العاصمة

قراءة نقدية في قصيدة “الليل الغزاوي”

0

قراءة نقدية في قصيدة “الليل الغزاوي”للشاعرلزهردخان

بقلم:chat gpt

متابعة/لزهردخان

✒️ المقطع الأول

**حَلَلتُ عَلَى الليلِ الغَزَّاوِي يَدُلّنِي

يَا لَيلُ لَطَالَمَا أَسْعَدَتْنِي الأَحْزَانُ**

الشاعر يدخل إلى الليل الغزاوي وكأنه باب الحكمة والإرشاد.

يخاطب الليل في صورة صديق قديم، ويعترف أن الأحزان رغم قسوتها كانت تمنحه معنى ورضا داخليًا.

في غزة، الحزن ليس ضعفًا بل طريقًا إلى الصمود.

**فَقَالَ وَقَدّ أَرْشَدّنَاكَ فَصِرّتَ سَاهِراً

وَإِنَّا قَدّ أرْشَدّنَا الرِجَالُ وَالنّسْوَانُ**

الليل يجيبه: “لقد دللناك، وجعلناك تسهر”.

السهر هنا رمز ليقظة الضمير والفكر.

الرجال والنساء جميعًا شاركوا في هذا الإرشاد → إشارة إلى أن غزة كلها مدرسة، رجالاً ونساءً، كبارًا وصغارًا.

**تَعُودُ حَتَّى إذَا كَانَ العَودُ لَا يُحْمَدُ

فَعُقّبَى الدَّارِ فِي الدَّارِ حَتَّى الرُوحُ تَصْعَدُ**

البيت يكشف عن دورة الألم: العودة للحزن والمعاناة حتى لو لم تعد محمودة.

لكنه يربط ذلك بالقدر: “عقبى الدار في الدار حتى تصعد الروح” → أي أن النهاية شهادة وارتقاء.

**وأقسم ليل غزة:

واللَّهِ مَا خَيّمَنا إلَّا خِشيةَ أنّْ يُهلكَ ضَوءُ الزّيفِ نُورَ عُيوُنِكم**

هنا القسم يعطي الليل شخصية حية.

الليل لم يأتِ بالخوف، بل بالخيمة ليحجب زيف الضوء (الكذب الإعلامي، الوهم السياسي) كي يحافظ على نور البصيرة الفلسطينية.

**وَذَكَّرَ بِوَصَايَا القُدّسِ :

ضَعّ السَّهمَ فِي الكَنَانَةِ

وَرُدّ السَيفَ لِلغِمْدِ

إنَّ السَلَامَ أمَانَة

وَإنَّ السِيَاسَة معْبرٌ لِلغَدِ

سَل السَّاسَة عَن الأَمَانَةِ

وَعَنْ رُشّْدٍ بِدُونِ حَفّدٍ**

القدس تُلقي وصاياها عبر ليل غزة.

تذكير بالثنائية: السلام أمانة لكن السياسة يجب أن تكون رشيدة بلا خيانة ولا تبعية.

السهم والسيف رموز الاستعداد، لكنها توضع في مكانها → ليس تهورًا ولا خضوعًا، بل حكمة مقاومة.

**وَأَعَادَ الليل الغَزَاوِي تَلثِيمُ الشَهِيد وَأَنْطَقَهُ:

فقال: أذْكُرنِي فَأَنَا ذَاكَ الأَتِي

شَهِيرٌ أَنَا بِالثَبَاتِ

أذكُرنِي كَمَا يَفْعَلُ التَاريخُ

غَزَّاوي أَنَا وَأُذْكَرُ كالأتِي: الشَهِيد حَبيبُ اللهِ

وَغَزَة وَالقُدس وَمُدُن فِلسطِين حَبِيبَاتِي**

الذروة الأولى في النص: الليل يجعل الشهيد يتكلم.

الشهيد يقول: اذكروني بالثبات، كما يذكرني التاريخ.

الشهيد هنا ليس فردًا، بل رمز جامع لفلسطين كلها، حبيب الله وحبيب الأرض

📌 هل تحب يا صديقي أن أواصل بنفس الأسلوب مع المقطع الثاني والثالث مباشرة، أم نتوقف هنا أولاً لتتأمل المقطع الأول كاملًا؟✒️ المقطع الثاني

**حَلَلتُ عَلَى الليلِ الغَزَّاوِي يَدُلّنِي

فَفَهِمْتُ إنهَا عَظمَتْ**

الشاعر يعود مرة أخرى للليل الغزاوي.

هذه المرة يدرك أن غزة ليست مجرد مدينة، بل عظمة متجسدة، رمز للكبرياء الذي لا يُقهر.

عَظُمَتْ فَإسْتَعْصَتْ عَلَى جَمِيعِ المَوتَاتِ

غزة تعظّمت حتى صارت أقوى من الموت

رغم الحصار والقصف والمجازر، فإن موتها يختلف: هو استشهاد لا هزيمة.

**وَمَاتَتْ كَالمُعتَادِ مَوتَتَهَا

إِسْتَشْهَدَتْ غَزَّةَ بِرُمْتِهَا**

موت غزة “موت معتاد”، لأنها اعتادت الشهادة، كما لو أنها ولدت لذلك.

هنا المفارقة: ما هو مأساوي يصبح طبيعة حياتها اليومية.

**لَمّ تَعدْ إِلى الحزنِ مُحْتَاجَة

وَلَمّ تَدّعُو المُشَيعِين إِلى جَنَازَتِهَا**

غزة لا تحتاج بكاء الآخرين، ولا تحتاج مشيعين.

موتها موت مكتوب، مقدّس، لا جنازة له، بل ارتقاء وصعود.

**عُصِمَتْ فَلَمّ تُخْطأ حِينَ مَاتَتْ مَوتُ المَكْتُوبِ

إِرتَقَتْ مِن الأرضِ إِلى السَمَاءِ**

موتها معصوم، أي قدر إلهي لا يُعاب.

الاستشهاد هنا ارتقاء، صعود روح من الأرض إلى السماء.

هذا تصوير قرآني الطابع، يجعل من غزة شهيدةً جماعية.

إِرتَقَتْ فَتَحَاسَدَ الأَعْدَاء

مشهد عجيب: حتى الأعداء يغبطونها لأنها بلغت مقامًا لا ينالونه.

كأن عظمة الشهادة في غزة تحوّل عدوها إلى حاسد.

✒️ المقطع الثالث

**حَلَلتُ عَلَى الليلِ الغَزَّاوِي يَدُلّنِي

فَفَهِمْتُ أنني قَدّ بَخَلْتُ**

مرة ثالثة يعود للليل، لكن هذه المرة ليتهم نفسه

يعترف بأنه بخل على غزة بالكلمة

**بَخَلْتُ ومَا سَهرتُ مَعَ اليُراعِ مُطولاً

بَخَلتُ وليتنِي كَرِهْتُ النَومَة وَالغَفْوَة**

لو أنه كتب أكثر وسهر أطول… لكان أبرّ بغزة.

يتمنى لو أنه كره النوم، لأن النوم صار عنده خيانة صغيرة في حق غزة.

**تُغرنِي عَلَى شَوَاطِيءِ غَزَّة سَهرَة

وَقَلمُ الرَصَاصِ وَالرَصَاصِ وَالمَدَامِعُ مِحْبَرَة**

على شواطئ غزة يغريه السهر، لأن هناك القلم يقاتل مثل الرصاص.

المدامع نفسها تتحول إلى محبرة، أي أن الدمع حبر كتابة وصمود.

**أمَّا الدَّم فَلَا أكتُبُ بهِ بقَدرِ مَا أقرأ لَهُ

وَقَدّ كَتَبَ الدَّم فِي الجِهَادِ وَالعَسْكَرَة**

الشاعر يعترف أن دمه لم يُسفك بعد، لكنه يقرأ لدم الشهداء.

الدم هناك كتب بالفعل، كتب في الجهاد والمقاومة.

هذا تواضع شعري نبيل: الشاعر لا يضع نفسه في مقام الشهيد، بل يكتفي بأن يكون قارئًا وناقلًا لصوت الدماء.

📌 الخاتمة:

بهذا ينهي النص على تواضع الشاعر أمام الشهداء: هو يكتب بالحبر والدمع، بينما هم كتبوا بالدم.

غزة ارتقت، والأعداء حسدوها، والشاعر بقي شاهدًا، يلوم نفسه لأنه لم يسهر كفاية ليكتب لها، لكنه في النهاية سجّل وصيتها في قصيدة “الليل الغزاوي”.

نص القصيدة

حَلَلتُ عَلَى الليلِ الغَزَّاوِي يَدُلّنِي

يَا لَيلُ لَطَالَمَا أَسْعَدَتْنِي الأَحْزَانُ

فَقَالَ وَقَدّ أَرْشَدّنَاكَ فَصِرّتَ سَاهِراً

وَإِنَّا قَدّ أرْشَدّنَا الرِجَالُ وَالنّسْوَانُ

تَعُودُ حَتَّى إذَا كَانَ العَودُ لَا يُحْمَدُ

فَعُقّبَى الدَّارِ فِي الدَّارِ حَتَّى الرُوحُ تَصْعَدُ

وأقسم ليل غزة:

واللَّهِ مَا خَيّمَنا إلَّا خِشيةَ أنّْ يُهلكَ ضَوءُ الزّيفِ نُورَ عُيوُنِكم

وَذَكَّرَ بِوَصَايَا القُدّسِ :

ضَعّ السَّهمَ فِي الكَنَانَةِ

وَرُدّ السَيفَ لِلغِمْدِ

إنَّ السَلَامَ أمَانَة

وَإنَّ السِيَاسَة معْبرٌ لِلغَدِ

سَل السَّاسَة عَن الأَمَانَةِ

وَعَنْ رُشّْدٍ بِدُونِ حَفّدٍ

وَأَعَادَ الليل الغَزَاوِي تَلثِيمُ الشَهِيد وَأَنْطَقَهُ:

فقال: أذْكُرنِي فَأَنَا ذَاكَ الأَتِي

شَهِيرٌ أَنَا بِالثَبَاتِ

أذكُرنِي كَمَا يَفْعَلُ التَاريخُ

غَزَّاوي أَنَا وَأُذْكَرُ كالأتِي: الشَهِيد حَبيبُ اللهِ

وَغَزَة وَالقُدس وَمُدُن فِلسطِين حَبِيبَاتِي

2

حَلَلتُ عَلَى الليلِ الغَزَّاوِي يَدُلّنِي

فَفَهِمْتُ إنهَا عَظمَتْ

عَظُمَتْ فَإسْتَعْصَتْ عَلَى جَمِيعِ المَوتَاتِ

وَمَاتَتْ كَالمُعتَادِ مَوتَتَهَا

إِسْتَشْهَدَتْ غَزَّةَ بِرُمْتِهَا

لَمّ تَعدْ إِلى الحزنِ مُحْتَاجَة

وَلَمّ تَدّعُو المُشَيعِين إِلى جَنَازَتِهَا

عُصِمَتْ فَلَمّ تُخْطأ حِينَ مَاتَتْ مَوتُ المَكْتُوبِ

إِرتَقَتْ مِن الأرضِ إِلى السَمَاءِ

إِرتَقَتْ فَتَحَاسَدَ الأَعْدَاء

3

حَلَلتُ عَلَى الليلِ الغَزَّاوِي يَدُلّنِي

فَفَهِمْتُ أنني قَدّ بَخَلْتُ

بَخَلْتُ ومَا سَهرتُ مَعَ اليُراعِ مُطولاً …

بَخَلتُ وليتنِي كَرِهْتُ النَومَة وَالغَفْوَة

تُغرنِي عَلَى شَوَاطِيءِ غَزَّة سَهرَة

وَقَلمُ الرَصَاصِ وَالرَصَاصِ وَالمَدَامِعُ مِحْبَرَة

أمَّا الدَّم فَلَا أكتُبُ بهِ بقَدرِ مَا أقرأ لَهُ

وَقَدّ كَتَبَ الدَّم فِي الجِهَادِ وَالعَسْكَرَة


اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار