العاصمة

محمد تمساح يكتب: السيسي.. رمانة ميزان الشرق الأوسط وصوت الاستقرار في زمن الأزمات

1
قيادة مصرية تواجه التحديات الإقليمية
منذ توليه الحكم، قدّم الرئيس عبد الفتاح السيسي نموذجًا مختلفًا للقيادة في منطقة الشرق الأوسط، منطقة لا تعرف الاستقرار طويلًا، ومع كل أزمة محلية أو إقليمية، كان لمصر دور محوري أعاد إليها مكانتها كقوة إقليمية مركزية وصاحبة قرار سيادي مستقل، ولهذا باتت القاهرة تُلقّب بـ”رمانة الميزان”، إذ لا تمر أزمة إلا وتلجأ الأطراف المتصارعة إلى مصر بحثًا عن مخرج.
أزمة غزة: مصر بين الإنسانية والسياسة
أبرز مثال حديث على هذا الدور كان في الحرب على غزة. السيسي أعلن بوضوح رفض تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، واعتبر الأمر خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه، في الوقت نفسه فتحت مصر معبر رفح لإدخال المساعدات، وتحركت دبلوماسيًا مع الأطراف الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار، هذه المواقف عززت صورة مصر كوسيط نزيه لا يتخلى عن القضية الفلسطينية ولا يفرّط في أمنه القومي.
إدارة أزمة سد النهضة: صبر استراتيجي وقوة تفاوضية
سد النهضة كان أحد أخطر الملفات التي واجهتها مصر في العقود الأخيرة، ورغم الضغوط، أدار السيسي الملف بذكاء: تدويل القضية، استخدام القانون الدولي، التنسيق مع السودان، مع التأكيد أن حياة المصريين «خط أحمر»، هذا المزيج من الصبر الدبلوماسي والتمسك بالحقوق جعل القاهرة تظهر بمظهر الدولة المسؤولة التي تبحث عن حل عادل دون أن تتنازل عن أمنها المائي.
الرد على انتهاكات اتفاقية السلام
في أوقات شهدت فيها الحدود المصرية الإسرائيلية توترات، لم تتردد الخارجية المصرية في الرد بصرامة، البيانات الرسمية عبّرت بوضوح عن رفض أي انتهاك لاتفاقية السلام أو المساس بالسيادة المصرية، مع التمسك بقواعد القانون الدولي، هذه السياسة أرسلت رسائل مزدوجة: مصر متمسكة بالسلام، لكنها لن تسمح بتجاوزه أو استغلاله.
أزمة السفارات المصرية بالخارج
تعاملت الدولة أيضًا مع أزمات تخص مقار البعثات الدبلوماسية المصرية في بعض العواصم، ورغم محاولات الاستفزاز أو الهجوم على السفارات، أرسلت القاهرة رسائل قوية عبر وزارة الخارجية بأن أمن الدبلوماسيين المصريين خط أحمر، وطالبت الدول المضيفة بالتحرك الفوري لحمايتهم، هذه المواقف أكدت أن مصر لا تساوم على كرامتها وسيادتها في الخارج كما في الداخل.
تسليح الجيش: قوة تحمي وتردع
رؤية السيسي الاستراتيجية شملت إعادة بناء الجيش المصري ليصبح من أقوى الجيوش في المنطقة والعالم. صفقات السلاح الحديثة، وتطوير منظومات الدفاع الجوي والبحري، ضمنت لمصر قوة ردع تجعلها قادرة على حماية حدودها ومصالحها، هذا التفوق العسكري يعزز الدور الدبلوماسي، إذ لا قيمة للتفاوض دون قوة تحمي القرار الوطني.
الإعلام الوطني: أداة إدارة الرأي العام
لم يكن الإعلام بعيدًا عن هذه المعادلة، في كل أزمة كبرى، لعبت المنصات الإعلامية المصرية دورًا في شرح موقف الدولة للرأي العام الداخلي والخارجي، مع إبراز إنجازات القيادة ومخاطر التحديات، هذا الدور الإعلامي ساعد على تعزيز الثقة الشعبية في القرارات، كما أنه نقل صورة مصر كدولة مسؤولة تسعى للاستقرار وتتصدى للفوضى.
إنجازات داخلية تعزز صورة الخارج
إلى جانب كل ذلك، يظل الداخل المصري هو الأساس، الاستعدادات لافتتاح المتحف المصري الكبير، والمشروعات القومية في البنية التحتية والطاقة والطرق، كلها رسائل بأن مصر لا تكتفي بالدفاع، بل تبني حاضرًا ومستقبلًا، هذا التماسك الداخلي هو ما مكّن القاهرة من لعب أدوار كبرى على المستوى الإقليمي.
مصر هي الضامن الرئيسي للاستقرار بقيادة السيسي
في النهاية، أثبتت الأحداث أن مصر بقيادة السيسي ليست مجرد دولة كبيرة في الشرق الأوسط، بل هي الضامن الرئيسي للاستقرار، من غزة إلى إثيوبيا، ومن قضايا اللاجئين إلى اتفاقية السلام، ومن أزمة السفارات إلى ملفات التنمية، يظل الدور المصري محوريًا، ولهذا يردد كثيرون أن السيسي جعل من القاهرة رمانة الميزان التي لا غنى عنها في حسابات المنطقة.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

تعليق 1
  1. Jill4365 يقول

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار