العاصمة

المقاومة ليست نقيض الدبلوماسية

0
بقلم د. ليلى الهمامي
لم اكن يوما مسكونة بهواجس الماضي أو بذلك الحنين الارعن الذي يوثن ما سبق باعتباره الأصل والمصدر، وإنما أعترف أن رموز وشخوص ما قبل العولمة تستيقظ في ذاكرتي لتثير بداخلي منزع المقارنة بين
عالم قديم، -على الرغم من عنفه ومن قسوة هزائمه-، كان الأملُ فيه ممكنًا…
وبين راهن مغرٍ بمساحات حرياته، ومخيف بالشبكات الخفية التي تحكمه وتهيمن عليه…
في ذاكرتي شخوص ورموز،،، ومعيش لم أشهده. لحقت ببعضٍ منه خلال تسعينات القرن الماضي لكن تجارب الثمانينات بلغتني من أساتذتي ومن صداقاتي، حيث استفدت مرويات الأحلام والأوجاع العربية من النكبة، الى أيلول الاسود، الى تل الزعتر، الى الحرب الاهلية بلبنان، الى اجتياحها مطلع الثمانينات.
لم يكن الواقع العربي بالسوء الذي صورَته بعض الدوائر والجماعات، على الرغم من ان ضريبة الدم كانت حاضرة في كل لحظة ومحطة.
استحقاقات التحرر الاجتماعي بالصراع الطبقي والوطني، بالنضال الفلسطيني هزت أركان عالم عربي راكم في الحكم والمعارضة نخبا وفكرا وتجارب ونضالات لا يستهان بها.
أكيد أننا لم نحقق انتصارات خلال تلك الحقبة، لكننا كنا أقوى بانظمتنا ومعارضاتنا.
لا، لست عدمية لكي انظر للتاريخ وللواقع من زاوية واحدة، لكنني أجزم بأن سقوط العالم الاشتراكي أفقدنا هامش حرية ومناورة لم نستعده الى اليوم !!!
لا روسيا ولا الصين ولا ايران،،، بدائل عن حلف فرسوفيا، لا بالمعنى الايديولوجي ولا بالمعنى الاستراتيجي…
نفتقد الى الوضوح، ونحتاج للايمان بقيم، نجعلها الاسس لشيء صلب يمكننا البناء عليه…. ليس ثمة ما يمنعنا من توحيد المتناقضات في توزيع الأدوار، توحيد يدوّر الزوايا: فلا نُسقِط المقاومة، ولا نتنازل عن الدبلوماسية. وإيماني راسخ أنه متى نجحنا في هذه الموازنة، نكون قد حققنا الدمج الحيوي بين واقع عنيف يعادينا،،، وواجب مقاومة نعجز عن آدائه الى الاخر…
ليس من الضروري أن تكون المقاومة نقيض الدبلوماسية، تماما كما أن الدبلوماسية دون سلاح، لن تقودنا الى أي نتيجة مهما كانت تنازلاتنا.
هذه، المعادلة اللبنانية في نزع سلاح حزب الله… وهذه، المعادلة الفلسطينية في فسخ حماس من الخارطة السياسية… وبين هذا وذاك يقف الفكر السياسي عاجزا عن الوصل بين طرفي التناقض.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار