية روحك السمحاء

دموع أشواقي تغفو إليك ياعزيزتي

تمر الأيام وتسمع أنيني الرياح

يطفو على السطح صراخ المفردات

لا شيء يفصلني عنك ياعزيزتي

ومازال وجهك يشع نورا

وقمر السماء يرسم صورتك

والرياح تهب شرقية

تحمل عطرك العابر لكل العصور

يعانقني طيفك

يردد أغنيتي ويودعني

وينسحب إلى حيث السراب

يكتم أنفاسي الليل

وأستيقظ من ثباتي

فأجدني مثقل الجسد ميت

متهالك الضلوع

وكأنها اليقظة من الموت

في المسافات السحيقة

يغادرني طيفها عبر الزمن

ترافقها الظلال الخمس

كيف يموت الإحساس

وأنت الضوء العابر للحواس

أنت النجوم اللامعات في سماء

الأمنيات.

ستبقين ياأمي أعظم المفردات

لم تأخذك في الأرض أي مغريات

ولم يشغلك عني أي غرور

ستبقين ياأمي خالدة في قلبي

وفي ذاكرتي عبر العصور

فأنت الفراشات وأنت العطور

وأنت الرحيق فوق الزهور

وأنت الأنفاس في الصدور

وأنت النبض في كل شيء

يدور.

وأنت الفرح وأنت السرور.


اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار