
” من قتل شارلي كيرك”
بقلم/ ياسر الفرح
ناشط حقوقي
في العاشر من سبتمبر/ أيلول 2025، تحولت جامعة وادي يوتا (UVU) بمدينة أوريم – ولاية يوتا الأميركية، إلى مسرح لإحدى أخطر عمليات الاغتيال في التاريخ السياسي الأميركي الحديث.
فقد لقي تشارلي كيرك، أحد أبرز الداعمين السابقين للرئيس الأميركي دونالد ترامب وللكيان الصهيوني، ومؤسس حركة “ماجا” (MAGA) اليمينية المتطرفة، مصرعه في ظروف وُصفت بأنها غامضة لكنها تحمل دلالات عميقة.
تحوّل خطير في مواقف كيرك
ما يثير الانتباه أن كيرك – المعروف بمواقفه الصلبة لصالح إسرائيل – بدأ في الأشهر الأخيرة يتبنى خطاباً مغايراً، عبّر فيه عن رفضه للحرب في غزة، وتساءل علناً عن حجم النفوذ الإسرائيلي في القرار الأميركي. هذه التحولات أدخلته في مواجهة مباشرة مع شبكات النفوذ المرتبطة بـ”إيباك” والموساد داخل مؤسسات الحكم الأميركية.
ووفق مقربين منه، كان كيرك يستعد لفتح منصته الإعلامية أمام أصوات بارزة معروفة بمناهضتها لإسرائيل، في خطوة اعتبرها أنصاره “مغامرة قاتلة”، وهو ما جعل كثيرين يرون أن اغتياله لم يكن مجرد صدفة بل عملية مدروسة بعناية.
تصدّع داخل اليمين الأميركي
هذا التحول لم يكن معزولاً، بل جاء في سياق تيار متنامٍ داخل اليمين الشعبوي الأميركي، تقوده شخصيات مثل النائبة الجمهورية ماري تايلور جرين، التي لم تتردد في مهاجمة اللوبي الصهيوني في واشنطن واتهام إسرائيل بشكل مباشر بارتكاب “إبادة جماعية” في غزة.
ويرى محللون أن اغتيال كيرك قد يكون محاولة لإجهاض هذا التيار الناشئ، خاصة بعد أن بات يشكل تهديداً مباشراً لمصالح إسرائيل داخل القاعدة اليمينية الموالية لترامب.
أصابع اتهام غير متوقعة
اللافت أن أصابع الاتهام هذه المرة لم تأت من اليسار أو من المسلمين – كما جرت العادة – بل من داخل الأوساط اليمينية نفسها. مؤثرون مثل هاريسون سميث أعادوا نشر تدوينات تشير إلى أن كيرك كان يخشى بالفعل أن تُقدم إسرائيل على قتله إذا “تمرّد” على نفوذها. حتى حسابات شعبية على منصة “إكس” تداولت إشارات واضحة إلى دور تل أبيب في تصفيته.
معركة النفوذ والرسائل المبطنة
تقرير نشره موقع The Gray Zone كشف أن نتنياهو تواصل مع كيرك مطلع عام 2025، وعرض عليه دعماً مالياً ضخماً مقابل تخفيف حدة انتقاداته. غير أن كيرك – بحسب أحد أصدقائه – اعتبر نتنياهو “متنمّراً” يفرض إملاءاته على الإدارة الأميركية، وهو ما أغضبه بشدة وجعل القطيعة معه علنية.
بعض التحليلات ذهبت أبعد من ذلك، معتبرة أن القاتل قد يكون عميلاً صهيونياً، وأن الهدف من العملية هو إلصاق التهمة باليسار والأقليات لإشعال غضب القاعدة البيضاء المتطرفة وتوجيهها من جديد نحو دعم ترامب وسياساته.
بداية أفول اللوبي الصهيوني؟
مهما يكن، فإن اغتيال كيرك كشف عن تصدعات غير مسبوقة في المشهد السياسي الأميركي. لأول مرة، يتهم اليمينيون – لا اليسار – إسرائيل بالوقوف وراء عملية اغتيال سياسي، وهو ما يشي ببوادر تراجع النفوذ الصهيوني في الولايات المتحدة.
كما بات واضحاً أن كل من يعارض نتنياهو – حتى لو كان من صفوف “الحلفاء التقليديين” – أصبح في دائرة الخطر، ما يثير مخاوف حقيقية من أن تكون النائبة الجمهورية ماري جرين الهدف المقبل.
إسرائيل في مواجهة عالم غاضب
المؤكد أن إسرائيل تخسر على أكثر من جبهة: في غزة حيث فشلت في تحقيق أهدافها، في قطر حيث انكشفت محاولاتها الفاشلة، وفي الولايات المتحدة حيث بدأت مؤامراتها تتكشف حتى بين داعميها السابقين.
بهذا الاغتيال، سقط القناع نهائياً عن الوجه الحقيقي لإسرائيل أمام الرأي العام العالمي، وأصبح من الصعب إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.
اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
I’ve been following your blog for quite some time now, and I’m continually impressed by the quality of your content. Your ability to blend information with entertainment is truly commendable.
I loved as much as you will receive carried out right here The sketch is tasteful your authored subject matter stylish nonetheless you command get got an edginess over that you wish be delivering the following unwell unquestionably come further formerly again as exactly the same nearly very often inside case you shield this hike
https://shorturl.fm/FyG9x
I have read some excellent stuff here Definitely value bookmarking for revisiting I wonder how much effort you put to make the sort of excellent informative website