
عراقية تمزق جسد شبيهتها الجزائرية
إيمى عمرو
الجريمة التى هزت المانيا من وحشيتها وغموضها. في انغولشتات بولاية بافاريا، تحولت خديعة الى كابوس د-موي، عندما قررت شابة عراقية تدعى شهربان ك. (25 سنة) ان تختفي من حياتها القديمة، وتزيف موتها باي ثمن. شهربان كانت تنتمي الى المجتمع اليزيدي، الذي يتميز بقواعد صارمة، خاصة فيما يتعلق بالزواج. بعد انفصالها عن زوجها، واجهت ضغوطا اجتماعية ودينية شديدة، مما دفعها للبحث عن وسيلة للهروب… كانت تريد محو هويتها بالكامل، وتبدأ حياة جديدة. الفكرة الملعونة احتاجت شبيهة، والضحية كانت مدونة تجميل جزائرية تدعى خديجة أ. (23 سنة)، التي لم تكن تعرف ان ملامحها المتشابهة مع شهربان ستكون لعنتها الاخيرة.
لاسابيع، ظلت شهربان تبحث عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن فتاة تشبهها. حتى وجدت خديجة، واستدرجتها هي وشريكها شكير ك. (26 سنة) بوعد كاذب: جلسة تجميل مجانية وفرصة للظهور في مقطع فيديو. لكن السيارة التي ركبتها الضحية لم تكن ذاهبة الى صالون تجميل، بل الى غابة نائية حيث وجدت خديجة نفسها محاصرة في مكان معزول، بلا اي فرصة للهرب، حيث كان ينتظرها مصير وحشي.
خديجة لم تق-تل بسرعة ولا برصا-صة واحدة، بل ب 56 طع-نة متوحشة اخت-رقت صد-رها، رقب-تها، راس-ها ووج-هها. كل طع-نة كانت محسوبة لتم-زيق جسدها، والوجه بالتحديد كان مستهدفا، في محاولة باردة لتش-ويهه وجعله صعب التعرف عليه. القسوة لم تكن بدافع الغضب اللحظي، بل كانت جزءا من خطة محكمة لتضليل الطب الشرعي واقناع العالم ان الج-ثة تعود لشهربان نفسها.
بعد ذلك، وضع القا-تلان الج-ثة داخل صندوق سيارة مرسيدس تعود لشهربان، وركناها على بعد بنايات قليلة من منزل والديها. كان الهدف ان يرى الاب والام الج-ثة بانفسهم ويصدقا انها ابنتهما. وهكذا حدث: عندما فتحا السيارة في رعب، وجدا الج-ثة المم-زقة وافترضا انها ابنتهما الحقيقية. حتى الشرطة خدعت في البداية، و دونت التقارير الاولية ان الج-ثة تعود لشهربان، قبل ان يكشف التشريح والحمض النووي الحقيقة الصادمة: الضحية لم تكن سوى خديجة، التي اختيرت فقط لانها تحمل نفس الملامح.
لكن ما يجعل القضية اكثر رعبا هو ما وجد مع الج-ثة. الشرطة عثرت على مذكرتين مكتوبتين بالعربية وصور لزوج شهربان السابق، روان ك.، مما عزز الشكوك ان الجريمة لم تكن مجرد خطة انتحالية لتزييف الموت، بل تضحية متعمدة لاستخدام الج-ثة لتضليل المحققين.
ولم يتوقف الرعب هنا. التحقيقات اثبتت ان شهربان لم تكتف بجريمة خديجة، بل دفعت 5000 يورو لق-اتل مأجور في محاولة لاغ-تيال شقيق زوجها السابق، فقط لانه كان يقف ضد مصالحها. اما شكير، شريكها في الد-م، فحتى بعد القبض عليه حاول ان يوظف سجينا اخر لق-تل شهود على القضية، في محاولة يائسة لطمس الحقيقة.
المحكمة استمعت الى اكثر من 190 شاهدا، وتابعت تفاصيل مرعبة لمؤامرة تمتد من وسائل التواصل الاجتماعي الى الغابات المظلمة، ومن الطع-نات الوحشية الى خطة منظمة لتزييف الموت.
وفي النهاية، لم يكن امام العدالة سوى اصدار اقسى الاحكام: الس-جن المؤبد لشهربان وشريكها شكير.
سج-نت شهربان وشريكها مدى الحياة، لكن عدالة الله لا تعرف حدودا ولا جدرانا. هناك، حيث لا محكمة ولا قضاة، سيقف القا-تلان امام ميزان لا يخطئ.
اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.