• بيت التلمساني – حكايات من قلب اللعنة

 

 

كتب: أبراهيم محمد

 

في هذا الكتاب، لن تقرأ مجرد قصص رعب تقليدية، بل ستغوص في عالم متشابك من الغموض واللعنات القديمة والبحث البشري الدائم عن القوة والمعرفة. ستجد نفسك متنقلًا بين أزمنة مختلفة، من المستقبل البعيد إلى أحياء القاهرة القديمة، ومن بيوت مسكونة إلى طقوس سحرية مظلمة. ستكتشف أن لكل لعنة حكاية، ولكل سر ثمنًا قد يتجاوز حياتك نفسها.

 

• 2124 – المعرفة ثمنها أرواح البشر

في عام 2124، لم يعد العالم مكانًا مليئًا بالمفاجآت. التكنولوجيا بلغت ذروتها، الحياة صارت سلسلة من الروتين القاتل، حتى بات البشر يبحثون عن أي شعور حقيقي يكسر الملل. هنا تبدأ رحلة أمجد وصديقه أيمن في أعماق “الديب ويب”، بحثًا عن تجربة فريدة، ليجدوا تجارةً من نوع خاص: “خبرات الموتى”. يمكن لأي شخص أن يزرع في عقله خبرات وحياة شخص آخر بعد وفاته. لكن حين تندمج الأرواح والذكريات، تبدأ الخطوط الفاصلة بين الهوية والآخرين في التلاشي. هل ستصبح هذه الخبرات نعمة تفتح أبواب النجاح، أم نقمة تزرع الجنون؟ في هذا العالم المستقبلي، يثبت الكاتب أن التكنولوجيا لا تقتل الملل… بل قد تقتل الروح.

 

• بيت التلمساني – لعنة الجوع والدماء

في قلب القاهرة القديمة، يعود بنا الكاتب إلى “الشدة المستنصرية”، تلك المجاعة التاريخية التي أكل فيها البشر بعضهم لينجو. وسط هذا الخراب، ظهرت عائلة التلمساني، التي نجت لكنها دفعت ثمنًا باهظًا: لعنة دموية توارثتها الأجيال. تنتقل القصة إلى الحاضر، حيث يستمر الأحفاد في إقامة طقوس العيد القديم؛ طقوس مظلمة تذكّرهم بما فعله أسلافهم لينقذوا أنفسهم من الموت جوعًا. لكن اللعنة لا تعرف الرحمة، وهي على وشك أن تبتلع العائلة بالكامل ما لم يظهر “المخلّص” الذي سيكسر سلسلة الدماء. قصة تحمل عبق التاريخ ورعبه، حيث الماضي لا يموت بل يراقب أحفاده في كل احتفال.

 

• كرسي عرفان – حين يصبح السحر مقعدًا للجنون

عرفان شاب متمرد يرفض حياة والده الإمام الزاهدة، ويبحث عن القوة عبر السحر الأسود. يبدأ رحلة تعلم الطقوس المحرمة حتى يصبح واحدًا من أخطر السحرة. لكنه لم يكتفِ بما تعلمه، فصنع كرسيًا مسحورًا محفورًا عليه أسماء ملوك الجان، ليخضعوا لأوامره. ما لم يدركه عرفان أن القوة المطلقة تأتي بثمن قاتل، فبدأت الأرواح تنتقم، وانقلب السحر على الساحر. لم ينتهِ الكرسي مع موت صاحبه، بل ظل شاهدًا على خطايا البشر، ينتظر من يجلس عليه ليعيد دورة الرعب من جديد.

 

• الخنفساء الذهبية – لعنة الفراعنة تعود للحياة

منزل أثري مملوك لرجل أجنبي يموت فجأة في حادث غامض، ليصبح معروضًا للبيع. تشتريه عائلة آسر، باحثة عن حياة جديدة في منزل قديم، لكنهم يجدون داخله قطعة أثرية صغيرة: جعران ذهبي. ما يبدو كتحفة فرعونية يتحول إلى مفتاح للعنة قديمة، تبدأ سلسلة من الحوادث المروعة، وتتحول حياة العائلة إلى كابوس مستمر. يواجه آسر لغزًا يربط الحاضر بتاريخ لم ينسَ أبدًا، حيث تذكّرنا القصة أن الآثار ليست مجرد تاريخ جامد، بل أبواب مفتوحة لعالم آخر.

 

• أزياء تنكرية – أرواح خلف الأقمشة

في أحد أحياء القاهرة الراقية، يقف محل للأزياء التنكرية يبدو عاديًا من الخارج، لكنه يخفي أسرارًا وراء كل زي قديم. هذه الأزياء ليست مجرد ملابس، بل تحتوي أرواح أصحابها السابقين، أرواح تبحث عن الانتقام. العامل بالمحل ظلّ صامتًا طويلًا، يراقب الزبائن المتكبرين وهم يختارون ملابسهم بلا اكتراث. حتى حانت اللحظة المناسبة، وبدأت الأزياء تتحرك بأوامر خفية، لتتحول حفلات التنكر إلى ساحة للدماء. قصة قصيرة لكنها حادة كسكين، تُظهر أن الماضي قد يخفي نفسه خلف قناع، لكنه لا يختفي أبدًا.

 

• نمرة ستة – لعنة الطفولة المفقودة

سعاد طالبة جامعية تظن أن رعب السكن الجامعي مجرد مزحة. لكن الظواهر المريبة تتصاعد، لتكتشف أن الأمر يتصل بطفولتها. مع صديقاتها، تبدأ رحلة كشف أسرار “منزل نمرة ستة”، المنزل المهجور الذي لعبن فيه صغيرات. اللعنة التي أصابتهن تجعلهن يشاهدن مشاهد موتهن البشعة مسبقًا. بين أيدي الشيخة أم خضر، يحاولن إغلاق بوابة الشر، لكن كل باب يُغلق بثمن. “نمرة ستة” ليست مجرد قصة عن الأشباح، بل عن الخوف الكامن في ذكرياتنا، والندم الذي يلاحقنا حتى آخر لحظة.

 

•ختامًا

“بيت التلمساني” كتاب لا يقدّم الرعب كحبكة تقليدية، بل كرحلة عبر العصور والأماكن والرموز، حيث يتشابك السحر والتاريخ والنفس البشرية في شبكة من الأسرار. ستجد نفسك أمام قصص تعكس جانبًا مظلمًا من الإنسان، وتشعل فضولك لتقرأ الصفحة التالية مهما كان الخوف. إنه كتاب لمن يحبون الرعب الذكي، حيث لكل لعنة أصل، ولكل سرّ ثمن.

 

بيت التلمساني – ندى محمد الشناوي