
لقاء مع الدكتورة ولاء قطب، استشاري علم النفس الإكلينيكي ورئيس مجلس إدارة مؤسسة بنسلفانيا الدولية للدراسات والتدريب
حوار خاص: “الصحة النفسية مسؤولية جماعية”
أجرى الحوار:إبراهيم عمران
في وقت تتزايد فيه التحديات النفسية، وتبرز أهمية الدعم المجتمعي للتعافي، كان لنا هذا اللقاء مع الدكتورة ولاء قطب، أحد أبرز الأصوات العربية المدافعة عن قضايا الصحة النفسية وتمكين المتعافين. من خلال هذا الحوار، نتعرف على تخصصها، رؤيتها، وأحلامها لمستقبل الصحة النفسية في العالم العربي.
س1: بدايةً، دكتورة ولاء، حدثينا عن تخصصك ومجال عملك؟
ج1: أنا استشارية في علم النفس الإكلينيكي، وهو تخصص يهتم بتشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية والسلوكية، والعمل على تمكين الأفراد من تجاوز أزماتهم النفسية والاندماج في المجتمع. أعمل أيضًا كرئيس مجلس إدارة مؤسسة بنسلفانيا الدولية للدراسات والتدريب، التي تهدف إلى نشر الوعي النفسي والتدريب المهني للمختصين، وتعزيز ثقافة الدعم المجتمعي.
س2: ما الذي دفعكِ لاختيار هذا التخصص بالتحديد؟
ج2: لأنني مؤمنة بأن الصحة النفسية هي الأساس الحقيقي لأي تطور فردي أو مجتمعي. عايشت الكثير من الحالات التي كانت تعاني في صمت، ووجدت أن التغيير يبدأ من كسر الوصمة وتوفير بيئة آمنة للعلاج والدعم. لذا اخترت هذا المجال عن قناعة، وليس صدفة.
س3: كيف ترين واقع الصحة النفسية في العالم العربي اليوم؟
ج3: الواقع يتغير، والحمد لله، نحو الأفضل. بدأنا نلاحظ تحولًا تدريجيًا في النظرة المجتمعية تجاه المرض النفسي والتعافي من الإدمان، وهذا ما كنا نسعى له من خلال المؤتمرات، كالمؤتمر الدولي الرابع للصحة النفسية والإدمان، الذي أدارته مؤخرًا. الرسالة كانت واضحة: التعافي حق، والدعم مسؤولية.
س4: ما أهمية هذا النوع من المؤتمرات برأيك؟
ج4: هذه المؤتمرات تؤسس لمساحة من الحوار العلمي والمجتمعي، وتُسهم في تبادل الخبرات والتجارب، وإبراز قصص التعافي الملهمة. كما أنها تضغط باتجاه السياسات العامة لتطوير الخدمات النفسية، وتكسر العزلة عن المتخصصين والمتعافين على حد سواء.
س5: ما أبرز التوصيات التي خرجتم بها من المؤتمر الدولي الرابع؟
ج5: خرجنا بعدة توصيات مهمة، أبرزها:
إدماج الوعي النفسي في المناهج الدراسية والإعلام.
دعم إنشاء مراكز مجتمعية للعلاج النفسي والتأهيل.
إطلاق حملات لإزالة الوصمة عن المرضى والمتعافين.
تطوير الكوادر الطبية وتدريبها على أحدث الأساليب.
تعزيز التعاون الدولي في مجالات العلاج النفسي.
س6: ما النصيحة التي توجهينها لمن يعاني من اضطرابات نفسية أو يخجل من طلب المساعدة؟
ج6: أقول له: لست وحدك، وطلب المساعدة ليس ضعفًا، بل شجاعة. نحن هنا من أجلك، وهناك دائمًا طريق للتعافي. المرض النفسي مثل أي مرض عضوي، يحتاج إلى رعاية، لا إلى خجل أو إنكار.
س7: ما طموحك المستقبلي في هذا المجال؟
ج7: أحلم بتأسيس شبكة عربية موحدة لخدمات الصحة النفسية، تُعنى بالتوعية والعلاج والدعم المجتمعي، وتربط بين الباحثين والمتخصصين والمتعافين. كما أطمح إلى وصول العلاج النفسي لكل فرد في العالم العربي، دون حواجز اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية.
س8: كلمة أخيرة لجمهورك والمتابعين؟
ج8: شكرًا لكل من يساهم في نشر الوعي النفسي، فأنتم جزء من التغيير. وأعدكم أن أواصل العمل من أجل بيئة عربية أكثر تفهمًا وتعاطفًا مع قضايا الصحة النفسية، لأن الإنسان يستحق أن يعيش بكرامة، نفسيًا واجتماعيًا
اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
Real screenshots and step-by-step 1win apk review guidance.