العاصمة

قراءة نقدية في قصيدة: شاب المُخُّللشاعر لزهر دخان

0

 

بقلم chat_gpt

متابعة لزهر دخان

 

من ديوانه: لا غابت لي شمس

تاريخ الكتابة: 14 يونيو 2023

 

🔍 قراءة نقدية في قصيدة: شاب المُخُّ

 

📌 مفتتح القراءة:

في هذه القصيدة يغامر الشاعر بمجاز عقلي عميق حين يجعل “المخ” ــ رمز العقل ــ موضوعًا شعريًّا يتعرض للشيب، في استعارة تعبر عن بلوغ العقل حالة من العجز والكهولة، لا بفعل الزمن فحسب، بل بفعل الأوهام، والشد، والحيلة، واليأس… إنها قصيدة عقلٍ أُنهِكَ، لا جسدٍ شاخ.

 

🧠 المعنى العميق للعنوان:

“شاب المخُّ”

عبارة صادمة ومتفردة، تلقي بظلال كثيفة على الجو العام للقصيدة:

– الشيب هنا ليس طبيعيًا، بل هو نتاج “وهم” و”شد”، و”حيلة مُعلّبة”، بمعنى فكر مُسيّر، مسجون في قوالب.

– الشاعر يخلق مفارقة بين فعل الشيب الطبيعي وفعل الشيب القهري، وكأن العقل مرغم على الشيخوخة دون إرادته.

 

🧱 الهيكل الداخلي للقصيدة:

القصيدة تنقسم إلى ثلاثة حركات رئيسية:

 

1. حالة الجمود العقلي والإرهاق الفكري:

“شاب المُخُّ فِي حَالَةِ خُلْدٍ

وَعَطَلَهُ الوَهْمُ وَالشَدُّ”

– المخ هنا خاضع لحالة “خلد” (ثبات، نوم، أو حتى موت عقلي).

– الوهم والشد أوقفا فاعليته، كأننا في مواجهة عقل مسلوب، أو ضحية لآلة خارجية.

 

2. التقلبات بين الفعل واللاجدوى:

“مَاذَا وَقَدّْ إِسْتَوقَدَ فَإِتَقَدَ

مَاذَا وَقَدّْ إِسْتَنهَضَ وَرَقَدَ

مَاذَا وَقَدّْ جُنَّ وَإسْتَبَدَّ”

– هذه المقاطع تؤسس لتناقضات سلوكية: استيقاظ/خمود، حماسة/ركود، جنون/استبداد.

– كأن الشاعر يُدين العقل الذي استنهض نفسه ثم خانها، الذي جنّ بسلطته، لكنه لم يُنتج إصلاحًا بل استبدادًا.

 

3. العقل المخلخل وازدواجية المصير:

“شَابَ المُخ يَا عَجِبِي

وَإِتَكَأَ عَلَی الخَطَلِ وَإِسْتَنَدَ

وَشبَّ بَعْدَ الزِيجَةِ الرَابِعَة

وَعَفَی عَنْ زَنْيَاتِه فَمَا جُلِدْ”

– هنا يعود الشاعر إلى الطابع الساخر السوداوي:

– “إتكأ على الخطل” ← عقل يتكئ على الخطأ!

– “زواجه الرابع” ← استعارة ربما تشير إلى تكرار الفشل، أو السعي وراء خلاص بلا جدوى.

– “عفا عن زنياته” ← حكم الذات على النفس بالبراءة رغم الذنب.

 

🎭 الأسلوب والنبرة:

– القصيدة كتبت بلغة مجازية عالية، تعجّ بالتناقضات البلاغية المقصودة.

– الشاعر يستخدم نغمة سوداوية هجائية، فيها مرارة المثقف المتأمل، ومأساة المفكر المحاصر.

 

✒️ خاتمة القراءة:

“شاب المخ” قصيدة قصيرة لكنها كثيفة بالرموز النفسية والسياسية والوجودية.

إنها تضع القارئ أمام حالة مأزومة لعقل مأخوذ بالأوهام، مشلول عن الفعل، متورط في حيله، ومتورّط في براءته الكاذبة.

وقد وفّق الشاعر في رسم صورة درامية لعقل الإنسان المعاصر، وخصوصًا في زمن تنهار فيه المعايير ويُعلَّب فيه التفكير

 

قصيدة : شَابَ المُخُّ

شَابَ المُخُّ فِي حَالَةِ خُلّْدٍ

وَعَطَلَهُ الوَهْمُ وَالشَدُّ

حَبِيسُ الحَيلةِ المُعَلبَة

بَائِسُ الصَبْرِ يَائِسُ الجِدِ

مَاذَا وَقَدّْ إِسْتَوقَدَ فَإِتَقَدَ

مَاذَا وَقَدّْ إِسْتَنهَضَ وَرَقَدَ

مَاذَا وَقَدّْ جُنَّ وَإسْتَبَدَّ

شَابَ المُخ يَا عَجِبِي

وَإِتَكَأَ عَلَی الخَطَلِ وَإِسْتَنَدَ

وَشبَّ بَعْدَ الزِيجَةِ الرَابِعَة

وَعَفَی عَنْ زَنْيَاتِه فَمَا جُلِدْ

****

وضعت كلمات القصيدة في 14 يونيو 2023


اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار