العاصمة

الوعاظ جنود الكلمة في حماية العقول وصون الأوطان

2

الكاتبة تهاني عناني

عقد اليوم مجمع إعلام القليوبية ندوة تثقيفية موسعة بعنوان [ الوعاظ جنود الكلمة في حماية العقول وصون الأوطان ] بمنطقة القليوبية الأزهرية ، و تأتي هذه الندوة ضمن سلسلة الفعاليات التي ينظمها قطاع الإعلام الداخلي التابع للهيئة العامة للاستعلامات بهدف ترسيخ قيم المواطنة والتصدي للأفكار المتطرفة وحروب الشائعات ، وتعزيز الهوية المصرية وبث روح الولاء و الانتماء للوطن ، من خلال الخطاب الديني المعتدل ودور الوعّاظ في توجيه الرأي العام نحو القيم الإيجابية التي تحافظ على استقرار المجتمع وتماسكه ، تحت إشراف الدكتور / أحمد يحيى مجلي- رئيس قطاع الإعلام الداخلي
شارك في الندوة كل من :
فضيلة الشيخ / سعيد أحمد محمد خضر – رئيس الإدارة المركزية لمنطقة القليوبية الأزهرية
سيادة العميد / ياسر عبد العزيز – الخبير الأمني والاستراتيجي و أحد أبطال الصاعقة بالقوات المسلحة المصرية
سيادة العقيد/ عبد الحليم عزوز محمد الجنيدي – باحث سياسي و أحد رجال القوات المسلحة المصرية
في البداية أكدت ريم حسين عبد الخالق – مدير مجمع إعلام القليوبية ، في كلمتها ، أنه في عالم يضجّ بالأصوات المتضاربة ، ويشهد موجات متلاحقة من الغزو الفكري والانفلات القيمي ، تبرز مكانة الأزهر الشريف وقيمة الوعاظ كخط الدفاع الأول في معركة الوعي ، فهم سفراء الكلمة الصادقة التي تهدي العقول وتزرع الطمأنينة في النفوس.
إنهم جنود الكلمة ، يواجهون السلاح بالفكر ، والتشكيك بالحكمة ، والانحراف بالتوجيه ، حاملين رسالة وغايتها حماية الإنسان وصيانة الأوطان. في ظل ما نتعرض له من محاولات خبيثة لبث الفتنة والإحباط واليائس في النفوس والسيطرة علي العقول فقد أصبحت
الكلمة أقوي من الرصاص، وأن الواعظ ، حين يتحلى بالصدق والعلم والحنكة، يستطيع أن يحصّن شباب الوطن من الوقوع في براثن الغلو ، وأن يكون أداة بناء لا هدم .
ثم تحدث فضيلة الشيخ / سعيد خضر ، مؤكدا أن الأزهر الشريف يؤدي دوره الوطني والديني عبر خطاب ديني وسطي يرسّخ قيم التسامح، ويحفظ وحدة المجتمع، ويرد على الشبهات بالحكمة والعلم.
فالوعظ ليس مجرد مهنة أو وظيفة يومية، بل هو رسالة إيمانية وإنسانية متجذّرة في عمق التاريخ الإسلامي. فقد كان الأنبياء عليهم السلام أول الوعّاظ، يبلغون عن الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ويُرشدون الناس إلى الصراط المستقيم، دون أن يستخدموا سوى الكلمة الصادقة والدعوة بالحسنى.
وفي زمننا المعاصر، تتضاعف أهمية هذه الرسالة، لا سيما مع اتساع الفجوة بين الأجيال، وتنامي ظواهر الانحراف، وتزايد محاولات تشويه صورة الدين واستغلاله لأغراض سياسية أو متطرفة. من هنا، يتحمل الوعّاظ عبئًا مضاعفًا، فهم ليسوا دعاة إلى الدين فقط، بل هم مربّون، ومصلحون، وأطباء للقلوب والعقول.
من جهته ، أوضح سيادة العميد / ياسر عبد العزيز ، أن المعركة في الوقت الحالي ليست فقط معركة سلاح، بل معركة وعي وإدراك ، وأن من ينجح في كسب عقول الناس يملك القوة الحقيقية.
وأكد أن الجماعات المتطرفة تسعى إلى اختطاف العقول قبل الأجساد، لذا فإن دور الوعاظ والمؤسسات الدينية لا يقل أهمية عن دور الجندي في ميدان المعركة، لأنهم يحرسون الوعي ويحمون الشباب من الوقوع فريسة للأفكار الهدّامة.
ففي زمن تصاعد فيه خطر التطرف الفكري وخطر الشائعات ، برز الوعّاظ كجنود حقيقيين في معركة تفكيك خطاب الكراهية، والرد على دعاة الغلو الذين يتاجرون بالدين ويشوهون صورته .ومواجهة الشائعات وتصحيح المفاهيم
فلا يمكن الحديث عن الوعّاظ دون التوقف عند دورهم الوطني في تعزيز الاستقرار وصيانة الأمن وبناء السلم المجتمعي. إنهم لا يفصلون بين الدين والوطن ، بل يجعلون من حب الوطن عبادة، ومن خدمته مسؤولية شرعية.
ففي أوقات الأزمات ، يكون للواعظ دور كبير في تسكين النفوس ، وتهدئة الفتن ، وردع الشائعات ، وتذكير الناس بأن الفتن إذا وقعت لا تميز بين أحد وأن سلامة الوطن فوق كل اعتبار.
وهم يُذَكّرون الناس دومًا بأن حفظ الأوطان من صميم مقاصد الشريعة، وأن من يسعى لزعزعة أمنها، أو الترويج للكراهية، أو إشاعة الفوضى ، فهو معتدٍ على شرع الله قبل أن يكون معتديًا على القانون.
وفي سياق متصل ، أكد سيادة العقيد / عبد الحليم عزوز ، أنه في ظل ما يشهده العالم من تحديات فكرية وثقافية، تتأكد الحاجة إلى الخطاب الواعي والكلمة المسؤولة التي تعزز روح المواطنة وتحفظ النسيج الوطني وتُرسخ قيم التسامح والتعايش والاحترام المتبادل وتحافظ علي الهوية المصرية
فعلينا أن ندرك أن التكنولوجيا الحديثة ، برغم ما تحمله من خير، فإنها تحمل أيضًا أدوات تُستخدم في بث الفتن، وترويج الشائعات وتشويه الرموز وهدم الثوابت. ودور الوعاظ في هذا السياق هو مواجهة هذا التيار بحكمة، وبأسلوب يجمع بين الأصالة والمعاصرة، بين الثوابت الدينية وفهم الواقع.
وعلينا أن نتكاتف جميعًا، كلٌّ في موقعه، لحماية الوطن، وصون العقول، وتعزيز الانتماء والوعي لدى أبناء هذا الشعب العظيم.
وشهدت الندوة تفاعلاً ملحوظًا من الحضور ، حيث تم فتح باب النقاش وطرح الأسئلة حول دور المؤسسات الدينية في مواجهة خطاب الكراهية ، وآليات رفع الوعي في ظل التحديات التي تواجه المجتمع، وعلى رأسها الحروب الفكرية والمحتوى المضلل على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي ختام الفعالية ، أوصى المشاركون بضرورة تكثيف التعاون بين الجهات المعنية ، خاصة وزارتي الأوقاف والتربية والتعليم، والهيئة العامة للاستعلامات ، لتوسيع دائرة التوعية وتدريب الوعّاظ على مهارات التواصل الفعال، بما يسهم في بناء أجيال محصّنة بالعلم، محبة للوطن، رافضة للتطرف ، كما أوصوا بان تدرس إمكانية أن يتولي الوعاظ مسئولية تدريس مادة التربية الدينية للطلاب داخل المدارس .
أعد وأدار اللقاء / زينب قاسم السيد – أخصائي إعلام بمجمع إعلام القليوبية


اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

2 تعليقات
  1. Domingo Koch يقول

    Usually I do not read article on blogs however I would like to say that this writeup very compelled me to take a look at and do so Your writing taste has been amazed me Thanks quite nice post

  2. Jean1746 يقول

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار