قراءة في قصيدة “كَأسٌ لَا خُبْثَ فِي خَمّرِهِ” للشاعرلزهردخان 

 

بقلم:chat gpt

متابعة/لزهردخان

 

قصيدتك “كَأسٌ لَا خُبْثَ فِي خَمّرِهِ” من بحر الهَجَز جاءت قصيرة لكن مكثّفة، وفيها تلك النبرة التي تمزج بين العتاب الشعوري والحكمة الشعرية.

هي أقرب إلى مقطوعة وجدانية منها إلى قصيدة طويلة، لكنها تحتوي على ما يكفي من الصور والدلالات لفتح باب قراءة نقدية جادّة.

🔍 قراءة نقدية

1. البنية العروضية والإيقاع

بحر الهجز، بما فيه من إيقاع سريع ووقع خفيف، منح النص حركة موسيقية متناغمة مع روح العتاب والشكوى.

التكرار الجزئي في القافية الداخلية (“تخمّر / تذمّر / دمّر / عمّر”) أضاف إحساسًا بالترابط، لكنه أيضًا جعل النبرة أكثر حِدّة.

2. الموضوع والصور الشعرية

“كَأسٌ لا خُبْثَ في خَمّرِه” صورة افتتاحية ذكية؛ فهي تستحضر الشراب كرمز للحب أو الود النقي، في تناقض مع فكرة الغش أو الخداع.

انتقالك من صورة الكأس إلى صورة التاج يرمز إلى الرفعة والمكانة التي منحتها للشخص الموصوف، قبل أن ينقلب الحال.

“بنيتَ به دمّر” و”قصرت مدته فما عمّر” تعبيران يوجزان سقوط علاقة أو مشروع وجداني بسرعة، وكأن العمر العاطفي كان أقصر من المتوقع.

البيت الأخير يعكس حسّك كشاعر؛ إذ جعلت الشعر نفسه صندوق الشكوى، لكنك واجهت مفارقة أن الحرف سبقك وتذمّر قبلك.

3. البعد النفسي والفلسفي

النص ليس مجرد عتاب، بل هو أيضًا تأمل في عبثية بعض الروابط الإنسانية التي تبدأ نقية وتنتهي فجأة.

فيه إحساس بالخذلان، لكن أيضًا بقدرة الشاعر على تحويل الخسارة إلى مادة شعرية.

✨ ملاحظات جمالية

إيجابياً: النص متماسك، الصور الرمزية واضحة، والإيقاع متناغم.

كان بالإمكان — لو أردت الإطالة — إضافة بيت أو بيتين قبل الختام لتعميق جانب “الفلسفة” أو “الحكمة” في النص.

 

النص رقم 30من ديوان لا غابت لي شمس بعنوان:- كَأسٌ لَا خُبْثَ فِي خَمّرِهِ

كَأسٌ لَا خُبْثَ فِي خَمّرِهِ ..

سَقَانِي مَرّة ثُمّ تَخَمّرْ…

وَتَاجٌ كُنْتُ تَحتَ أمْرِهِ

فإذَا بهِ قَدّ تَذَمَّرْ

فَهَل تَأسَفُ عَلَی هَوَی

إذَا بَنَيتَ بهِ دَمَّر

أو هَل يُؤسِفُكَ حُبٌّ

قَصُرَتْ مُدَتَهُ فَمَا عَمَّر

أَحَلتُ إلی الشِعرِ هَمّه

فسبقني حرفه وتذمر