العاصمة

قراءة نقدية في قصيدة “النيل الأحمر” للشاعر لزهر دخان 

1

بقلم :chat gpt

متابعة /لزهردخان

 

من ديوان “لا غابت لي شمس”

• 🟥 التوطئة:

• كتب الشاعر لزهر دخان قصيدته “النيل الأحمر” في لحظة فارقة من تاريخ السودان، مع بداية الحرب بين جناحين عسكريين يتنازعان على السلطة: “قوات الدعم السريع” بقيادة حميدتي، و”الجيش النظامي” بقيادة البرهان. لم يكن الصراع مجرد اقتتال داخلي، بل بدا كتمثيل صارخ لانفجار الدولة من داخلها. أمام هذا المشهد، ينهض النص كوثيقة أدبية دامغة، تأبى أن تصمت حيث يصمت العقل.

• 🧱 البنية النصيّة:

• تنبني القصيدة على هيكل مركّب شعريًا ومعنويًا، يحتكم إلى وحدة الموضوع وتعدّد الصور والرموز. تتكرر فيها بعض الأبيات بشكل متعمّد – كتكرار البيت الأول في الختام – مما يمنحها إيقاعًا دائريًا يُعبّر عن مأساة تتكرر وتعيد نفسها في عالم عربي موصوم بالخراب.

 

“سَيفٌ فِــي غَرَابَةِ أَمْرِهِ عِدَّةُ أَطْوَارٍ

تَنْصَحُهُ بِالحَرّبِ يَــرّدَعْكَ بِالحِوَارِ”

 

هذا المطلع يفتتح القصيدة بصورة مزدوجة للسيف، بين طبيعته العدوانية وغرابة أطواره، كأنه يشير إلى القيادات المتقلبة، التي تخلط بين الحرب والسلام بلا وعي أو مسؤولية.

• 🩸 ثيمة الدم والخذلان:

• يحضر النيل الأحمر رمزًا متحولًا: من نهر النماء إلى دم النزاع. يتقاطع الدال الطبيعي (النيل) بالدال السياسي/الحربي (الدم)، في استعارة عميقة تُترجم مأساة الحرب الأهلية:

 

“وَجَـــرَى النَّيلُ الأَحْمَرُ فِي الـــسُودَانِ

تَـــــــعْطِيلاً لِلخَيرِ وَتَعجِيلاً لِلإقْبَارِ”

 

هنا لا يجري النهر لينبت الزرع، بل ليعطّل الخير ويستعجل المقابر. إنها لحظة قلبٍ للعناصر: الماء صار نارًا، والوطن مسلخًا.

• 🔄 ثنائية الحوار والسلاح:

• يتأرجح الشاعر بين التوصيف والتأنيب، بين التوثيق والتقريع. فالقصيدة لا تكتفي بوصف المأساة، بل تُدين الجبن السياسي، العمى العقائدي، والعدمية الأخلاقية:

 

“مُخّْجِلٌ لَا تُرَاوِدُهُ عَــــزَائِمُ اليَقَضَةِ

مُعْتَزِلٌ لَا نَبَأٌ لَهُ مِــــنْ نَـــبَإِ البَتَارِ”

 

يبدو الزعماء وكأنهم نيامٌ في العاصفة. أو، بتعبير الشاعر، “كبُر القوم تحوّف التاريخ”، فتراجعوا إلى حواشيه، تاركين الميدان للمجهول.

• ⚖️ صراع الخير والشر:

• تشتبك الرموز في القصيدة لتكوّن معجمًا أخلاقيًا حادًّا: إبليس، الكفار، الأشرار، الشيطان، الندم، الفنجان، العفاريت… كل ذلك يشكّل فضاءً جحيميًا يشبه الواقع، لكنه أفظع.

 

“صَــــرِيمٌ تَلَمّْعَتْ فِيـــــــهِ نُجُومُ الظُلّْمِ

بَـــــعْدَمَا أَعْـــيَاهَا اللمَعَانُ بِالنَّهَارِ”

 

حتى “النهار” لم يعد كافيًا لتمييز الظلم، في بلد انطمست فيه المعايير.

• 🪓 لغة القصيدة:

• تعتمد اللغة على التراكيب الفخمة، والمتقنة الإيقاع، والموشاة بالحكمة الشعرية. يتجاور السجع مع الجناس، وتتناغم الصياغات مع التصعيد العاطفي. وفي كل بيت تقريبًا، نجد صورة بلاغية مضغوطة: كناية، طباق، أو مقابلة.

 

مثلًا:

 

“لِبَعْضِ الهُرَاءِ مِلّْحُ بُـــحُورٍ وَأَوْزَانِ

وَمَـــا يُغْتَابُ بِهِ ذَوِي الكَرّ وَالفِرَارِ”

 

في هذا البيت ينتقد الشاعر أولئك الذين يزيّنون الباطل ويجعلونه شعرًا أو خطابًا عامًا مستساغًا، فيتحوّل الهراء إلى بيان.

• 🧠 المعنى المركب والتكرار الدلالي:

• البيت المتكرر في المطلع والختام:

 

“سَيفٌ فِــي غَرَابَةِ أَمْرِهِ عِدَّةُ أَطْوَارٍ

تَنْصَحُهُ بِالحَرّبِ يَــرّدَعْكَ بِالحِوَارِ”

 

هذا التكرار يؤسس لبنية التدوير في القصيدة، بحيث لا تنتهي الحرب إلا لتبدأ من جديد، ما يذكّرنا بعبثية القتال في عالم عربي يكرر أخطاءه.

• ✍️ خاتمة نقدية:

• تُعدّ قصيدة “النيل الأحمر” من أقوى النصوص السياسية/الوجدانية في ديوان “لا غابت لي شمس”. فهي لا توثق فقط لحظة الانفجار العسكري في السودان، بل تسجّل سقوطًا عربيًا عامًا في اختبار الضمير، وتغوص في فلسفة الدم والخذلان، معلنةً – بصوت الشاعر – أن النيل قد احمرّ فعلًا، لا من الطمي، بل من الضحايا

• . القصيدة التي كتبت في بداية الحرب العسكرية بين العسكريين في السودان ممثلين في قوات الجن جويد بإسمها ،،الدعم السريع.وقوات الجنرال البرهان عبد الفتاح بتسميتها ،،الجيش النظامي السوداني

• قصيدة: النيل الأحمر ، للشاعرلزهردخان ومن محتوی ديوان لا غابت لي شمس

• ****

 

• ****

 

• ****

 

• 22- النيل الأحمر

 

• سَيفٌ فِــي غَرَابَةِ أَمْرِهِ عِدَّةُ أَطْوَار تَنْصَحُهُ بَالحَرّبِ يَــرّدَعْكَ بِالحِوَارِ

 

• مُخّْجِلٌ لَا تُرَاوِدُهُ عَــــزَائِمُ اليَقَضَةِ مُعْتَزِلٌ لَا نَبَأٌ لَهُ مِــــنْ نَـــبَإِ البَتَارِ

 

• أَتُوقُ لأَحَاسِيسٍ فِي رَوعِي ذِكّْرَاهَا وَكُنَّا نُشِيدُ بِأُمِ المَعَاركِ فِي الأَخْبَارِ

 

• دُمُـــــوعُ الدَّفَاتِرِ قَدّ صَارَتْ دَائِريةً كَأَنَّ الإبْتِسَامَ لَيـــــسَ مِــنْ الأَقْدَارِ

 

• إِذَا كَـــــــبِيرُ القَوّمِ تَحَوَّفَ التَّارِيخُ مَنْ سَوّفَ يَغُوصُ فِي اللُبّ وَالجَوهَرِ

 

• السَّيفُ الـــــذِي لَبَيهِ وَسَعْدِيهِ دَوّماً لَهُ حَــدٌّ طَغَى وَحَدٌّ نَهَى عَــنِ المُنْكَرِ

 

• لَا يُسّْأَمُ مِـــنْ قَــــــولِ شَاعِرٍ وَإِنْمَا يَسْأَمُ القَـــــوَلَ شَاعِرٌ قُتِلَ مِنْ مُذَكْرٍ

 

• رَحِمَ اللهُ حَـــلالَ العِتَابِ بِأَكْـــــمَلِهِ فَـــمَا صَفَتْ العَيـــــشُ إلَّا لِلأَشْرَارِ

 

• صَـــ ــغرَتْ لِلبَصَائِرِ أَعْيُنٌ وَصَمّتْ لِلأَفْهَــــــامِ أَذَانٌ وَجَفَتْ لِلمِدَادِ بِحَارِ

 

• لَا أَدّرِي مَنْ مُخْرِجُ إِبْلِيسَ مِنَ الدَّارِ لِفَرّطِ مَا لَانَتْ الـــــــــعَزَائِم لِلكُفَارِ

 

• وَوَجَعِي الثَمينُ إذَا مَا بِعْتُهُ أوجعتُ قَلِيلُ الــــــــــوَجَعِ بِالوَجَعِ وَالإكْثَارِ

 

• إنَّ الأَقَليةَ مِنْ صُنّعِ المُــــــــقِلِ وَبِيَدِ المُكْثِرِ ثَـــبَتَتْ الأُمَمُ عَـــــلَى الشِعَارِ

 

• دَوَالَيك جَاءَ الرّيـــحُ عَلَى شَــــهْوَةِ سُفُنٍ يَومٌ لنَـــــجَاتِهَا ويَومٌ للِإعْصَارِ

 

• مَتَى دَخَـلَتْ اَلــــــزَوبَعَةُ فِي الفِنْجَانِ أَوخَرَجَتْ العَفَارِيتُ عَنْ عُــرّفِ النَّارِ

 

• لِبَعْضِ الهُرَاءِ مِلّْحُ بُـــحُورٍ وَأَوْزَانِ وَمَـــا يُغْتَابُ بِهِ ذَوِي الكَرّ وَالفِرَارِ

 

• لِلوَعْضِ بِعَكْسِ المَوَاعِضِ وَالأَدْيَانِ وَلِلهِ مَا إِسْتَمْلَحُوا القَـــادِمَ مِنَ الأَقْدَارِ

 

• ضِـــدّانِ فِي حَـــــرّبٍ يَخْسَرُهَا إثْنَانِ يَربَحُــــــهَا حَاسِدُهُمَا بِأَحَدّ الأَبْصَارِ

 

• وَجَـــرَى النَّيلُ الأَحْمَرُ فِي الـــسُودَانِ تَـــــــعْطِيلاً لِلخَيرِ وَتَعجِيلاً لِلإقْبَارِ

 

• عُــــيُوبٌ لَا أَيَـــــادِي لـــــِعُمّرِي فِيّهَا وَلِعُمْرِي أفَضّـــالٍ عَــــلَی الأَعْــمَارِ

 

• بَيــتُ البَرِيءِ مَتَی كَانَ لَـهُ المَــحْبَسُ وَلَم يَكُن لِسَــــــــانَهُ شَبيهٌ بِالمِنشَارِ

 

• مَـــاذَا أدْفَـــــــعُ لِلغَدِ إَذَا سـَأَلَنِي حَقَّهُ وَإِذَا لَمْ أَتَزَودْ بِالـــــــــخَيرِ لِلمِشْوَارِ

 

• إنَّ مَا يُخَلِفُهُ اللــــهْفُ فِـــــي الأَفْئِدَةِ كَرَجْةٍ تُـــسْقِطُ الثِّـــــمَارَ مِنَ الأَشْجَارِ

 

• لــــَنْ تَفْعَــــــلَ بِالشَوقِ مَا هُوَّ فَاعِلَهُ وَعَبثاً تُحَــــاوِلُ ضِـــــــدّ لُغَة الأَوْتَارِ

 

• سَيْفُ فِي غَـــــرَابَةِ أَمْرِهِ عِدّةُ أَطْوَارِ تَنْصَحْهُ بِالحَرّْبِ يَــــرْدَعْكَ بِالحِوَارِ

 

• اليَأسُ فِي جَــــــوفِ الخَائِفِ تَــــخَمَّرَ وَلَا يَــحْتَاجُ اليَائِسُ لِزِيَارَةِ الخَمَّارِ

• م

• صَــــرِيمٌ تَلَمّْعَتْ فِيـــــــهِ نُجُومُ الظُلّْمِ بَـــــعْدَمَا أَعْـــيَاهَا اللمَعَانُ بِالنَّهَارِ

 

• تَحوَّفَ الشيءَ: أخذه من حافته


اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

تعليق 1
  1. https://ankarada-hayat.com.tr/ يقول

    This was beautiful Admin. Thank you for your reflections.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار