
كيف تؤثر التغذية على نمو وتطور الأورام..؟
أيمى عمرو
” الأدلة الحديثة بين الوقاية والخطر..”
🔷 في العقود الأخيرة، تطور فهمنا للعلاقة بين النظام الغذائي ونشوء الأورام السرطانية بشكل كبير.. فالغذاء لا يُعد فقط وسيلة وقائية، بل قد يكون أحيانًا محفزًا لنمو الأورام، إذا افتقر للتوازن أو احتوى على مركبات مسرطنة.
🔷 تشير الأدلة الحديثة إلى أن التغذية تُؤثر في جميع مراحل الورم:
من بدء التغير الجيني ” Initiation “، إلى التطور ” Promotion “، وحتى الانتشار النقلي ” Metastasis “.
🔵 المرحلة الأولى: بدء التسرطن ” Initiation ”
🔹 تحدث هذه المرحلة عندما تتعرض الخلايا لمواد مسرطنة تؤدي إلى طفرات جينية أولية.
🔹 عوامل غذائية ضارة في هذه المرحلة:
1️⃣ المركبات النيتروزية: تتكون من النقانق واللحوم المصنعة، وقد ترتبط بسرطان القولون والمعدة.
2️⃣ الدهون المحترقة: ناتجة عن القلي المفرط، وتحوي مركبات مثل HCA وPAHs، وهما مسرطِنان معروفان.
3️⃣ نقص مضادات الأكسدة: مثل فيتامين C، E، السيلينيوم، يجعل الخلايا عرضة للتلف التأكسدي والتحوّر الجيني.
🔵 المرحلة الثانية: الترويج الورمي ” Promotion ”
🔹في هذه المرحلة، لا تحدث طفرات جديدة، بل يتم تحفيز نمو الخلايا المصابة سابقًا.
🔹 عناصر غذائية مؤثرة:
1️⃣ الأنظمة عالية السكريات المكررة.
⬅️ هذه الأنظمة ترفع مستويات الإنسولين وIGF-1 (عامل النمو الشبيه بالإنسولين)، ما يعزز انقسام الخلايا السرطانية.
2️⃣ الدهون المشبعة.
⬅️ قد تعزز الالتهاب وتُفعّل مستقبلات النمو في الأورام.
3️⃣ نقص الألياف.
⬅️ يؤثر على توازن ميكروبيوم الأمعاء ويقلل إنتاج الأحماض الدهنية القصيرة (SCFAs) ذات التأثير المضاد للسرطان.
🔵 المرحلة الثالثة: الانتشار ” Progression & Metastasis ”
🔹 المرحلة التي تبدأ فيها الخلايا السرطانية بالانتشار إلى أنسجة أخرى.
🔵 التغذية ودورها هنا:
1: الأحماض الدهنية أوميغا-3:
تقلل الالتهاب وتحد من نمو الأوعية الدموية المغذية للورم (Anti-angiogenesis).
2: البوليفينولات (من الشاي الأخضر، الكركم، الرمان):
تمنع تكاثر الخلايا السرطانية وتحفز موتها الذاتي (Apoptosis).
3: الصيام المتقطع والأنظمة منخفضة الكربوهيدرات:
تُظهر بعض الدراسات أنها قد تقلل طاقة الأورام المعتمدة على الجلوكوز، مما يبطئ نموها.
🔵 الأغذية المرتبطة بالوقاية..” مركبات ذات فعالية مثبتة..”
1: الكركمين (في الكركم): مضاد قوي للالتهاب، يعطل نمو الخلايا السرطانية.
2: السلفورافين (في البروكلي والكرنب): يحفز إنزيمات إزالة السموم من الجسم.
3: الليكوبين (في الطماطم): يقلل من خطر سرطان البروستاتا.
4: الإندول-3-كاربينول (I3C): في الكرنب والقرنبيط، يوازن الإستروجين ويمنع الأورام الهرمونية.
🔵 أغذية ترتبط بزيادة الخطر:
1: اللحوم الحمراء والمصنعة بشكل متكرر.
2: الأطعمة المقلية والمحفوظة بالنيتريت.
3: السكريات البسيطة والمشروبات المحلاة.
4: الأنظمة الغذائية منخفضة الألياف.
5: الدهون المهدرجة (Trans fats).
🔵 الأدلة السريرية الحديثة..
◀️ دراسة EPIC (أوروبية): أكدت أن النمط الغذائي النباتي الغني بالألياف ومضادات الأكسدة يقلل خطر سرطان القولون بنسبة تصل إلى 30%.
◀️ دراسة JAMA 2023: أظهرت أن تناول 2-3 حصص أسبوعيًا من الأسماك الدهنية مرتبط بانخفاض خطر الوفاة بسرطان الثدي بنسبة 20%.
◀️ تقارير الصندوق العالمي لأبحاث السرطان (WCRF): توصي بتقليل اللحوم المصنعة وزيادة تناول الخضروات والفاكهة للوقاية.
⏺️ التغذية ليست عاملًا ثانويًا في موضوع السرطان.. بل هي أحد أقوى العوامل المؤثرة في بدايته وتطوره.
⏺️ نظام غذائي متوازن، نباتي جزئيًا، غني بالألياف، منخفض السكريات واللحوم المصنعة = خط دفاع أول في وجه التغيرات الخلوية والمناعية المؤدية للورم.
اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.