العاصمة

حول الجيل “زد” وتشوهات الوعي السياسي الراهن

0
علاء حمدي
كتبت : د . ليلي الهمامي
عشنا منذ ثمانينات القرن الماضي على تشكلات الوعي السياسي وفق مناهج ومدارس كبرى… قومية، على ماركسية، على ليبرالية، على اخوانية… وهذه المدارس كلها كانت لها حدود، وكانت لها تخوم، وكانت لها جهاز مفهومي واضح، منهجي، مرصف، مصنف… تتباين من خلاله المواقف السياسية وتتشكل وتؤسَّس.
ما يحصل اليوم في سياق الاحداث الدولية، وما يحصل في منعكسها على الساحة العربية هو تشكل الوعي المشوَّه… وعيٌ سياسيٌ مشوَّهٌ، مُبَـعَّض، مُبَـعثر، بمثابة لباس المهرّج … ارلوكان
“un costume d’arlequin”
شيء إخواني، على شيء ماركسي، على شيء قومي… في غياب كلي لفكرة ناظمة، في غياب كلي لمبدأ عدم التناقض.. لنقل انه جيل متحمس !!!
أكيد أن هذا الجيل الصاعد جيل متحمّس، شباب مندفع نحو الحرية… أكيد، لكنه في حالة من الارتباك والاضطراب والتخبط والخلل؛ جسده يتحرك في اتجاهات متضاربة متعاكسة متنافرة: لاهوتي في بعض المواقف، علماني في مواقف اخرى، رجعي في علاقة بالبعد الاجتماعي، ثوري في علاقة بموقف سياسي، متخلف في علاقة بمسالة قيمية…
إنها أزمه حقيقية.
أزمه تضعنا أمام استحقاق الثورة الثقافية، استحقاق مراجعة أسس الخطاب السياسي الراهن، استحقاق مراجعة منهاج وتوجه الآلة الاعلامية الرهيبة، التي تشتغل لفائدة الاستعمار الجديد، والتي تشتغل تحت ووراء مساحيق التقدمية والثورية، لصالح الرجعيات العربية المتخلفة، القادمة من عمق القرون الوسطى…
هذه معطيات اسوقها بعيدا عن الحساب السياسي، وبعيدا عن البحث عن القيمة السياسية المضافة.. المسالة هي مسالة حيوية ومصيرية، لا يمكن ان نستهين بها، مسالة تتعلق بمستقبل جيل بأكمله، بمستقبل مشروع حضاري، هو مشروع النهضة الحضارية العربية…

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار