العاصمة

روحانية المسجد الأقصى تصمد أمام التوترات الأمنية

1
علاء  حمدي
رغم الأجواء الأمنية المشددة التي تفرضها السلطات الإسرائيلية في محيط البلدة القديمة من القدس مع اقتراب الأعياد اليهودية، يواصل المسجد الأقصى احتضان عشرات الآلاف من المصلين أسبوعيًا، في مشهد يعكس إصرارًا على التمسك بالقدسية والروحانية في مواجهة هاجس التوتر الأمني.
شهد يوم الجمعة الماضي ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد المصلين الذين توافدوا من مختلف أنحاء القدس والضفة الغربية وحتى من الداخل الفلسطيني لأداء صلاة الجمعة في الأقصى. هذا التزايد يأتي في وقت يتوقع فيه كثيرون أن تتصاعد الإجراءات الأمنية مع حلول الأعياد، وهو ما لم يثنِ المصلين عن الحضور والتمسك بحقهم في العبادة في أقدس أماكنهم.
الأجواء داخل المسجد، بحسب ممثل الأوقاف الإسلامية، ما زالت مستقرة وهادئة. وأكد أن إدارة الأوقاف تبذل جهودًا كبيرة لتأمين الأجواء الروحانية والحفاظ على النظام، بالتنسيق مع الجهات المعنية، حتى يتمكن المصلون من أداء شعائرهم دون خوف أو قلق.
البلدة القديمة في القدس تتحول عادةً إلى بؤرة توتر في مثل هذه الفترات من العام. التعزيزات الشرطية الواسعة، وانتشار الحواجز الأمنية في مداخل المدينة، تضع المصلين أمام مشقة الوصول إلى المسجد، خاصة كبار السن والنساء الذين يعانون من طول الانتظار عند نقاط التفتيش. ومع ذلك، فإن الإصرار على الوصول إلى الأقصى يظل أقوى من هذه العوائق، ما يجعل المشهد الروحاني أكثر عمقًا وإيحاءً.
لا يقتصر الأمر على أداء الصلاة فقط، بل يتعداه إلى ما يمثله الأقصى من رمزية. فبالنسبة للفلسطينيين، يمثل الحضور إلى المسجد والتشبث بساحاته شكلًا من أشكال التمسك بالهوية ومقاومة محاولات التقييد. ولهذا، فإن ازدياد أعداد المصلين في وقت يُتوقع فيه التوتر يعكس رسالة واضحة: أن القدسية والروحانية أقوى من القيود الأمنية.
رغم التحذيرات المتكررة من احتمالية تصعيد خلال فترة الأعياد، يبدي المصلون تفاؤلًا حذرًا بأن الأجواء الروحانية ستستمر دون انقطاع. كثير منهم يعبرون عن أملهم في أن تبقى ساحات المسجد فضاءً آمنًا وهادئًا، بعيدًا عن أجواء المواجهات والتوتر.
وبينما يبذل القائمون على الأوقاف جهودًا متواصلة للحفاظ على النظام العام وتوفير الأجواء المناسبة للعبادة، يبقى التحدي الأكبر هو قدرة المسجد الأقصى وساحاته على الاستمرار كواحة روحانية وسط محيط متوتر سياسيًا وأمنيًا.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

تعليق 1
  1. Dylan1596 يقول

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار