
أسطورة الطفلة النائمة
إيمى عاطف .
في إحدى القرى الهادئة بإنجلترا، وُلدت طفلة صغيرة تدعى إيلين سادلر عام 1859.
لم يكن في حياتها ما يميزها عن غيرها من الأطفال.
كانت تضحك وتلعب وتجري في الأزقة مثل أي طفلة عادية.
لكن القدر كان يخبئ لها لغزًا سيجعل اسمها يتردد في الصحف والكتب لسنوات طويلة.
في عام 1871، حين بلغت الحادية عشرة من عمرها، تعرّضت إيلين لنو*بة غامضة أشبه بالإغ*ماء.
ظنّ الأطباء أنها ستستيقظ بعد ساعات.
لكن المفاجأة أنها لم تستيقظ أبدًا.
أغمضت عينيها ودخلت في نوم عميق بدا بلا نهاية.
مرت الأيام، ثم تحولت إلى شهور، فإلى سنوات.
وإيلين ما زالت غارقة في سباتها.
جسد ساكن، أنفاس هادئة، وجه طفولي كأنه لوحة نائمة في زمن متوقف.
كانت والدتها تطعمها قطرات قليلة من الحليب أو المرق لتبقيها على قيد الحياة.
تسع سنوات كاملة مضت.
وصارت قصة الطفلة النائمة أسطورة.
الناس يأتون من قرى ومدن بعيدة لرؤية الفتاة التي لم تستيقظ.
الصحف أطلقت عليها لقب “الفتاة النائمة من تورفيل”.
والأطباء انقسموا في تفسير حالتها.
بعضهم قال إنها تعاني من الجمود العصبي.
وآخرون اعتبروا ما يحدث شكلًا من أشكال الهست*يريا.
لكن الحقيقة بقيت لغزًا بلا حل.
ثم جاء عام 1880.
وبلا مقدمات، بلا أي إشارة.
فتحت إيلين عينيها فجأة.
كما لو أنها أفاقت من نوم ليلة عادية.
لم تدرك أنها غابت عن الدنيا تسع سنوات كاملة.
والأغرب من كل شيء أنها عاشت بعد ذلك حياة طبيعية.
كبرت.
تزوجت.
أنجبت أطفالًا.
ومضت في حياتها حتى توفيت عام 1903 وهي في الرابعة والأربعين من عمرها.
رحلت إيلين.
لكن لغزها لم يرحل معها.
بقي سؤالها مفتوحًا بلا جواب.
وبقيت حكاية “الفتاة النائمة” واحدة من أعجب الألغاز في تاريخ الطب.
اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.