
قادة القمة العربية والإسلامية يدعون إلى مراجعة علاقاتهم مع إسرائيل
كتب حاتم الورداني علام
دعا قادة دول عربية وإسلامية في ختام قمة طارئة في الدوحة الاثنين، إلى “مراجعة” العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل بعد استهدافها مسؤولين من حركة حماس في العاصمة القطرية، بحسب مشروع بيان ختامي.
ودعا البيان الختامي الذي صدر عن القمة “جميع الدول إلى اتخاذ كافة التدابير القانونية (..) لمنع إسرائيل من مواصلة أعمالها ضد الشعب الفلسطيني، بما في ذلك دعم الجهود الرامية إلى إنهاء إفلاتها من العقاب، ومساءلتها عن انتهاكاتها وجرائمها، وفرض العقوبات عليها، وتعليق تزويدها بالأسلحة والذخائر والمواد العسكرية أو نقلها أو عبورها، (..)، ومراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية معها”.
وأضاف البيان أن “هذا العدوان على مكان محايد للوساطة لا ينتهك سيادة قطر فحسب، بل يقوّض أيضا عمليات الوساطة وصنع السلام الدولية، وتتحمّل إسرائيل التبعات الكاملة لهذا الاعتداء”.
كذلك، دعا البيان الى “تنسيق في الجهود الرامية الى تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة”، كون انتهاكاتها تتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة.
ودان البيان الختامي “ممارسات” إسرائيل في قطاع غزة حيث تتواصل الحرب بين حركة حماس والدولة العبرية منذ أكثر من 23 شهرا، بما فيها “التجويع والحصار”، واصفا إياها ب”الجريمة المكتملة الأركان”، ودعا المجتمع الدولي للتحرك لوقفها. كما رفض كل محاولات الضمّ وتهجير الفلسطينيين.
وكان أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني اتهم في الكلمة التي ألقاها خلال القمّة إسرائيل بأنها قصدت إفشال المفاوضات حول الحرب في قطاع غزة عبر الضربة في بلاده الأسبوع الماضي.
وقال “من يعمل على نحو مثابر ومنهجي لاغتيال الطرف الذي يفاوضه، يقصد إفشال المفاوضات”.
وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو “يحلم بأن تصبح المنطقة العربية منطقة نفوذ إسرائيلية، وهذا وهم خطير”.
وأوضح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي في المؤتمر الصحافي، ردّا على سؤال حول “مراجعة العلاقات، أن “هذه الدعوة غير إلزامية”، وأن كل دولة تبحث في ذلك وتتخّذ التدابير التي ترتئيها.
وأبرمت ثلاث دول عربية هي الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب في العام 2020 اتفاقات تطبيع مع إسرائيل، وبدأت علاقات دبلوماسية معها. بينما أوقفت الحرب التي اندلعت بين حركة حماس وإسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر مفاوضات التطبيع بين السعودية والدولة العبرية.
وتربط الأردن ومصر اتفاقية سلام وعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في ختام القمة، ردّ الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي على سؤال عن الخطوات التي تنوي الدول المشاركة في القمة القيام بها لردع إسرائيل، فقال “نحن نتوقع من شركائنا الإستراتيجيين في الولايات المتحدة أن يستخدموا نفوذهم على إسرائيل لوقف هذا السلوك… لديهم نفوذ وتأثير على إسرائيل، وحان الوقت لاستخدام هذا النفوذ والتأثير”.
وأكد مسؤول أميركي الاثنين أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الذي يزور إسرائيل، سيتوجه الثلاثاء إلى قطر التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية اميركية في الشرق الأوسط، وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية الاثنين أن روبيو سيُجدّد خلال زيارته إلى قطر الثلاثاء، “تاكيد الولايات المتحدة دعمها الكامل لأمن قطر وسيادتها” بعد الهجوم الإسرائيلي.
وقال روبيو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو “شعب غزة يستحق مستقبلا أفضل، لكن هذا المستقبل لا يمكن أن يبدأ حتى يتم القضاء على حماس”، مضيفا “يمكنكم الاعتماد على دعمنا والتزامنا الثابتين لتحقيق ذلك”.
وأشار الى أن الولايات المتحدة تدعم “الدور البناء” الذي تلعبه قطر في الوساطة، مضيفا “سنستمر في تشجيع قطر على لعب دور بناء بهذا الصدد”.
وشارك في قمة الدوحة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس لاإيراني مسعود بزشكيان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن عبدالله الثاني.
وأكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد في كلمته، أن قطر تعرضت لاعتداء غادر، مشدداً على أن العدوان الإسرائيلي يمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة بلده.
وأضاف: “عازمون على مواجهة العدوان الإسرائيلي واتخاذ كل ما يتيحه القانون الدولي للدفاع عن أنفسنا». وأكد أن: «نتنياهو يحلم بأن تصبح المنطقة العربية منطقة نفوذ إسرائيلية”.
واعتبر أمير قطر أن إسرائيل تريد فرض أمر واقع على الدول العربية، لافتاً إلى أن إسرائيل تستغل طول أمد الحرب في غزة لتوسيع النشاط الاستيطاني.
وتابع: “كيف نستقبل وفوداً إسرائيليين للتفاوض فيما يخطط من أرسل هذه الوفود لقصف هذا البلد… هذا العدوان سافر وغادر وجبان يستحيل مع هذا القدر من الخبث والغدر”.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهو حليف للولايات المتحدة وأبرمت بلاده معاهدة سلام مع إسرائيل في عام 1979، إن تصرفات إسرائيل تضع “العراقيل أمام أي فرص لأي اتفاقيات سلام جديدة، بل وتجهض اتفاقات السلام القائمة مع دول المنطقة”، متهما إسرائيل “بتجاوز كل الخطوط الحمراء”، مخاطباً شعب إسرائيل بأن “ما يجري حالياً يقوّض مستقبل السلام، ويهدد أمنكم وأمن جميع شعوب المنطقة ويضع العراقيل أمام أي فرص، لأي اتفاقيات سلام جديدة، ويجهض اتفاقيات السلام القائمة مع دول المنطقة، وحينها ستكون العواقب وخيمة”.
وأضاف السيسي: “يجب أن تغير مواقفنا من نظرة العدو نحونا، ليرى أن أي دولة عربية مساحة ممتدة من المحيط إلى الخليج، ومظلتها متسعة لكل الدول الإسلامية والدول المحبة للسلام..”
وأكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أن الهجوم الإسرائيلي على العاصمة القطرية عدوان غاشم يدفع المنطقة إلى المزيد من الصراعات، معتبراً أن: “أمن قطر من أمننا جميعاً”.
وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته ومحاسبة إسرائيل على جرائمها وعدوانها المتكرر، داعياً إلى إجراءات عملية ورادعة لمنع تكرار هذه الاعتداءات، معتبراً أن “مفتاح الأمن والاستقرار في منطقتنا يكمن في وقف حرب الإبادة والتهجير وسرقة الأرض وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين”.
وأكد الرئيس السوري أحمد الشرع التضامن مع قطر وأضاف بأن “العدوان الإسرائيلي على غزة لا يزال مستمراً ويمارس اعتداءاته على سوريا منذ 9 شهور”.
وطالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بردع إسرائيل بتكثيف وتيرة العقوبات عليها تحت سقف القانون الدولي. وقال: “آمل أن تترجَم قراراتنا اليوم إلى إعلان مكتوب موجه إلى العالم أجمع” و”إسرائيل لن تتوقف عن جرائمها ما لم تتلقَّ ردَّ فعل دراعاً”.
واعتبر أردوغان أن “العدوان الإسرائيلي المتصاعد بات يشكل تهديداً مباشراً لمنطقتنا.. ويجب تطوير آليات التعاون المشتركة بيننا”، قائلا إن بلاده “قطعت علاقتها التجارية مع تل أبيب بسبب جرائمها بحق الفلسطينيين”.
من جانبه قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الذي يدعم حماس وخاضت بلاده حربا استمرت 12 يوما مع إسرائيل في يونيو حزيران: “هذا العدوان في الدوحة على الدبلوماسية، هو أكثر من مجرد جريمة، حيث شكّل إعلاناً عملياً ووقحاً بأن القوة العسكرية هي الفيصل الآن، وليس القانون”.
واعتبر أن “ما من دولة عربية، أو إسلامية بمنأى من هجمات إسرائيل”.
كذلك دان رئيس وزراء باكستان شهباز شريف، الهجوم الإسرائيلي على قطر، معتبراً أن “قطر تقوم بجهود دبلوماسية كبيرة”، وأكد شريف أن الهجوم الإسرائيلي على قطر هو ضربة موجعة لكل الجهود الرامية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وأضاف: “دور الوسطاء مقدس دائماً؛ لأنهم الأمل الحقيقي لإبقاء الحوار قائماً، وللنهوض بآفاق السلام”.
اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.