العاصمة

“القمة الطارئة ،،، فشل معلن ونجاح خلف الكواليس”

1

 

 

بقلم/ ياسر الفرح

ناشط حقوقي

 

قد تبدو القمة العربية الاسلامية الطارئة في الدوحة وكأنها تكرارًا باهتًا لمسرحيات الشجب والتنديد التي اعتدنا عليها منذ عقود؛ بيانات فضفاضة، كلمات إنشائية، وصور بروتوكولية لا تُسمن ولا تُغني من جوع. غير أن ما جرى خلف الكواليس حمل دلالات أبعد من مجرد اجتماع عاجل.

 

ما وراء الخطابات؛

 

في أروقة المؤتمر، جرت اجتماعات مغلقة واتصالات مباشرة بين وفود الدول، بعيدًا عن عدسات الإعلام. هناك بدأت ملامح تحالفات جديدة، ليست شاملة بعد، لكنها مدروسة بدقة وتقوم على مصالح استراتيجية مشتركة. مجموعات صغيرة من الدول بدأت تتحرك بخطوات عملية، تشكّل “نواة” لتحالف عربي – إسلامي محتمل، يفرض نفسه في لحظة تاريخية حساسة.

 

تحالفات تتشكل؛

 

ظهرت ملامح اصطفاف بين السعودية وباكستان ومصر وتركيا، مع اتصالات مؤكدة مع إيران وحزب الله. هذه التفاهمات، وإن لم يُعلن عنها، تعكس تحوّلًا في بوصلة السياسات الإقليمية. سوريا بدورها، التي تُظهر رسميًا تشددًا في منع تهريب السلاح، قد تفتح قنوات ميدانية غير مباشرة تسمح بمرور الدعم نحو حزب الله، بهدف استنزاف الكيان الصهيوني عند أي مواجهة كبرى.

كما أن الحديث عن إعادة إحياء الأنفاق بين غزة ومصر لم يعد مستبعدًا، وهو تطور سيغيّر معادلات المواجهة على الأرض في حال تحقّق.

 

رعب يسبق الوحدة؛

 

لقد كتبتُ سابقًا أن الغرور الصهيو–أميركي سيدفع العرب والمسلمين دفعًا نحو الوحدة رعبًا، لا حبًا ولا خيارًا، بل خوف من مصير غزة الذي يهدد الجميع. الدم الفلسطيني النازف، والعدوان على قطر الحليف الاستراتيجي لأميركا بموافقة فاضحة من الأخيرة، تجاوز حدود الاحتمال، وجعل العالم يتوحد ضد وحشية اسرائيل، وادركت الدول العربية بل والاسلامية أن ساعة الحقيقة اقتربت: إمّا أن تتكتل، أو تُبتلع واحدًا تلو الآخر.

 

القمة العربية الطارئة ؛

 

لم تفشل القمة كما يظن البعض. الفشل كان في الصورة المعلنة، أما في الجوهر فقد وُلدت إرادة جديدة، إرادة تفرضها الضرورة قبل القناعة. إن ما يحدث اليوم هو بداية تحالف “الخوف” الذي قد يتحول غدًا إلى تحالف قوة، وربما يكون نقطة التحوّل التي طال انتظارها في تاريخ الأمة، اذ لم يحدث ما يبعثر هذه التوقعات.


اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

تعليق 1
  1. Alexis1883 يقول

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار