العاصمة

المو-ت الغامض لأنورا بتروفا

0

ايمان العادلى

 

في أعماق الإنترنت، وسط ملايين الصفحات، كانت هناك صفحة واحدة فقط غيّرت حياة فتاة إلى الأبد. اسمها كان أنورا بتروفا، لطالما عاشت على الأضواء، تلهث وراء البطولات والميداليات…لكن هذه المرة لم تكن البطولات ولا الأضواء هي ما يملأ حياتها، بل كانت لعنة مخفية داخل سطور ويكيبيديا. بدأ الأمر حين كانت أنورا في الصف الثامن، لم تستطع النوم قبل بطولة محلية تُدعى Crystal Classic. جلست أمام الكمبيوتر، تبحث عن أي شيء يخفف قلقها، حتى خطرت لها فكرة أن تكتب اسمها في محرك البحث. عندها عثرت على صفحة في ويكيبيديا… عن نفسها. لم يفهم عقلها كيف ظهرت، لكن محتواها كان بسيطًا: مكان إقامتها، تفاصيل طفولية، ثم المفاجأة الكبرى: الصفحة كتبت أنها ستفوز ببطولة الغد. اعتقدت أن أحد والديها فعل ذلك ليشجعها، لكنهم أنكروا. وفي اليوم التالي… فازت بالفعل. منذ تلك اللحظة، أصبحت الصفحة هوسها. كل مرة تدخل إليها، تجد نتائج مسابقاتها المستقبلية مكتوبة بالتفصيل… وكلها تتحقق. عند الخامسة عشرة فازت بالبطولة الإقليمية كما توقعت الصفحة. والداها بدأا يصدقان أنها أمام قدر غير عادي، فتركا كل شيء ليستثمرا في تدريبها، حتى أنها انسحبت من المدرسة لتتفرغ للتزلج. كل شيء بدا وكأنه مقدر أن يقودها إلى الأولمبياد. لكن مع مرور الوقت، أصبحت النبوءات أكثر ظلامًا. في إحدى البطولات، كتبت الصفحة أن بري ستفوز، وكانت أنورا تعلم أن صديقتها المقربة هي المرشحة الأقوى فعلًا. ارتجف قلبها من الخوف، وفي لحظة ضعف حاولت تعديل الصفحة لتجعل النتيجة في صالحها، لكنها فوجئت بأن الكلمات انقلبت لتصبح إهانة: “أنورا بتروفا أنانية صغيرة ستنال ما تستحقه”. منذ تلك الليلة، بدأت اللعنة. في البطولة، انهارت بري بعد أن انكسرت شفرات حذائها فجأة وسط الأداء. الكل همس أن الحادثة لم تكن طبيعية، وأن أنورا وراءها. المشهد انتهى بفضيحة مدوية وحظرها نهائيًا من المشاركة في أي بطولة. ظنّت أن الأسوأ قد مر، لكن الصفحة لم تتوقف عن تحديث نفسها. عندما عادت إليها، وجدت جملة باردة: “والداها لقيا مصر-عهما في حا-دث”. لم تصدق… إلى أن رن الهاتف. بالفعل تم العثور على والديها ميت-ين في حادث سيارة غامض. كان مطابقًا لما كُتب على الصفحة حرفًا بحرف. بعد أيام قليلة فقط، ظهر تحديث جديد: “قريبًا ستفقد أقرب صديقاتها”. وفي الأسبوع نفسه وصلها خبر أن زميلتها القديمة في النادي وُجدت غار-قة في حمام بيتها، في ظروف غامضة تمامًا. لم تفق بعد من الصدمة حتى قرأت تحديثًا آخر: “حتى كلبها لن ينجو”. وعندما عادت للمنزل في تلك الليلة، وجدت كلبها مستلقيًا بلا حراك، عيناه مفتوحتان نحو شاشة الكمبيوتر كأنه رأى ما لا يراه البشر.من هنا بدأ الجنون الحقيقي. حاولت التواصل مع ويكيبيديا، أرسلت رسائل إلى المديرين عن صفحة غامضة تكتب مستقبلها. الرد كان أقسى من أي شيء: “لا توجد أي صفحة بهذا الاسم، لا يوجد سجل محفوظ”. الصفحة التي رأت فيها مصيرها لم يكن لها أي أثر على الإنترنت مع مرور السنين لم تعد أنورا كما كانت. وجهها أصبح باهتًا، وعيناها غارقتان في سوادٍ ثقيل، وكأن النوم هجَرها منذ زمن. لم تعد تهتم بشيء سوى الجلوس أمام الشاشة، تتابع الصفحة بجنون، تنتظر كل تحديث كأنه حُكم جديد على حياتها. صارت مهووسة، لا تفكر إلا في سؤال واحد: “ماذا سيكتب عني بعد ذلك؟”. . رسالتها الأخيرة كانت لصديقتها بري، رسالة مبللة بالذعر، كتبت فيها: “بري… لا تحذفي هذا! أعرف أنك تكرهينني، لكننا كنا صديقتين. صدقيني أنا لم أؤذيك. هناك شيء يكتب حياتي… شيء يقرر نهايتي… كلما قرأت الصفحة تغيّر كل شيء، والآن كتبوا نهايتي… كتبوا أنني سأموت الليلة، وحيدة على الجليد.” في صباح اليوم التالي، وُجدت أنورا جالسة أمام الكمبيوتر، عيناها مفتوحتان في صمت مرعب، والصفحة ما زالت مضيئة أمامها. لم يكن هناك أثر لعراك، ولا سبب طبي واضح للوفاة. كل ما بقي هو الشاشة… والجملة الأخيرة التي كتبتها الصفحة: “أنورا بتروفا ماتت كما كان مقدرًا لها.” قصتها لم تظل حبيسة الإنترنت فقط، بل ألهمت صُنّاع الرعب في هوليوود، لتتحول إلى فكرة قريبة من فيلم Friend Request (2016)، حيث يصبح حساب على فيس-بوك وسيلة لعنة تحدد مصير أصدقاء البطلة واحدًا تلو الآخر، في انعكاس واضح لصفحة أنورا الملعونة التي كتبت نهايتها. هل كان ما عاشته أنورا قدرًا مكتوبًا لا مهرب منه ؟ أم أن هناك من حاول أن يتلاعب بها، يسيطر على عقلها حتى قادها

إلى نهايتها بنفسها؟👀

 

 


اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار