
تحركات أمريكية إسرائيلية بواشنطن لبحث اليوم التالي لغزة
أحمد المصرى
• وزير الخارجية الأمريكي يلتقي نظيره الإسرائيلي تزامنا مع اجتماع يعقده ترامب حول غزة
كشف إعلام عبري، الأربعاء، عن تحركات سياسية أمريكية إسرائيلية متزامنة في واشنطن، تهدف لبحث ما يسمى “اليوم التالي” للحرب الإسرائيلية على غزة.
وقال موقع “والا” العبري، إن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، التقى بنظيره الأمريكي مايك روبيو، في واشطن، وذلك تزامنا مع اجتماع موسع عقده الرئيس دونالد ترامب، حول “اليوم التالي” للحرب في غزة.
وأشار الموقع إلى أن اجتماع ساعر وروبيو، بدأ مساء الأربعاء، في واشنطن، موضحا أن الطرفين لم يجيبا على أسئلة الصحفيين عند لقائهما الأولي.
وذكر أن الطرفان سيعقدان اجتماعا بمشاركة الفرق، ثم سيعقدان اجتماعا منفردا.
ونقل الموقع العبري عن مصادر أمريكية (لم يسمها) أن اجتماعا موسعا حول ما يسمى “اليوم التالي” للحرب في غزة عُقد بالتزامن في واشنطن.
وأضافت المصادر: “خلال الاجتماع، سيتلقى الرئيس ترامب تحديثات من صهره جاريد كوشنر، ورفيقه المقرب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، حول خطتهما لليوم التالي”.
وسبق لكوشنر، أن صرّح في مقابلة مع برنامج “مبادرة الشرق الأوسط” التابع لجامعة هارفارد قائلا: “يتمتع ساحل غزة بإمكانيات هائلة لتحقيق قيمة اقتصادية كبيرة”.
في سياق متصل، أفادت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية نقلا عن مصادر أمريكية (لم يسمها) بأن الاجتماع الموسع سيشهد عرض خطط مفصلة لإعادة إعمار غزة، “تتضمن تحديد مجالات المسؤولية للمنظمات والدول المشاركة في المشروع”.
وأضافت: “يأتي الاجتماع في أعقاب مناقشات في لجان الشؤون الخارجية في الكونجرس، حيث عرض ممثلو المنظمات خطط إعادة الإعمار”.
وتابعت الصحيفة: “خلال المناقشات، وافق ترامب على المضي قدمًا في تنفيذ بعض الخطط قريبًا، بما في ذلك التعليم، وتوفير الغذاء، والسكن المؤقت”.
وزعمت أنه “سيتم تنفيذ البرنامج حتى في حال استمرار القتال في جنوب القطاع الذي تسيطر عليه إسرائيل ويشهد هدوء نسبيا”.
وفي وقت سابق الأربعاء، ادعى متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن تهجير نحو مليون فلسطيني من مدينة غزة “لا مفر منه”، في إطار خطته لاحتلال المدينة التي يقطنها نصف سكان القطاع.
وقال أدرعي، في تدوينة عبر منصة شركة “إكس” الأمريكية: “أود أن أؤكد بأن هنالك مناطق شاسعة فارغة في جنوب القطاع كما هو الحال في مخيمات الوسطى وفي المواصي، هذه المناطق خالية من الخيام”.
وأضاف: “إخلاء مدينة غزة لا مفر منه، وستحصل كل عائلة تنتقل إلى الجنوب على أوفر المساعدات الإنسانية التي جاري العمل عليها في هذه الأيام”.
وتؤكد تقارير فلسطينية ومنظمات أممية ودولية انعدام المساحات الآمنة للنزوح جنوبا مع سيطرة إسرائيل على نحو 77 بالمئة من مساحة القطاع، ما يجعل أي عملية نزوح جديدة شبه مستحيلة ويهدد حياة النازحين.
وذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” أنه في هذه المواقع سيتم دمج المنظمات الدولية بتمويل دولي لتبدأ بتقديم المساعدات المباشرة للسكان.
وتابعت الصحيفة: “وفقا للتقديرات التي عُرضت في النقاش، فإن فرص التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل دخول قوات الجيش الإسرائيلي لبقية أحياء مدينة غزة ضئيلة. ومع ذلك، أعرب الرئيس ترامب عن أمله في تجنب احتلال كامل للقطاع وإبرام اتفاق قبل ذلك”.
وأشارت إلى أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، المسؤول عن التواصل مع الإدارة الأمريكية، يتواجد هو الآخر في واشنطن.
وذكرت أن ديرمر، التقى بعدد من المشاركين في الاجتماع، وعرض الموقف الإسرائيلي “الذي يسعى لتقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة، دون أي مشاركة لحماس أو للسلطة الفلسطينية. كما تطالب إسرائيل بالاحتفاظ بالسيطرة الأمنية على القطاع”.
وفي 10 فبراير الماضي، قال ترامب، إنه ملتزم بشراء قطاع غزة وامتلاكه، مدعيا بأن السماح لفلسطينيي غزة بالعودة سيكون خطأ كبيرا.
وأضاف: “فكروا في الأمر على أنه مشروع عقاري ضخم، والولايات المتحدة سوف تمتلكه ببطء شديد”.
وأكد ترامب أن غزة منطقة مدمرة كاملا. سنسويها بالأرض، ونصلحها، ولن يكون فيها أحد. لن تكون فيها حماس”.
والأسبوع الماضي، وافقت حماس على مقترح للوسطاء بشأن صفقة جزئية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، إلا أن إسرائيل لم ترد عليه بعد، رغم تطابق بنوده بشكل شبه تام مع ما سبق أن وافقت عليه تل أبيب.
وبدلا عن ذلك، يدفع نتنياهو نحو احتلال مدينة غزة بدعوى إطلاق سراح الأسرى وهزيمة حماس وسط تشكيك كبير في إمكانية تحقيق ذلك من قبل معارضين ومسؤولين سابقين وتأكيد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن العملية تشكل خطرا على حياة الأسرى.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة 62 ألفا و895 شهيدا، و158 ألفا و927 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 313 فلسطينيين، بينهم 119 طفلا حتى الأربعاء.
اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.