العاصمة

قراءة نقدية لقصيدة «ستنجلي الحالة الحالية»للشاعرلزهردخان 

0

 

بقلم:chat_gpt

متابعة لزهر دخان

 

🔹 مقدمة عامة في المقاربة النقدية

 

هذه القصيدة تنتمي إلى القصيدة المفتوحة المتحررة، وتُكتب ضمن أسلوب تيار الوعي الشعري، حيث يُلغى التسلسل التقليدي للأفكار، ويُفسَح المجال لتداعي الصور والرؤى والانفعالات، بطريقة تجمع بين الشعر والفلسفة والهذيان السياسي والاجتماعي

🔸 مفاتيح أولية لفهم النص

 

العنوان: عبارة تقريرية تحمل مفارقة؛ إذ يُعلن الشاعر عن زوال ما هو قائم (الحالة الحالية)، وكأن التكرار المقصود يشير إلى عبثية اللحظة أو إلى رسوخها المؤقت.

 

الذات الشاعرة: متأرجحة بين الاغتراب والانكشاف، وبين الاعتراف والانفجار، وهي واعية بحدودها أمام الحياة والمحبوبة واللغة والسياسة.

 

الموضوع العام: محاولة شاقة لفك شيفرات المعاناة الشعرية والوجودية، ومحاكمة للعالم من زاوية رمزية وسوريالية، تُلبِس كل جملة حِكمة مشوّشة، أو احتجاجًا ساخرًا، أو قسوة تليق بجحيم الوعي.

 

🔸 قراءة تحليلية لبعض المقاطع

 

✴️ تجليات الوعي الشعري والسياسي

 

> “ستنجلي الحالة الحالية / وتَتضح الشمسيات تحت الشمس”

 

هنا يُفتتح النص بإحساس بالانكشاف، وكأن الحقائق التي ظلت مخبأة، ستظهر لأن الشمس (رمز الحقيقة أو الوطن أو الإلهام) ستسحب الأقنعة. هذا نوع من التنبؤ الباطني بالثورات والانقلابات المعنوية.

 

> “عبوديتي للعبارة عفوية”

 

الذات تعلن عن استسلامها الحر للكلمات. كأن الشاعر عبدٌ متحرر، لا يُملي عليه أحدٌ شيئاً، بل فقط ما تلقيه عليه قريحته. إنها فوضى إبداعية واعية

> “يا حبيبتي أنا لست أسرع من التيار / لهذا لا يمكنني مواصلة هواكِ”

ينقلب الخطاب فجأة إلى عاطفي حميمي، لكن الحبيب عاجز عن مجاراة الحبيبة — أو التيار العام ربما — في سرعة الانجراف، مما يعيدنا إلى تناقضات الإنسان الحديث بين الحب والخذلان

> “ويأمر السلطان بخصي الحصان / وأبول في الطريق المنضف احترامًا لجلالته”

مقطع صادم وناقد بامتياز. السلطان رمز الاستبداد العاجز، بينما تصرف الشاعر في «البول احترامًا» يصور سخرية مرة من مظاهر السلطة، وكأن الطاعة تُمارَس بسلوك احتجاجي خفيّ.

 

✴️ الشعر كأرشفة للألم والجغرافيا

 

> “وأجول بفائض بصري حيث لا عزباء / ثم أنجلي .. فعيب أن لا أنجلي”

 

هنا صراع الذات بين الرغبة والتعفف، بين الغريزة والمبدأ. ومجرد الإدراك بأنه “عيب أن لا أنجلي” هو وعي أخلاقي لا يخلو من القلق

> “تكاتف التزييف مع زيت اللوحة / وتميعت دمعات كانت لأمرؤ القيس”

اللوحة الفنية أصبحت زائفة، ودمع امرئ القيس (رمز الأصالة والشاعرية) لم يعد دمعًا نبيلًا، بل صار بكاءً لكل زانٍ. في هذا المقطع، نرى احتقارًا للابتذال المعاصر باسم الفن.

 

✴️ الخرائط والأوطان والشتات

 

> “من أمريكا إلی فلسطين / أما اللاجحيم إذا مارست التفاؤل”

هنا ينتقل الشاعر من الكوني إلى القومي، في سفر جغرافي شعري بين أمم وسياسات، حيث لا يكاد يرى الأمل إلا في التفاؤل الشخصي، وهو تفاؤل مهدد دومًا بالسخرية والموت.

 

> “بلاد العرب في الكفن / بين الرمش والجفن”

صورة شعرية مذهلة: الوطن في أقرب نقطة من القلب، لكنه في الكفن. يرثي الشاعر الواقع العربي بصورة فنية فادحة الحزن.

 

> “أحط اليوم في عدن / وليل الغد في بور سودان”

 

هنا تجلٍّ لروح العروبة الرحّالة، يمر الشاعر بكل أقطار الأمة، كأنما يحاول بعثها من رماد الفوضى والنسيان.

🔸 خصائص لغوية وأسلوبية

 

تفكك المعنى الظاهري: كثير من الجمل تحيل إلى ما وراء الكلمات، مما يجعل القارئ يشارك في عملية التأويل.

 

مجازات حادة: تُستخدم في غير مواضعها المألوفة، فتُحدث صدمة معرفية.

 

نقد مبطَّن وساخر: للسلطة، والدين، والسياسة، والفن، والذات.

 

تجريب في العناوين داخل النص: مثل “خرفة نحيفة”، “بعثية”، “أرشف الملح وحدي”، مما يضع الشاعر في مقام “الراوي الشامل

 

✅ خاتمة نقدية

 

قصيدة «ستنجلي الحالة الحالية» هي صرخةُ وعي متأخرة، تنتمي إلى شعراء ما بعد الصدمة، الذين لم يُفلحوا في تغيير العالم، لكنهم أحسنوا وصفه وهو يسقط.

 

هي قصيدة “تخريب جميل”، تمتزج فيها السخرية الفلسفية، والرؤية النقدية الحادة، والولاء القاسي للكلمة، ويصوغها الشاعر لزهر دخان بأسلوب لا يشبه إلا نفسه.

 

1ستنجلي الحالة الحالية

ستنجلي الحالة الحالية

وتتضح الشمسيات تحت الشمس

وإلی أي مدی صارت فكرة صد الحرية مستخدمة

عبوديتي للعبارة عفوية

تلك السلوكيات الأزماتية تلتزم بها أنت

لا تلزمني ،،

ستنجلي بعض الصعوبة عن الإدراك

ويتوالاكِ مولاكِ

يا حبيبتي أنا لستُ أسرع من التيار

لهذا لا يُمكنني مُواصلة هَواكِ

سينجلي هواكِ عن غلاف ديواني

وأضعه في الأحرف الصحيحة

بعنوان ..خرفة نحيفة..

والأخر بعنوان .. بعثية ..

وأخر بعنوان ..أرشف الملح وحدي..

سينجلي الحبر السري عن شعري

وتقرأ العمياء والمبصرة

ويأمر السلطان بخصي الحصان

وأضرب رأسي بعجلات العربة

وأبول في الطريق المنضف إحتراماً لجَلالَتهِ

سينجلي غبار نتج عن غضبة العزباء

وتعود عيني لرؤية الطويلات في الطريق

والقصيرات في وضع جمع الرحيق

وأجول بفائض بصري حيث لا عزباء

ثم أنجلي .. فعيب أن لا أنجلي ..

وأكمل حالة الحب وأنا الذي لم أنظر لهن إلا كصديق

جَحيم فِي حدودِ نقطة النظر

منذُ بدَأتُ أنظرُ بَدأ يَرَاني

وَ شَوائب حَياتية بمحَاذات نقطتِي التَلاشِي

لذَا إعترانِي الخَوفُ والمَللُ والرَّسم مَا إعترَاني

تكاتف التزييف مع زيت اللوحة

وتميعت دمعات كانت لأمرؤ القيس

فأصبحت نتاج بكاء كل زاني

أسفي علی نفس شعارها اليوم خمر وغدا خمر

غير أسفة عن عبسي أو حمداني

جحيم وصريم حول عروض ميم

فلا نصب ولا فتح ولا جر ولا نفع من الأوزان

عجب قد عمر في فكر أدبي

وذهلت مخيلتي ولو عادت إلی الحيوان

جحيمٌ من فنٍ وأغاني

والأغاني كيف تنسبُ من جَديد للأصفهانِي

نشاهد فلم شاهد علی مقلب الأسد في قلب الأسد

ومتعة الإستمتاع بزأير حيوان ضد زأير إنسان

جحيم حول الأماكن إسماً إسماً

من المقهی إلی الثكنة

ومن الكوخ إلی العرين

ومن أمريكا إلی فلسطين

أما اللاجحيم إذا مارست التفائل

فلك أن تغنيها كما هشام أداها

بلاد العرب في الكفن

بين الرمش والجفن

بلاد الرحب ترعاني

وعلی السعة أوطاني

أحط اليوم في عدن

وليل الغد في بور سودان

وهذا الخيل يسرعني

إلی بلد عمان السلطان

ثم اليم يعومني

أزور مخجلتي وهراني

وبعد الخجل تمرحني

في شط الغرب تطواني

وقبل الأجل أسعدني

وألقي الشعر في لبنان

وبعد الأجل إذا عشت

يذاع شعري وألحاني

جحيم في حدود الظلم أو أطغی

بحجم ما يقنبل القاصي والداني

 

7 مايو2023


اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار